مختصر مفید؛ اسئله و اجوبه فی الدین و العقیده جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مختصر مفید؛ اسئله و اجوبه فی الدین و العقیده - جلد 4

السید جعفر السبحانی العاملی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ)(1).
وأما بالنسبة لقضايا السلوك، فالأمر لا
يتجاوز حد العمل بما تفرضه أحكام التقية،
التي تفرض درجة من المداراة لإبعاد
الأخطار التي قد يتعرض لها.
وقد رأينا كيف أن امرأة نوح [عليه السلام]
وامرأة لوط [عليه السلام] لم تتأثرا بمحيط
الإيمان الذي عاشتا فيه، رغم أنه محيط
العصمة والوعي والهدى والسلامة، والطهر،
بأعلى الدرجات، وعاشتا حالة الكفر،
والشر، ومضتا على ذلك..
كما أن زوجة فرعون قد قاومت كل قهر وظلم
واستكبار ومغريات فرعون، وعاشت إيمانها
وطهرها بكل صلابة وإصرار ومضت على ذلك..
ويبقى أولئك الذين يصلون إلى حد
الاستضعاف، فإن لهم حكماً آخر.
وأما عن علاقة ذلك بعالم الذر، فلا أرى أن
له علاقة ظاهرة في ذلك.
والله هو الولي، وهو الهادي إلى سواء
السبيل..
ـــــــــــــــ
(1) سورة البقرة، الآية256.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
/صفحة 11/
هل أوكل الله الخلق إلى غيره؟!
السؤال (188):
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد الصلاة على أشرف الخلق وأفضلهم محمد
وآل بيته الطيبين الطاهرين..
أتوجه إلى سماحتكم الموقرة، وعلمكم
المتصدي للبدع، والمدافع عن عقائد مذهب
الحق حسب التكليف الملقى على عاتق صاحب كل
علم «إذا ظهرت البدع فعلى العالم أن يظهر
علمه وإلا فعليه لعنة الله»(1) وبما أنكم من
العاملين والمتصدين الذين لا يخافون في
الله لومة لائم في إظهار الحق،? ودحض
البدع, أسأل الله جلّ وعلا شأنه أن يزيدني
من علمكم علماً أنتفع به بإذن الله.
سماحة السيد أطال الله? بعمركم الشريف..
في موضوع خلق الخلق بأكمله، هل المولى جلّ
وعلا شأنه محتاج إلى التدخل بكل تفصيلاته
بصورة? مباشرة، أي تكون بيده «كتعبير
مجازي» دون وكيل؟!.. إذ لا يليق هذا الأمر
بغير الله? جلّ وعلا? شأنه..
أم أنه قد أوكل هذا الأمر إلى محمد وآل
بيته عليهم أفضل الصلاة والسلام؟!.. دون أن
تنفي هذه الوكالة عنه أنه صاحب الفعل أي
خالق الخلق لأنه قد تم بأمره..
ـــــــــــــــ
(1) الغيبة للطوسي، ص64، وأمالي المفيد، ص122.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
/صفحة 12/
مثلا إن الله هو المميت، لكن ملك الموت هو
الموكل من قبل الله جلّ وعلا? شأنه، وهذه
الوكالة لا تنفي عن الله أنه صاحب الأمر إذ
لا سلطة لملك الموت دون إرادة الله.
فهل نستطيع بهذه المقارنة أن نستدل على أن
المولى جلّ وعلا شأنه قد أوكل خلق الخلق
إلى أحب عباده، محمد وآلـه صلوات الله?
عليهم، دون أن تنزع عنه هذه الوكالة صفة
الخالق لأنه صاحب? الإرادة..
أخيراً.. أعتذر عن تضييع وقتكم الذي تفنوه
في خدمة الدين وتبيان الحق..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد
وآله الطاهرين..
وبعد..
فإن الله عز وجل، غني عن خلقه، قادر على كل
شيء.. ولا يحتاج الله سبحانه إلى شيء، فلا
يصح قولكم: هل يحتاج الله في خلق الخلق إلى
التدخل في كل تفصيلاته بصورة مباشرة، بحيث
يكون هو المباشر للخلق، فإن الجواب هو: لا،
بل إن الأمر في ذلك إليه سبحانه، وليس هناك
ما يحتم على الله سبحانه أي شيء..
ولكن المهم هو أن يكون هناك دليل على أن
الله سبحانه قد أذن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
/صفحة 13/
لأحد من خلقه بأن يمارس أمر الخلق والرزق..
كما أذن لملك الموت بقبض أرواح البشر. وكما
أذن للمدبرات أمراً بالتدبير في بعض
المجالات.. وكما أذن للنبي عيسى[عليه
السلام] بأن يحيي الموتى ويبرئ الأكمه
والأبرص..
وقد قال الله تعالى، حكاية عن النبي
عيسى[عليه السلام]: (أَنِّي أَخْلُقُ
لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ
الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ
طَيْراً بِإِذْنِ اللهِ وَأبْرِئُ
الأكْمَهَ وَالأبْرَصَ وَأحْيِي
الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللهِ
وَأنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأكُلُونَ وَمَا
تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ)(1).
وقال تعالى مخاطباً للنبي عيسى [عليه
السلام]: (وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ
كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي
فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً
بِإِذْنِي)(2).

/ 77