بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
اهتزازا منتظماً. ولمعرفة ذلك يلفظ الحرف مستقلاً عن غيره. وتوضع الأصبع فوق تفاحة آدم من الحنجرة، فإذا شعرنا باهتزاز الوترين كان الحرف مجهوراً، وإلا كان مهموساً. والأمر نفسه لووضعنا الكف على الجبهة. وقد حصر الدكتور أنيس والدكتور بشير المجهورة في الحروف التالية: (ب. ج.د.ذ.ر.ز.ض.ظ.ع.غ.ل.م.ن.). أما الأصوات المهموسة فهي: (ت.ث.ح.خ.س.ش.ص.ط.ف.ق. ك.هـ). 4- الشدة والرخاوة وما بينهما: يقال لصوت حرف ما إنَّه شديد، إذا كان النفّس معه ينحبس عند مخرجه. وذلك بضغط الأعضاء التي تحدثه على بعضها. حتى إذا انفصلت فجأة، حدث الصوت كأنه انفجار، كما في انفراج الشفتين الفجائي في صوت الباء. ويسميها الدكتور بشير الحروف الانفجارية. وهي حسب رأيه: (أ.ب.ت.د.ط.ك. ق).ويضيف الدكتور أنيس إليها حرف (ج) القاهرية. والحروف الرخوة هي التي لاينحبس فيها النفّس. وهي مرتبة بحسب درجة رخاوتها: (س.ز.ص.ش.ذ.ث.ظ.ف.هـ. ح. خ) ويسميها الدكتور بشير الحروف الاحتكاكية. كما يضيف إليها حرفي (ع.غ) وأما الحروف المتوسطة بين الشدة والرخاوة فهي: (ر. ع. ل. م. ن.). (الأصوات اللغوية ص19-26). على الرغم من أن إيحاءات أصوات الحروف تتأثر إلى حد ما بشدتها ورخاوتها، أو بجهرها وهمسها، فإن المبادئ النطقية التي اتخذها علماء اللغة والأصوات في تصانيفهم لتقرير ماإذا كان صوت ما شديداً أو رخواً، قد لاتتوافق عمليا مع إيحاءاتها السمعية. فصوت حرف (التاء) مثلاً، وهو من الحروف الانفجارية، هل هو أشد وقعاً على السمع من أحرف الذال أو الظاء أو الزاي، وهي من الحروف الرخوة؟. وأصوات هذه الحروف الثلاثة هل هي أكثر إيحاء بالرخاوة من أصوات حرفي اللام والراء؟. التصنيف الذي اعتمدته تبعاً لإيحاءات أصوات الحروف الحسية والشعورية وطريقة النطق بها. هذا التصنيف إنما هو نتيجة حتمية لمقولة (فطرية اللغة العربية) التي خلصت منها سابقاً، إلى أن أصوات الحروف العربية لابد ان توحي بمختلف الأحاسيس الحسية والمشاعر الإنسانية . وهكذا فإن الرهان على فطرية اللغة العربية ينقلب إلى الرهان على صحة هذا التصنيف الجديد. ولابد لي هنا من التذكير مرة أخرى بصعوية استخلاص الخصائص الحسية أو الشعورية من أصوات الحروف. لذلك من المستحسن أن يردّد القارئ صوت الحرف موضوع الدراسة بشيء من التفخيم، المرة بعد المرة، وأن يتأمل صداه في نفسه وحبذا لو يسجل ذلك على شريط. ومن المفيد أن أنبه الآن أنه قد يكون لصوت الحرف الواحد ايحاءات حسية وشعورية مختلفة، نظراً لتعقد عملية النطق به واعتماد تشكل صوته على مساحة واسعة وفراغات متعددة في جهاز النطق. إلا أنني قد صنّفت الحروف تبعاً للخصائص الحسية أو الشعورية الغالبة فيها، أو وفقا لطبيعتها الصوتية الخاصة، أو حسب طريقة النطق بها، مشيراً إلى ذلك حينا وساكتا عنه حيناً أخر. أ-الحروف اللمسية :(ت. ث. ذ. د. ك.م). ب-الذوقية: (ر.ل) ج-الشمية:......... د-البصرية : (الألف المهموزة واللينة، ب.ج. س. ش. ط.ظ. غ.ف. و. ى) هـ-السمعية: (ز.ق) و-الشعورية غير الحلقية: (ص. ض. ن) ز-الشعورية الحلقية : (خ. ح. هـ. ع) يلاحظ في هذا التصنيف أنّ حاسة الشم لم تختص بأي حرف لتعبربه عن أحاسيسها، إلاّ أن هناك كثيراً من الحروف التي في أصواتها بعض الأحاسيس الشمية كما سيأتي كما يلاحظ كثرة الحروف البصرية واللمسية والشعورية ، وقلة الحروف السمعية، ليصدق في ذلك قول المثل العامي(الإسكافي حافي، والحائك عريان) وهذه الظاهرة ترجع في حقيقة الأمر، إلى أن أصوات الحروف قد أبدعها العربي للتعبير عن حاجاته المادية والمعنوية. ولما كانت هذه الحاجات المتصلة بالطبيعة (العالم الخارجي) وبالمشاعر الإنسانية (العالم الداخلي)، هي أوفربما لايقاس، مما يتصل منها بالأصوات، فقد كان من البداهة والعدالة ، أن تأخذ الحواس والمشاعر الإنسانية من أصوات الحروف على مقدار حاجتها. على أن اقتصار الحروف السمعية على حرفي (الزاي والقاف) في هذا الجدول، لايعني بداهة وقف التعبير عن معاني الأصوات على هذين الحرفين، وإنما يعني فقط أن الإيحاءات الصوتية هي الغالبة على خصائصهما الحسية. فلقد استعان العربي بكثير من أصوات الحروف للتعبير عن الأصوات