مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام جلد 3

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام - جلد 3

جواد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الأنواء، للاستفادة منه في حياتهم
العملية، وقد عاش بينهم عدد كبير من
اليهود، ولهؤلاء علم أيضاً بالأنواء،
ولهم اهتمام بهذا العلم، لما له من علاقة
بشؤونهم الدينية. ثم كان بينهم نصارى
وقفوا على هذا العلم أيضاً، وكان هؤلاء قد
مضوا علم الشرقيين به وطمسوا علمهم وعلم
الشرقيين بما ورد في كتب اليونان واللاتين
من علم به.
وقد اتخذ الجاهليون النجوم دليلاً لهم
يهتدون بها في ظلمات البر والبحر. وقد أشير
الى ذلك في سورة الأنعام: )وهو الذي جعل لكم
النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر
والبحر(، ولا بد للاهتداء بها من الوقوف
عليها، ووضع أسماء لها، وتعيين البارز
منها، ووضع معالم لها، ليكون في الامكان
معرفتها ومعرفة اتجاهات السير بها،
والاستعانة بها وبالجهات الأربع في معرفة
الاتجاه المؤدي إلى المكان المراد. فكانوا
اذا سألهم سائل عن طريق قالوا: "عليك بنجم
كذا وكذا"، أو "خذ بين مطلع سهيل ويد
الجوزاء اليسرى العاقد لها. " إلى آخر ذلك
من إشارات تفيد استدلالهم بالنجوم
والكواكبُ وبالمطالع لمعرفة الطرق.
وفي الشعر الجاهلى أبيات تشير إلى اهتداء
الناس في سيرهم بالنجوم فورد في شعر
لسلامة بن جندل في المسيرليلا: ونحن نعشو
لكم تحت المصابيح
ويقصد بالمصابيح الكواكب.
وقد سار أهل الجاهلية مثل غيرهم من الأمم
القديمة على فكرة تقسيم السماء إلى " بروج".
وقد أشير إلى البروج في القرآن في سورة
الحجر: )ولقد جعلنا في السماء بروجاً(، وفي
سورة البروج: )والسماء ذات البروج(. وقد قسم
اليونان واللاتين السماء إلى "بروج". وعرف
كل برج عندهم بلفظة: "بركس"، Burgus. ومن هذا
الأصل أخذت لفظة "البرج" و "البروج". أخذت
إما من اللاتينية أو اليونانية مباشرة،
وإما من السريانية بالواسطة،، وذلك قبل
الإسلام بأمد، فتعربت وصارت من الألفاظ
العربية الأعجمية الأصل، مثل الفاظ أخرى
دخلت العربية من أصل يوناني ولاتيني قبل
الإسلام بسنين.
وللكواكب أفلاك تدور فيها، وقد أشير
إليها في القرآن، فورد: )وهو الذي خلق
الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك
يسبحون(.. وهي عندهم مدارات دائرية على
هيأة حجر الرحى، تدور الشمس والقمر
والكواكب بها، كل في فلك مقدر له.
ويرى "نالينو"، إن ما ورد في القرآن الكريم
عن "البروج"، وكذلك ما ورد في الخطبة
المنسوبة الى قُس بن ساعدة الإيادي من
قوله: "وسماء ذات أبراج" لا يعني بالضرورة
وقوف الجاهليين على البروج الاثني عشر،
وأخذهم بهذه النظرية الفلكية، وذلك لأمور
ذكرها، وحجج اوردها وفي جملتها أن اسماء
كل البروج، ما عدا الجوزاء مترجمة من
اسمائها اليونانية والسريانية. ثم إن هذه
البروج لم تكن ذات فائدة عملية للجاهليين،
ولهذا لا يحتمل اهتمامهم بها، واخذهم بها،
ولا سيما ان معارفهم الفلكية لم تكنُ
واسعة عميقة.ولهذا ذهب الى إن ما ورد في
القرآن عن البروج، لا يراد به الصور
المعروفة الموجودة عند اليونانيين والتي
وقف عليها العرب في عصور الترجمة، وإنما
هي مجرد نجوم. وقد استشهد ببعض مقطفات من
كتب التفسير، في تفسير لفظة "البروج".
وقد ذكر "الطبري" أن "البروج" الواردة في
"سورة البروج" الكواكب، والنجوم، والأصوب:
منازل الشمس والقمر، "وذلك أن البروج جمع
برج، وهي منازل تتخذ عالية عن الأرض
مرتفعة، ومن ذلك قول الله: ولو كنتم في
بروج مشيدة.. وهي منازل مرتفعة عالية في
السماء. وهي اثنا عشر برجاً، فمسير القمر
في كل برج منها يومان وثلث، فذلك ثمانية
وعشرون منزلاّ، ثم ثم يستسر ليلتين. ومسير
الشمس في كل برج منها شهر".
ونسب إلى أمية بن أبي الصلت علم بالبروج
والكواكب، وقد ورد في الأخبار: أن الرسول
أنشد قوله: زُحلٌ وثور تحت رجل يمينه
والنّسر للاخرى وليث يرصد
وفي هذا البيت، إن صح قول الرواة، أن
الرسول أنشده دلالة على وقوفه على شيء من
هذا بالفلك.
ويذكر العرب إن القمر يأخذ كل ليلة في
منزل من المنازل حتى يصير هلالاً، وقد
أشير إلى المنازل في القرآن: ) والقمر
قدّرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم(.
والمنازل ثمانية وعشرون منزلاً في كل شهر
ينزلها القمر. وكل من الشمس والقمر يجريان

/ 751