خصا ئص الحروف العربیة و معانیها نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

خصا ئص الحروف العربیة و معانیها - نسخه متنی

حسن عباس

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

إنّما هو عملية استبطان صريحة.
وإذن ما الاستبطان؟.
الاستبطان، كما يقرر علم النفس ، هو
انعكاس الشعور على الشعور، إنه إحساس
بالإحساس وتأمل باطني لما يجول في الذهن،
(مبادئ علم النفس للدكتور يوسف مراد ص14).
وهكذا فالاستبطان هو استخدام الشعور
كملكة وعي لادراك هذه الحالات الشعورية
والأحاسيس التي تعتمل في نفوسنا.
وإذن ، فإن استيحاء معاني الحروف من
أصواتها، إنما يتم عن طريق الاستبطان،
وذلك بانعكاس شعورنا على المشاعر
والأحاسيس التي تثيرها أصوات الحروف في
نفوسنا. وهذا ما عناه الأرسوزي بعبارته:
(صدى أصوات الحروف في وجداننا).
فلو تأملنا صدى صوت (الجيم) في نفسنا
مثلاً، أي لو استبطناه، لاوحى لنا
بالضخامة كإحساس بصري، وبشيء من الطراوة
والحرارة كإحساس لمسي. وهذا ينسجم مع
مايوحيه منظر الجمل وملمسه، لابل ورائحته
الدسمه أيضاً. وهكذا أطلق العربي بالفعل
لفظة (الجيم الشامية)، على الجمل الهائج.
ولقد بدأت بهذا الحرف أسماء كثير من
الحيوانات (الجاموس، الجحش، الجدي،
الجرو، الجيأل للضبع، الجؤزر لولد البقرة
الوحشية....).
وهناك أصوات حروف أكثر تعقيداً وأصعب
استبطاناً من حرف (الجيم) مثل الصاد- الضاد-
العين-الغين-الهاء....كما سنرى .
علماء اللغة وخصائص الحروف العربية:
لقد تبين مما تقدم أن استيحاء معاني
الحروف العربية بالرجوع إلى خصائص
أصواتها عن طريق الاستبطان، فيه الكثير من
المشقة والمخاطرة. ولعل هذا السبب هو الذي
جعل علماء اللغة يتجنبون هذه العملية
الصوتية النفسية كمنهج لهم، وإن كان لامفر
لهم من معاناتها، ولو في صور من رهافة
السمع والتذوق الأدبي الرفيع.
ولقد نشرت لي مجلة المعرفة السورية في
عددها(407) لشهر آب 1997 دراسة مطولة بعنوان (
فطرية العربية على موائد علمائها). عرضت
فيها خلاصة ماجاء به خمسة من القائلين
بفطريتها وهم :( ابن جني، وأحمد فارس
الشدياق، وعبد الحق فاضل، والعلايلي،
والارسوزي) .
وقد بينت فيها بعضاً من ايجابيات وسلبيات
ما توصلوا إليه حول فطرية العربية وخصائص
حروفها.
لذلك وحذر الأطالة اكتفي هنا بالحديث
الموجز عن مناهج ثلاثة منهم للكشف عن بعض
الثغرات فيها، ممايشير إلى صعوبة التعامل
مع خصائص الحروف العربية ومعانيها، ومن ثم
لمقارنتها مع نهجي الخاص بهذا الصدد.
وهؤلاء الثلاثة هم (ابن جني-عبد الله
العلايلي-زكي الارسوزي).
اولاً-حول منهج ابن جني: في كتابه الخصائص.
لقد لجأ ابن جني إلى استخلاص معاني الحروف
العربية من معاني الألفاظ، بدلاً من
الاتجاه مباشرة إلى تأمل صدى أصواتها
منفردة في وجدانه. ولقد استهدى في ذلك تارة
بقاعدته الذكية: (لا ينكر تصاقب الألفاظ،
لتصاقب المعاني). أي تقارب الأصوات لتقارب
المعاني. كما استهدى تارة أخرى بقاعدته
الأذكى (سوقاً للحروف على سمت المعنى
المقصود والغرض المراد).. ومع ذلك لم ينج مع
هاتين القاعدتين المستحدثتين من عمليات
الاستبطان من التناقض حيناً بمعرض الكشف
عن خصائص الحرف الواحد، ولامن الخطأ حيناً
آخر في تعيين خصائص بعض الحروف ومعانيها.
فلقد ضرب ابن جني لتحديد معاني الحروف
وخصائصها، الأمثلة التالية:
(القاف) فيه صلابة، وفي (الخاء) رخاوة. هذا
صحيح. إلا أنه يعود فيقول:
(الحاء) فيه رقة، وفي (الخاء) غلظة. فقيل
للماء القليل نضح بمعنى رشح، ونضخ للماء
الغزير، بمعنى اشتد فورانه في ينبوعه.
فكيف يجتمع في حرف (الخاء) خاصيتا الرخاوة
والغلظة، وهما متناقضتان؟.
كما قال ابن جني أيضاً:
الهمزة في (أزّ) ، أقوى من (الهاء) في (هزّ).
وهنا اكتفى ابن جني بالكشف عن خاصية القوة
الانفجارية في صوت (الهمزة)، وعن خاصية
الضعف في صوت (الهاء) . وفي الحقيقة، إن صوت
الهمزة يوحي بالبروز والنتوء، أكثر مما
يوحي بالقوة، كما سوف نرى في دراستها.
ولفظة (أزّ) معناها لغة (تحرك واضطرب)، وهما
صورتان مرئيتان . والقوة في (أزّ) تعود إلى
فعالية )(الزاي) المشددة، ليقتصر دور
الهمزة على إظهار فعالية الزاي في صورة
مرئية تشاهد بالعين. كما أن لفظة (هزالشي
هزا)، بمعنى حركه بشيء من الشدة، مدينة بما
في معناها من شدة للزاي المشددة، أما الهاء
فهي للاضطرابات. وإذن فالشدة في كلتا
اللفظتين تعود أصلا إلى (الزاي) المشددة،
بفارق من أن الهمزة للظهور والبروز والهاء
للاضطرابات والانفعالات النفسية. على أن
شخصية الهاء من حيث تأثيرها في معاني
الألفاظ التي تتصدرها، إنما هي على خفوت
صوتها، أقوى بكثير من شخصية الهمزة في هذا
المضمار، على الرغم من جهارة صوتها

/ 129