خدمة الناس
في فكر الإمام الخميني (قدس سره)
إعداد ونشر/ مركز الإمام الخمينيالثقافي
ليهيئ الأحبة الأعزاء أنفسهم لخدمة
الإسلام والشعب المحروم، وليشدوا الأحزمة
لخدمة العباد التي تعني خدمة الله
الإمام الخميني (قدس سره)
مقدمة
بسم اللَّه الرحمن الرحيملطالما كانت الخدمة هي الهم الشاغلوالشعار الذي يختصر حركة الإمام الخميني
(رحمه الله)، حتى أنس الإمام (رحمه الله)
كلمة خادم وكان يلقب نفسه بهذا اللقب ويصر
عليه ويردد أنني خادم لها الشعب ولهذه
الأمة ولهذا الدين...
الخدمة كانت تعني الكثير للإمام الخميني
(رحمه الله) ليس على مستوى المفاهيم
والكلمات فحسب بل حتى على مستوى الممارسة
والحياة، كانت أيامه وساعاته بل لحظاته
وأنفاسه تحمل في طياتها كل أنواع الخير
والبركة للمجتمع وللأمة وللأفراد فرداً
فرداً.
من منا لم تدرك عينيه ومضة من بريق نهجه،
وهو الطبيب الذي استطاع أن يزيل رمد
عيوننا ويطلق سراحها من أسر الظلمات بمسحة
من يديه المباركتين!
روح الله... يا روح كل خدمة في هذا العصر
وبركة كل عطاء، ها هو وديعتك الخامنائي
المفدى يعلن هذا العام عام التعبئة لخدمة
الناس ليعيد حياتنا الفردية والاجتماعية
إلى سكّتها ومسارها الصحيح...
تلبية لنداء السيد القائد (قدس سره) في
دعوته وإعلانه هذا العام عاماً للتعبئة
لخدمة الناس، وفي ظلال فكر ونهج روح الله
الذي أحب وعشق وأصر على التزين بلقب خادم
الأمة، يقدم مركز الإمام الخميني (رحمه
الله) الثقافي هذا الكتاب الجديد بين يدي
القارئ العزيز ليكون إطلالة جديدة على نور
من أنوار الإمام الخميني الراحل (رحمه
الله)، نسأل الله سبحانه وتعالى أن ينظر
إلى هذا العمل المتواضع بعين القبول
والبركة، وأن يعيننا على بيان فكر الإمام
(رحمه الله) بأحسن وجه ويوفقنا لحمل هذا
النهج ليكون مناراً في حياتنا العملية
اليومية.
مركز الإمام الخميني (رحمه الله)
الثقافي الفصل الاول
أهمية الخدمة
خدمة الناس هدف الأنبياءإن لخدمة الناس مكانة خاصة عند الله
سبحانه وتعالى أكدت عليها الكثير من
النصوص الإلهية، وما إرسال الأنبياء
وإنزال الكتب إلا خدمة للناس كما تشير
إليه الآيات القرآنية الكريمة، حيث يقول
تعالى {الر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس
من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط
العزيز الحميد} فالكتاب لم ينزل إلا خدمة
للناس ليخرجهم من الظلمات إلى النور وقد
تحمل الأنبياء ما تحملوه من الام ومصاعب
وجهاد لتحقيق هذه الخدمة، فالأنبياء
جاؤوا لخدمة البشرية.يقول الإمام الخميني (قدس سره): (إن
لأولياء الله والأنبياء نفس هذا الإحساس
وهو أنهم جاؤوا لهداية الناس وإرشادهم
وأداء الخدمة لهم).
إنه لأمر عظيم هذا الذي جاء الأنبياء
لأجله وأنزلت الكتب الإلهية لتحقيقه!
لقد جاء الإسلام ليخدم الناس ويرفع
النواقص التي يمكن أن تكون موجودة عندهم
لاسيما لدى المستضعفين منهم الذين
أُهملوا في المجتمعات البشرية، يقول
الإمام الخميني (قدس سره): (لقد جاء الإسلام
من أجل المستضعفين وأولاهم الأهمية
الأولى.أحب الخلق إلى الله
قد يتبادر إلى الذهن السؤال التالي: كيف
يكون الأنبياء في خدمة الناس وهم أفضل
الناس؟ فعندما يريد التاجر مثلاً أن يصرف
مالاً فهو يصرفه في سبيل مال أوفر وأكثر،
وليس من الحكمة أن أصرف الكثير لأحصل على
القليل، فكيف يصح أن نجعل النبي يصرف
طاقاته في خدمة من هو دونه؟
هذا السؤال والاستغراب سيزول عندما نعرف
نظرة الله تعالى إلى خدمة عباده. إن الله
سبحانه وتعالى يحب خدمة الناس ويحب من
يخدمهم.
حيث ورد في الرواية عن النبي الأكرم (صلى
الله عليه وآله وسلم): (الخلق كلهم عيال
الله فأحب خلقه إليه أنفعهم لعياله).
وعن الإمام الصادق (عليه السلام): (سئل
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من أحب
الناس إلى الله؟ قال: أنفع الناس للناس.
فالأنبياء والأوصياء أعمالهم وخدمتهم هي
في طريق حب الله تعالى وقربه ولا تقف في
خلفيتها عند الإنسان المستفيد من الخدمة
فحسب {إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم
جزاءً ولا شكوراً}.
خدمة الناس هي خدمة لله تعالى