مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام - جلد 2

جواد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

صنيع أهل الجاهلية كان أحدهم يقتل ابنته
مخافة السباء. والفاقة ويغذو كلبه. وقوله:
وحرموا ما رزقهم الله... الآية وهم أهل
الجاهلية جعلوا بحيرة وسائبة ووصيلة
وحامياً تحكّماً من الشياطين في أموالهم".
ولكن أغلب الوأد هو عن العامل الأول، وهو
الخشية من العيلة والفقر والإملاق. وهو ما
نُصّ عليه في الآيات المتعلقة بالوأد
وبقتل الأولاد. وورد أن الجاهلية كانوا
يدفنون البنات وهن أحياء. خصوصاً كندة،
خوف العار، أو خوف الفقر والإملاق.
ومن النساء من تكون خصبة في ولادة البنات،
فيجلب لها هذا الخصب هجر زوجها لها وفراره
منها ومن رؤية بناته. يحدثنا الأصمعي أن
امرأة ولدت لرجل بنتاً سمتها الذلفاء،
فكانت هذه البنت سبباً في هرب الرجل من
البيت، فقالت: ما لأبي الذلفاء لا
يأتـينـا يظلّ في البيت الذي يلينا?
يحرد أن لانلَدَِ البـنـينـا وإنما نأخذ
ما يعـطـينـا
ومثل تلك المرأة المسكينة كثير من النساء
هجرهن أزواجهن لكثرة ماكن يلدن لهم من
البنات، ولسان حالهن يكرر كلمات أم
الذلفاء.
وبمكة جبل يقال له " أبو دلامة " كانت قريش
تئد فيه البنات. وذكرأن هذا الجبل يطل على
"الحجون". وقيل كان الحجون هو الذي يقال له:
أبو دلامة.
وورد في القرآن الكريم ما يشير إلى قتل
بعض الجاهليين أولادهم خشية الإملاق وخوف
الفقر. وهم الفقراء من بعض قبائل العرب
وفيهم نزلت الآيات: "ولا تقتلوا اولادكم
خشية إملاقٍ نحن نرزقهم وإياكم، إنّ قتلهم
كان خطئاً كبيراً". و "كذلكُ زُينّ لكثير من
المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ليرُدوهم
وليلبسوا عليهم دينهم. ولو شاء الله، ما
فعلوه، فذرهم وما يفترون". و "قد خسر الذين
قتلوا أولادهم سفهاً بغير علم، وحرّموا ما
رزقهم الله افتراءً على الله، قد ضلوا، وما
كانوا مهتدين". و " قل: تعالوا اتل ما حرّم
ربكم عليكم، ألا تشركوا به شيئاً
وبالوالدين إحساناً، ولا تقتلوا اولادكم
من إملاق، نحن نرزقكم وإياهم". وظاهر لفظ
الآيات النهي عن جميع أنواع قتل الأولاد
ذكورا كانوا أو اناثاً مخافة الفقر
والفاقة.
وذكر ان المراد من كلمة "اولادكم" البنات،
وان المقصود بذلك الوأد.
أي وأد البنات، لا قتل الأبناء. وذهب بعض
العلماء إلى ان المراد بها الأولاد ذكوراً
كانوا أو اناثاً. "فقد كان الرجل في
الجاهلية يحلف بالله لئن ولد له كذا وكذا
غلاماً لينحرن احدهم، كما فعله عبد المطلب
حين نذر ذبح ولده عبدالله". فنحن أمام هذه
الآيات تجاه موضوعين: وأد البنات وقتل
الأولاد الذكور عند الجاهليين. وأد البنات
للاسباب المذكورة الواردة في كتب التفسير
والحديث، وقتل الأولاد للاسباب المذكورة
في تلك الكتب أيضاً، وفي كلتا الحالتين
نتيجة واحدة، هي القضاء على حياة انسان.
وقتل الأولاد الذكور عند الجاهليين هو
أقل استعمالاً من وأد البنات بكثير. ويظهر
انهَ كان عن عامل ديني في الأغلب، كما
يتبين ذلك من قصة إقدام عبد المطلب على قتل
ابنه عبدالله بسبب النذر الذي أخذه على
نفسه على ما جاء في روايات اهل الأخبار.
وهذا العامل هو الذي يفسر ما جاء في
التوراة عن اقدام ابراهيم على ذبح ابنه،
ويشير الى وجود هذه العادة عند
الإسرائيليين. وسبب قلة قتل الأولاد
بالقياس إلى وأد البنات أن الولد عنصر مهم
في الحياة الاقتصادية وفي الحياة
الاجتماعية حيث يكون عدة لوالده ولأهله
وعشيرته في الحروب، ثم أن أسره في الحروب
لا يعد شائناً مثل أسر البنات. والمرأة
بالأسر تكون فريسة للآسرين. والمرأة ليست
قادرة كالرجل على اعاشة نفسها وغيرها ولا
على الغزو، ولذلك صارت البنت هدفأَ للوأد
أكثر من الذكر.
وقد تأثر بعض ذوي القلوب الرقيقة من عادة
"وأد البنات"، وسعوا لإبطالها. وكان بعض
الموسرين منهم يفتدي البنات من القتل بدفع
تعويض إلى أهلهن، وأخذهن لتربيتهن. فكان
"صعصعة بن ناجية" جدّ الفرزدق الشاعر
المعروف، ومن أشراف تميم، يشتري البنات
ويفديهن من القتل كل بنت بناقتين عشراوين
وجمل. فجاء الإسلام وعنده ثلاثون موؤودة.
وذكر أنه فدى اربعمائة جارية، وقيل
ثلاثمائة جارية من الجاهلية حتى مجيء
الإسلام. وذكر على لسان الفرزدق أنه قال:

/ 601