مختصر مفید؛ اسئله و اجوبه فی الدین و العقیده جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مختصر مفید؛ اسئله و اجوبه فی الدین و العقیده - جلد 1

السید جعفر السبحانی العاملی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الكارثة لا يعتبر تحديداً لقدرة الله
سبحانه.. فإن التقدير الإلهي لبقاء الأرض
آلاف السنين لا يعني: إلا أن الله سبحانه
العالم بكل شيء يعلم بأن الأرض ستبقى هذه
المدة، وإنه يعلم أيضاً أن الإنسان لن
يمتلك هذه القدرة التدميرية أو يعلم أنه
سيمتلكها، لكنه سوف لن يستعملها لأكثر من
مانع. وعلم الله بكل ذلك علم صادق بلا شك،
ولكن هذا العلم الصادق بالشيء لا يوجب
الإجبار على الشيء.. ولا يكون أيضاً سبباً
في حصول الشيء، بل هو كعلمي وعلمك بطلوع
الشمس غداً، فإنه علم صادق بلا ريب، لكنه
ليس سبباً في طلوعها، بل سبب الطلوع شيء
آخر..
وإنما يلزم تحديد القدرة الإلهية في صورة
ما لو أراد الله بقاءها، ثم جاءت إرادة
الإنسان وقهرت وألغت الإرادة الإلهية..
وليس الأمر كذلك..
بل إن الله سبحانه قد خلق الخلق، وأعطى
للإنسان الاختيار والإرادة، وأفسح له في
المجال لإخضاع نواميس الطبيعة.. فالإنسان
حين يمارس ذلك إنما يمارسه أيضاً وفق
مشيئة الله، لأن الله قد شاء

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
/صفحة 11/
له أن يكون مختاراً مريداً، متعرضاً حتى
لنواميس الطبيعة.
فإذا تدخل سبحانه، وألغى اختيار الإنسان،
وإرادته، فإنه سيكون قد نقض مشيئته هذه،
تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً..
على أن من الواضح: أن لدينا بعض الأخبار
التي تقول: إنه سيهلك تسعة أعشار الناس،
فهذا الهلاك العظيم له أسبابه، ومن أسبابه
اختيار الإنسان، وإرادته، وممارسته..
وسيتحمل الإنسان مسؤولية ذلك.. ولا يكون
ذلك إلغاءً لمشيئة الله سبحانه وتعالى..
هل كان النبي [صلى الله عليه وآله] أمياً ؟
السؤال(2):
هل كان النبي [صلى الله عليه وآله] يقرأ
قبل البعثة أم أنه كان جاهلاً بالقراءة
والكتابة؟
الجواب:
أولاً: اننا لا نستطيع وصف رسول الله [صلى
الله عليه وآله] بالجهل، فإنه تعبير مرفوض
ومدان..
وليكن التعبير في السؤال كما يلي: هل كان
رسول الله [صلى الله عليه وآله] يقرأ ويكتب
قبل البعثة، أم لم يكن يقرأ ويكتب؟
ثانياً: قال تعالى: (وَمَا كُنْتَ تَتْلُو
مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلاَ
تَخُطُّهُ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
/صفحة 12/
بِيَمِينِكَ إِذاً لاَرْتَابَ
الْمُبْطِلُونَ)..
إن هذه الآية الشريفة تعطي: أن الله
سبحانه وتعالى يريد أن يقطع دابر أية فرصة
للإساءة إليه [صلى الله عليه وآله]، وإلى
نبوته، فيزيل أي ريب أو شبهة يمكن أن تثار
حول نبوة نبيه الأكرم [صلى الله عليه
وآله]، وتتأثر بها نفوس الضعفاء.
وما يوجب الريب هو أن يكون [صلى الله عليه
وآله] قد قرأ كتب السابقين عند البشر، أو
تعلم منهم، وأخذ عنهم.. فإذا تحقق لدى
الناس أنه لم يقرأ قبل بعثته عند أحد، فإذا
جاء بهذا الدين، وصار يعرف القراءة
والكتابة بصورة إعجازية، من دون معلم، فإن
ذلك يضطرهم إلى الإيمان والتسليم..
فالمهم إذن هو أن لا يكون قد تعلم شيئاً
عند أحد، فإذا حصلت له هذه العلوم كفى ذلك
لتحقق مصداق قوله تعالى: (وَمَا كُنْتَ
تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ
وَلاَ تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ)، ولا بد لهم
في هذه الحالة من الإيمان والتصديق به
بمجرد أن يبعث، ويرونه قد أصبح عارفا
بالقراءة والكتابة، وبكل هذه العلوم
والمعارف والتشريعات، التي يعجز البشر عن
نيلها.
ولا حاجة بعد ذلك إلى أن يبقى النبي [صلى
الله عليه وآله] عاجزاً عن القراءة
والكتابة بنظرهم وإلى أن يموت، فإن ذلك
سيكون من حالات النقص في شخصيته عندهم. وقد
ثبت بالبراهين والأدلة العقلية والنقلية،
أنه منزه عن كل عيب

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
/صفحة 13/
ونقص.
ثالثاً: إن من الواضح: ان القراءة
والكتابة لا تقصد لذاتها، وإنما هي من
العلوم الآلية التي يكون القصد إليها
للتوصل إلى غيرها. وهو نيل المعارف عن
طريقها..
فإذا كانت المعارف والعلوم حاضرة لدى
الرسول [صلى الله عليه وآله] ويراها رأي
العين. وهو يخبرهم بها، ويرون صدقه
بصدقها، فإن البحث عن وسيلة أخرى عاجزة عن
إحضارها لديه، وعن إراءتها له.. بل هي توجد
له حالة تخيل وتصور لها لا أكثر،(1) ـ إن
البحث عن هذه
ـــــــــــــــ

/ 72