مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام - جلد 2

جواد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الخلاف على أمرائكم، فلا جماعة لمن اختلف
عليه. واعلموا أن كثرة الصياح من الفشل،
فتثبتوا، فإن أحزم الفريقين الركين، ورب
عجلة تعقب ريثاً، وادرعوا الليل، فإنه
أخفى للويل، وتحفظوا من البياتْ. وقال
عتبة بن ربيعة يوم بدر لما رأى عسكر رسول
الله، صلى اللّه عليه وسلم: أما ترونهم
خرساً لا يتكلمون،يتلمظون تلمظ الحيات.
و "المعسكر" هو موضع تجمع العسكر وموضع
نزولهم فيه. ويقال له "حيرت" "حيرة" في
السبئية.
وتقول العرب: إن الشجاعة وقاية والجبن
مقتلة. وأعتبر من ذلك أن من يقتل مُدبراً
أكثر من يقتل مقبلاً. وتقول أيضاً: الشجاع
موقى، والجبان مُلقى. فاستقبال الموت
عندهم،خير من استدباره. ولم يكونوا يهتمون
بالكثرة قد اهتمامهم بالألفة بين
المحاربين، وبالعمل يداً واحدة وكأنهم
بنية مرصوصة. قيل لعنترة: كم كنتم يوم
الفروق ? قال: كنا مئة، لم نكثر فنتكل، ولم
نقل فنذلّ.
وللحرب عند الجاهليين أسباب عديدة، يدخل
في ضمنها ضنك العيش في البادية مما يحمل
القبائل على التناحر والتقاتل فيما بينها
للحصول على الماء والكلا، وهما عماد
الحياة في البادية، أو الحصول على غنيمة.
ويعبر عن هذه الحروب ب "الغزو". والواحدة
"غزو". وهي تعتمد على مبدأ المباغتة في
الغالب.
أما الحروب،فإنها الحروب الكبيرة التي
تقع بين دول وحكومات. كما أن الغارة،.هي
غزو مفاجىء يفاجىء به العدو عدوّه، ليأخذه
على غرة، ولينتزع منه ما يجده عنده من مال.
وقد كانت القبائل تغير بعضها على بعض، ثم
تتراجع حاملة ما حصلت عليه من غنائم
وأسلاب، وقد ترجع وهي مسلوبة مهزومة، في
حالة تمكن من أريد إيقاع الغارة به من
الدفاع عن نفسه، ومن تغلبه على المغير
ورده خائباً على ألأعقاب.
وتكون الغارات في وجه الصبح في الغالب،
حتى يؤخذ من يراد الإغارة عليه بغرة
ويفاجأ بالغارة مفاجأة. وقد يقصد في الليل
من غير أن يعلم، فيؤخذ بغتة، والاسم
"البيَات". و "بيت القومَ والعدو: أوقع بهم
ليلاً". وقد أشير إلى "البيات" في الحديث.
فقد كان المسلمون يصيبون في البيات من
ذراري المشركين، فسألوا الرسول حكمه فيهم.
فكان حكمه: "هم منهم" و "هم من آبائهم".
والغارة دفع الخيل على من يراد الإغارة
عليهم. يقال أغار على القوم غارة واغارة،
دفع عليهم الخيل. فتكون الغارة بالخيل في
الأخص. ويقال أغار إغارة الثعلب، إذا أسرع
ودفع في عدوّه. فالغارة غير الغزو والحرب،
تكون سريعة في الغاب يعقبها رجوع سريع.
ويعبر عن الغارة بلفظة "تادم" في العربيات
الجنوبية. وتطلق على كل حملة عسكرية أيضاً.
ولا تقتصر الغارات على غارات قطعات الجيش
على العصاة والثوار، بل قد تقوم بها قبيلة
على قبيلة، وقد يقوم بها أفراد، لأسباب
مختلفة. وقد يقوم بها اللصوص والصعاليك،
يغيرون على أحياء العرب وعلى السابلة
للحصول على مغنم. وكان.بعض أصحاب الغارات
يمعنون في الغارة فيبتعدون عن منازلهم.
ويعدّون "بُعد الغارة" نوعاً من أنواع
الشجاعة والفروسية، لما تكتنف المغير من
أخطار ومهالك. وكان "مروان بن زنباع"،
ويقال له: "مروان القرظ" من "مشهوري أهل
الجاهلية في بُعد إلغارة.
وكانت الغارات والغزوات من، أهم وسائل
الإعاشة والحصول على مغانم بالنسبة
للقبائل النازلة على حدود الحضارة أو على
مقربة منها. مثل حدود العراق أو حدود بلاد
الشام. وتكثر الغارات في سني الجدب والقحط
وانحباس المطر. فلا يبق أمام تلك القبائل
للبقاء على حياتها سوى النزوح إلى أماكن
أخرى مخصبة معشبة، ويؤدي ذلك إلى التقاتل
مع القبائل الأخرى النازلة في تلك
الأرضين، أو مع قوات الحدود التي تحاول رد
تلك القبائل خشية غزوها للحضر أو لمن يقيم
وراء الحدود من أعراب. لذلك استعملت
حكومات العراق وبلاد الشام جملة وسائل
لكبح جماح الأعراب الغزاة في جملتها حماية
الحدود ب "مسالح" بنيت في أطراف البوادي وفي
نهايات إلطرق التي توصل إلى الحضر، تضع بها
قوات مقاتلة نظامية وغير نظامية من
الأعراب أصحاب الإبل لمقاتلة الأعراب،
وتقديم الأطعمة والميرة من المستودعات
المقامة في "المسالح" و "القصور" إلى سادات
القبائل لسد ما عندها من نقص في الطعام،
وبإقامة إمارات عربية، تودع اليها أمور

/ 601