مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام جلد 3

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام - جلد 3

جواد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ويظهر من أخبار أهل الأخبار أن من
الجاهليين من اقتدى بهم، وسلك مسلكهم.
فكان يصوم، صوم السكوت والتأمل والامتناع
عن الكلام والانزواء في غار حراء وفي شعاب
جبال مكة.
ويذكر أهل الأخبار ان قريشاً كانت تصوم
يوم عاشوراء. وفي هذا اليوم كانوا
يحتمْلون، ويعيدّون، ويكسون الكعبة،
وعللوا ذلك بأن قريشاًَ أذنبت ذنباً في
الجاهلية، فعظم في صدورهم، وأرادوا
التكفير عن ذنبهم، فقرروا صيام يوم
عاشوراء، فصاموه شكراً لله على رفعه الذنب
عنهم. وذكر ان رسول الله كان يصوم عاشوراء
في الجاهلية، ولما قدم المدينة واظب عليه
وأمر الناس بصيامه حنى نزل الأمر بصيام
رمضان. وقد ذكر العلماء انه يحتمل ان
قريشاً اقتدت بصيامه في الجاهلية، بشرع
سالف ولذا كانوا يعظمونه بكسوة البيت
الحرام فيه. وذكر بعضهم: كان يوم عاشوراء،
يوماً تصوم قريش في الجاهلية، اقتداءً
بشرع سابق، وكان النبي يصومه في الجاهلية،
فلما قدم المدينة صامه على عادته وأمر
أصحابه بصيامه في أول السنة الثانية، فلما
نزل رمضان، كان من شاء صام يوم عاشوراء ومن
شاء لا يصومه. وعلوا سبب صيام "قريش" هذا
اليوم، انه كان أصابهم قحط ثم رفع عنهم،
فصاموه شكراً. وورد "ان قريشاً كانت تعظم
هذا اليوم، وكانوا يكسون الكعبة فيه،
وصومه من تمام تعظيمه". وذكر ان رسول الله،
كان يتحرى صوم يوم عاشوراء على سائر
الأيام، وكان يصومه قبل فرض رمضان. فلما
فرض رمضان، قال: من شاء صامه، ومن شاء تركه.
وبقي هو يصومه تطوعاً، فقيل له: "يا رسول
الله انه يوم تعظمه اليهود والنصارى،
فقال، صلى الله عليه وسلم: اذا كان العام
المقبل ان شاء الله صمنا اليوم التاسع،فلم
يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله". وذكر
أيضاً ان قريشاً كانوا اذا أصابهم قحط ثم
رفع عنهم صاموا شكراً لله وحمداً له على
اجابة دعوتهم.
وقد أشار أهل الحديث إلى صيام "يوم
عاشوراء"، فجعله بعضهم الصيام الذي كان في
الإسلام قبل فرض صيام شهر رمضان، وذكر
بعضهم انه كان مفروضاً إلى السنة الثانية
من المجرة، ثم نسخ بصوم رمضان.
وقد أشير إلى الصيام في السور المكية من
القرآن الكريم كما أشير اليه في السور
المدنية، ويدل نزول الوحي به في مكة وفي
المدينة أنه كان من الشعائر الدينية
القديمة، وأن قريشاًَ كان لها علم به.
ويظهر من بعض الآيات أن المراد من الصوم لم
يكن الامتناع من الأكل والشرب حَسْبُ، بل
كان يعني في أول عهد النبوة الامتناع عن
الكلام كذلك.
ورواية أن قريشاٌ كانت تصوم في يوم
"عاشوراء"، لا تتفق مع الروايات الأخرى في
كيفية فرض صيام شهر رمضان. ففي هذه
الروايات أن النبي "حين قدم المدينة رأى
يهود تصوم يوم عاشوراء، فسألهم: فأخبروه
أنه اليوم الذي غرّق الله فيه آل فرعون،
ونجىّ موسى ومن معه منهم. فقال: نحن أحق
بموسى منهم، فصام، وأمر الناس بصومه. فلما
فرض صوم شهر رمضان، لم يأمرهم بصوم يوم
عاشوراء، ولم ينههم عنه. وورد أن يهود خيبر
والمدينة كانوا يعظمون صيام عاشوراء
ويتخذونه عيداً.
ويقصدون بصوم اليهود يوم عاشوراء، ما
يقال له "يوم الكفارة"، وهو يوم صوم
وانقطاع، ويقع قبل عيد المظال بخمسة أيام،
أي في يوم "10 تشرى" وهو يوم "الكبور" Kipor.
ويكون الصوم فيه من غروب الشمس إلى غروبها
في اليوم التالي، وله حرمة كحرمة السبت،
وفيه يدخل الكاهن الأعظم قدس الأقداس
لأداء الفروض الدينية المفروضة في ذلك
اليوم.
ومما يلاحظ ان علماء التفسير والحديث، قد
اختلفوا اختلافاًَ كبيراً في موضوع
الصيام قبل نزول الأمر به وفرضه. فقال
بعضهم كان المسلمون يصومون كما تصنع من
صيامهم خمسين يوماً "حتى كان من أمر أبي
قيس بن صرمة وعمر بن الخطاب ما كان، فأحل
لهم الأكل والشرب والجماع إلى طلوع الفجر".
وقال بعض آخر، كان صيام الناس قبل فرض
رمضان صوم ثلاثة أيام من كل شهر، وذكر ان
ذلك كان تطوعاً لا فرضاً، ولم يأت خبر تقوم
به حجة بأن صوماً فرض على أهل الإسلام غير
صوم شهر رمضانْ. ولم أتمكن من العثور علي
خبر قاطع يفيد بأن المسلمين كانوا يصومون
بمكة قبل الهجرة إلى المدينة.
ولا صلة لقصة "أبي قيس بن صرمة الأنصاري"
"أبو صرمة الأنصاري" و "عمر بن الخطاب"
بصيام عاشوراء ولا بعدد أيام الصوم. وكل ما
ورد فيها ان المسلمين كانوا في أول ما فرض

/ 751