مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام - جلد 2

جواد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

وركب الناس منذ ذلك العهد الخيل. فاسماعيل
على زعمهم هو أول راكب للخيل. ويلاحظ أن
راوي هذا الخبر أراد اقناع السائل بصحة
جوابه، فربط بن ركوب ظهور الجياد وبين
موضع أجياد، ليبدو الجواب منطقياً
مقبولاً.
وقد مدحت العرب الخيل العراب.أي الخيول
العربية الأصيلة، التي لم تهجن، ولم يختلط
في دمها دم غريب. وقد مدحت الخيل الشقر،
وذلك لسرعتها، ومدحت بعدها الحصان الأدهم
الأرثم المحجل الطلق اليد اليمنى. وقيل
للخيل الكريمة الأصيلة "العتاق من الخيل" و
"الخيل العتاق" وقد كانت الخيل من جملة
وسائل كسب الحروب. والفريق الذي يملك أكبر
عدد من الخيل في المعركة يكسب الحرب. وذلك
لسرعتها ولما تحدثه تحركات المحارب على
ظهرها من أثر في صفوف جيش العدو. ولهذا عدّ
بعض الباحثين دخول الخيل الى جزيرة العرب
تطوراً خطيراً في أسلوب القتال عند العرب،
أحدث تغييراً خطيراً في طرق القتال وصار
عاملاً مهماً من العوامل التي أدت الى
انتشار القتال والغزو في بلاد العرب. وصار
في امكان القبيلة التي تملك خيلاً جيدة
كثيرة أن تتفوق على غيرها في الغزو، حتى
إذا كانت القبيلة كبيرة، لأن العدد الكثير
وان كان ذا أهمية في النصر، ولكنه لا
يستطيع أن يقف أمام الفرسان، إن كان
المحاربون من المشاة أو كان أكثرهم منهم.
إذ لا يستطيع الثبات أمام صولات وجولات
الفرسان الذين يشتتون شمل الصفوف ويمزقون
الجمع، ويمهدون لمن وراءهم من المشاة فرصة
الانقضاض على الفارين المنهزمين.
ولأهمية الخيل عند العرب ألّف كَثير من
العلماء كتباً فيها، نجد ذكرهم في
"الفهرست" لابن النديم. ومن هؤلاء "ابن
الكلبي" صاحب كتاب "أنساب الخيل "و "ابن
الأعرابي" صاحب كتاب "أسماء الخيل".
ووضعوا جرائد ومشجرات في أنساب الخيل.
حرصاً منهم على المحافظة على أصالتها
وبقاء جنس ما عندهم نقياً نظيفاً. ومنعوا
الفحول الجيدة منها من الاتصال بالأفراس
الرديئة أو الأفراس المجهولة التي ليس لها
نسب معروف.
حتى لا يتولد من هذا الاتصال نسل رديء
هجين. بل حرص صاحب الحصان الجيد على ألاّ
يعطيه لأحد ليتصل بفرسه حتى وإن كانت غاية
فى النجابة، وذلك خشية أن ينسل نسلا"
فاخراً لغيره ولا يكون له منه شيء. ولا
تزال هذه العادة معروفه عند العرب حتى
الآن، فهم يحفظون أنساب خيولهم حفظا
عجيبا، من غير رجوع إلى جريدة نسب أو شجرة
من شجرات النسب. كما يحافظون على النسل
الجيد من الخيول العربية، ويعتنون به
عناية فائقة، إذ يرون أنه زينة وبهجة
للمرء، ومن ملذات الحياة في هذه الدنيا.
ومن دلائل عناية الجاهليين بالخيل ما
نجده في اللغة من ألفاظ وكلمات كثيرة تخص
الخيل. تخص أسماءها وأسماء أعضاء جسمها
وحركاتها وسكناتها وأوصافها وألوانها،
حتى انهم لم يتركوا شيئاً له علاقة بها إلا
ذكروه. فلا عجب إذن إذا ما ألفوا فيها
الرسائل والكتب وتحدثوا عنها حديثاً
طويلاً في الجاهلية وفي الإسلام.
وقد اشتهرت بعض الجياد في الجاهلية بشدة
عَدوِها فلا تدانيها في العدو خيول أخرى،
وفي مقدمتها فرس عرف ب "زاد الركب " "زاد
الراكب "، قالوا إن أصل فحول العرب من
نتاجه. وقد زعم ابن الكلبي أنه من بقية
جياد سليمان ابن داود، وأن وفداً من
"الأزد"، وكانوا أصهاره، وفدوا عليه، فما
فرغوا من حوائجهم سألوه أن يعطيهم فرساً
من تلك الخيل، فأعطاهم فرساً كانوا لا
ينزلون منزلا" إلا ركبه أحدهم للقنص، فلا
يفلته شيء وقعت عينه عليه من ظبي أو بقر أو
حمار، إلى أن قدموا بلادهم فقالوا: ما
لفرسنا هذا اسم إلا زاد الراكب، فسموه زاد
الراكب، فأصل فحول العرب من نتائجه.
واشتهر فرس آخر بسرعته وبشدة عدوه اسمه
"أعوج "، زعم انه من نسل "زاد الراكب". قيل:
انه كان سريعاً جداً لا يدانى في العدَوٌ.
وكان فحلاً لغني بن أعصر. وقد عرف ب "أعوج
الأكبر".
وكان "أعوج" الأصغر أولاً لكندة، ثم أخذته"
"سليم" وصار لبني عامر ثم لبني هلال. وأمه
"سبل" لغني، وأم "سبل" "سوادة" "البشامة"، وأم
"سوادة" "القسامة"، وكانت لجعدة. وكان أعوج
طويل القوائم سريع العدو. ولهم أيضاً
"الفياض". وقد اشتهر نسله، واكتسب شهرة فى
العتاق من الخيل.
ومن خيل العرب المشهورة: "الغراب" و
"الوجيه" و "لاحق" و "المذهب" و "مكتوم"، كانت

/ 601