خدمة الناس فی فکر الامام الخمینی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

خدمة الناس فی فکر الامام الخمینی - نسخه متنی

مرکز الإمام الخمینی الثقافی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ومن هنا فإن حقيقة خدمة الناس هي خدمة لله
سبحانه وتعالى كما أكدت الروايات، فعن
الإمام الصادق (عليه السلام): (من قضى لأخيه
المسلم حاجة كان كمن خدم الله تعالى عمره).
يذكر الإمام الخميني (قدس سره) ذلك في
كلماته حيث يقول: (ليهيئ الأحبة الأعزاء
أنفسهم لخدمة الإسلام والشعب المحروم،
وليشدوا الأحزمة لخدمة العباد التي تعني
خدمة الله).
إن حقيقة أن خدمة الناس تعني خدمة الله
تعالى هي حقيقة أشارت إليها العديد من
الروايات عن المعصومين (عليهم السلام).
فعن الإمام الصادق (عليه السلام): (من قضى
لأخيه المسلم حاجة كان كمن خدم الله تعالى
عمره).

فحق للأنبياء أن يفنوا أعمارهم في خدمة
البشر والبشرية ما دامت هذه الخدمة في
واقعها هي محبة وقرب من الله تعالى وتحسب
كخدمة له تعالى! ومن الطبيعي أيضاً أن تنزل
الكتب السماوية لأجل ذلك.
يقول الإمام الخميني (قدس سره): (لا أظن أن
هناك عبادة أفضل من خدمة المحرومين).
فخدمة الناس هي عبادة تقرب إلى الله تعالى
وعلينا أن نقصد بها وجهه جل وعلا خصوصاً
إذا كانت خدمة نرفع بها حرمان المحرومين
ونلبي بها حوائج المحتاجين.

الفصل الثاني‏

الخدمة تكليف إلهي

الخدمة هي المسؤولية الإنسانية
يقول الإمام الخميني (قدس سره): (لا تلق عن
كاهلك حمل المسؤولية الإنسانية التي هي
خدمة الحق في صورة خدمة الخلق).
يشير الإمام الخميني (قدس سره) إلى أن
المسؤولية الإنسانية التي ألقاها الله
تعالى على كاهل الإنسان والتي ينبغي
تحملها والإلتفات إليها هي خدمة الناس،
فالخدمة هي محور حركة الإنسان في هذه
الدنيا.
وعلينا أن لا نتخلى عن هذه المسؤولية في
أي موقع كنا، قد تتغير العناوين والأسماء
ولكن حقيقة الأمر سترجع إلى خدمة الناس،
يقول الإمام الخميني (قدس سره): (نحن مكلفون
بإنقاذ المحرومين المظلومين، ومأمورون
بإعانة المظلومين ومناوأة الظالمين كما
ورد ذلك في وصية أمير المؤمنين (عليه
السلام) لولديه: وكونا للظالم خصماً
وللمظلوم عوناً).
ويقول (قدس سره): (يجب عليكم الان التعاون
والتعاضد والتعبئة من أجل الجهاد ضد الفقر
والحرمان، وتعزموا هممكم وبتأييد الله
تعالى على إنقاذ الجماهير المستضعفة).
إن هذه الكلمات وهذه التوجيهات من الإمام
الخميني (قدس سره) تحمل الروح الإسلامية
الأصيلة، التي أشارت إليها كلمات من أشرف
كتاب، ايات من القران الكريم تشير وتصرح
بالفرق بين الإنسان الذي يقوم بالخدمة
بشكل صحيح وبين الخامل الغير مفيد.
حيث يقول تعالى في القران الكريم: {وضرب
الله مثلاً رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على
شي‏ء وهو كل على مولاه أينما يوجهه لا
يأتي بخير هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو
على صراط مستقيم}.
وهكذا جاءت الروايات لتشير إلى هذا الأمر
أيضاً.
فعن الإمام الصادق (عليه السلام): (خياركم
سمحاؤكم وشراركم بخلاؤكم ومن صالح
الأعمال البر بالإخوان، والسعي في
حوائجهم، ففي ذلك مرغمة للشيطان، وتزحزح
عن النيران، ودخول الجنان. أخبر بهذا غرر
أصحابك، قال (الراوي): قلت: من غرر أصحابي
جعلت فداك؟ قال: هم البررة بالاخوان، في
العسر واليسر).
وكيف لا نكون مكلفين بالخدمة والإحسان
وفي ذلك سقوط الشيطان وفشله!
حيث في الرواية عن الإمام الصادق (عليه
السلام): (عن إسحاق بن عمار قال: قال أبو عبد
الله (عليه السلام): أحسن يا إسحاق إلى
أوليائي ما استطعت فما أحسن مؤمن إلى مؤمن
ولا أعانه إلا خمش وجه إبليس وقرح قلبه) .
الخدمة والمناصب
قد يتصور بعض أبناء الدنيا البعيدين عن
روح الإسلام أن المنصب يجعل الإنسان
رفيعاً ومتعالياً على الناس فعليه أن
يطوّل أذياله ليرفعها خدامه من خلفه،
وعليه أن يسير في الأرض بأنفة على طريقة
(لا مساس)، فبارتفاعه إلى هذا المنصب صار
وكأنه من كوكب اخر، على الناس في الطبقة
السفلى بحسب تصوره وزعمه أن يخدموه
ويبحثوا عن رضاه ويقدموا له القرابين حتى
قد يصل بسلوكه ومنهجه إلى مقولة (أنا ربكم
الأعلى) وإن لم يتلفظ لسانه بهذه الكلمات.
فكل حركاته وسكناته رسائل تستبطن ذلك.
إن شخصاً كهذا هو مريض يعيش عقدة الذاتية
ولا يعيش مقتضيات المنصب.
فليس المنصب هو تعالٍ عن الناس ولا ترفع
عنهم بل هو على العكس من ذلك، نعم المنصب
في الحقيقة هو خدمة الناس، وكلما ارتفع
المنصب كلما قويت الخدمة وتأكدت، يقول
الإمام الخميني (قدس سره): (يجب أن تزداد
الخدمة، فكلما ارتفع الواحد درجة يجب أن

/ 10