مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام جلد 3

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام - جلد 3

جواد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الصلاة في الإسلام فلا نجد لها ذكراً في
النصوص الجاهلية، ولا نكاد نجد لها صورة
واضحة صحيحة في روايات أهل الأخبار، اللهم
إلا فيما يخص صلوات اليهود والنصارى
والعرب فقد كان هؤلاء يصلون في كنائْسهم
في أوقات معينة، وقف بعض أهل الجاهلية
عليها، فأشاروا اليها في أشعارهم وفي
حديثهم عن أهل الكتاب.
وقدُ ذكر ان عبدة "الشمس" كانوا قد "اتخذوا
لها صنماً بيده جوهرعلى لون النار، وله
بيت خاص قد بنوه باسمه وجعلوا له الوقوف
الكثيرة من القرى والضياع وله سدنة وقوام
وحجبة يأتون البيت ويصلّون فيه لها ثلاث
مرات في اليوم، ويأتيه أصحاب العاهات
فيصومون لذلك الصنم ويصلون ويدعونه
ويستشفعون به. وهم اذا طلعت الشمس سجدوا
كلهم لها،واذا غربت واذا توسطت الفلك.
ولهذا يقارنها الشيطان في هذه الأوقات
الثلاثة، لتقع عبادتهم وسجودهم له. ولهذا
نهى النبي، صلى الله عليه وسلم، عن تحري
الصلاة في هذه الأوقات قطعاً لمشابهة
الكفار ظاهراً، وسداً لذريعة الشرك
وعبادة الأصنام". وذكر "اليعقوبي" ان العرب
كانت "اذا أرادت حج البيت الحرام، وقفت كل
قبيلة عند صنمها وصلوّا عنده ثم تلبوا".
وفي هذين الخبرين دلالة على وجود الصلاة
عند الجاهليين، ولا سيما في خبر عبدة
الشمس، حيث كانوا يصلّون ثلاث كرات لها في
اليوم.
وذكر ان "التسبيح" بمعنى الصلاة والذكر،
روي ان "عمر" جلد رجلين سبّحا بعد العصر، أي
صلّيا. وان قول الأعشى: وسبحّ على حين
العشيّات والضحى ولا تعبد الشيطان والله
فاعـبـدا
يعني الصلاة بالصباح والمساء. وعليه فسر
قوله )فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون(،
يأمرهم بالصلاة في هذين الوقتين.
وذكر انهم كانوا يصلون على موتاهم، وكانت
صلاتهم ان يحمل الميت على سرير، ثم يقوم
وليه، فيذكر محاسنه كلها ويثني عليه. ثم
بقول: عليك رحمة الله. ثم يدفن.
وقد أشير إلى سجود الناس للشمس والقمر في
القرآن الكريم: )ومن آياته الليل والنهار،
والشمس والقمر. لا تسجدوا للشمس ولا
للقمر، واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم
إياه تعبدون. فإن استكبروا، فالذين عند
ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا
يسأمون". يقول تعالى ذكره: فإن استكبر يا
محمد هؤلاء الذين أنت بين أظهرهم من مشركي
قريش وتعظموا عن أن يسجدوا لله الذي خلقهم
وخلق الشمس والقمر، فإن الملائكة الذين
عند ربك لا يستكبرون عن ذلك ولا يتعظمون
عنه". كما أشير إلى سجود أهل "سبأ" إلى
"الشمس" في الأية: )وجئتك من سبأ بنبأ يقين.
إني وجدت امرأة تملكهم واوتيت من كل شيء،
ولها عرش عظيم. وجدتها وقومها يسجدون
للشمس من دون الله، وزين لهم الشيطان
أعمالهم فصدهم عن السبيل، فهم لا يهتدون(.
وفي هذه الآية وصف لتعبد أهل سبأ للشمس
وسجودهم لها. وقد ذكر المفسرون أن ملكة سبأ
كانت لها كوة مستقبلة الشمس، ساعة تطلع
الشمس تطلع فيها، فتسجد لها. فسجودهم
للشمس، هو عبادة لها وتعظيماً لشأنها.
الصوم
وأما "الصوم"، فنحن لا نجد له ذكراً في
الكتابات الجاهلية بالمعنى المفهوم منه
عند أهل الكتاب أو المسلمين. وهو في اللغة
الإمساك عن الشيء والترك له.
وقبل للصائم صائم لامساكه عن المطعم
والمشرب والمنكح، وقيل للصائم صائم،
لامساكه عن الكلام. وقوله عزّ وجل: )إني
نذرت للرحمن صوماً(. قيل: معناه صمتاً،
ويقويه قوله تعالى: )فلن أكلم اليوم
إنسياً(. والصوم: الصبر كذلك.
وقد ذكر "الصوم" في السور المدنية، أما في
السور المكية، فقد ذكر مرة واحدة، في "سورة
مريم": )فقولي: إني نذرت للرحمن صوماً. فلن
اكلم اليوم إنسياً(. وقد حددت السور
المدنية أصول الصيام في الإسلام.
والصوم المعروف عند اليهود والنصارى
معروف عند أهل الجاهلية الذين كان لهم
اتصال واحتكاك بأهل الكتاب. فقد كان أهل
يثرب مثلاً على علم بصوم اليهود، بسبب
وجودهم بينهم. وكان عرب العراق وبلاد
الشام على علم بصوم النصارى، بسبب وجود
قبائْل عربية متنصرة بينهم. وكان أهل مكة،
ولاسيما الأحناف منهم والتجار على معرفة
بصيام أهل الكتاب. وبصيام الرهبان،
المتمثل في السكوت والتأمل والجلوس في
خلوة، للتفكير في ملكوت السماوات والأرض.

/ 751