خط الإمام نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

خط الإمام - نسخه متنی

محمد مهدی الآصفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

خط الإمام

حجة الإسلام والمسلمين محمد مهدي الآصفي

بسم الله الرحمن الرحيم

من أهم مكاسب الثورة الإسلامية ظهور خط
سياسي إسلامي، يعبر عن مواقفنا
الاستراتيجية السياسية والجهادية،
ويرتبط بمواقعنا وأصولنا الفكرية
والإيمانية، وذلك هو خط الإمام الخميني
حفظه الله، قائد الثورة الإسلامية الكبرى
في عصرنا ومؤسس الجمهورية الإسلامية.
ولا شك أن ظهور خط الإمام حدث سياسي مهم،
يستحق دراسات واسعة وتحقيقية، فلأول مرة
في العصر الحاضر يكون لجهادنا السياسي، خط
سياسي محدد المعالم، واضح الاتجاه.
وقد ظهر مصطلح "خط الإمام" لأول مرة عند
احتلال السفارة الأمريكية، من قبل الطلبة
المسلمين، الذين سموا أنفسهم بـ "الطلبة
السائرين على خط الإمام" ومنذ هذا التاريخ
دخل هذا المصطلح في قاموس الثورة، إلاّ أن
مضمون خط الإمام، والمحتوى السياسي
والفكري، لهذا المصطلح كان موجوداً في عمق
الثورة، قبل ذلك بزمان بعيد.

لقد جمعت الثورة في مسيرتها كل الغاضبين
والناقمين على النظام الشاهنشاهي في
بداية السير من أقصى اليمين إلى أقصى
اليسار وكان للنظام الملكي أعداء ومناوؤن
سياسيون كثيرون، جمعتهم الثورة الشعبية
العارمة. وكل يمنّي نفسه أن يحتوي الثورة،
بعد أن تحقق هدفها، وتسقط النظام الملكي
العتيد.
ورغم أن قيادة الثورة كانت خلال المسيرة
للإمام الخميني حفظه الله بلا منازع، فقد
كانت الثورة تستوعب كل الأطراف السياسية
المعارضة للشاه، على أمل أن تحقق الثورة
سقوط النظام لتبدأ الجولة الثانية من
الصراع السياسي الحاد، لاستيعاب واحتواء
الثورة.
فلما حققت الثورة هدفها وسقط النظام
الملكي تحت أقدام الشعب الثائر وسحبت
تماثيل الملك، من الساحات والميادين بدأ
صراع جديد، حول القيادة الجديدة، التي
تخلف النظام الملكي، ودخل الحزب الشيوعي،
والأحزاب اليسارية الماركسية، والأحزاب
الوطنية، والجماعات الإسلامية ـ
الماركسية، والأحزاب القومية في المعترك
السياسي، لاحتواء الثورة، أو تقسيم
الميراث، وأخذ الصراع شكلاً حقيقياً،
ولولا هيمنة الشارع الإسلامي على الثورة
وقوة ونفوذ قيادة الإمام، لكان الصراع
يأخذ شكلاً مخيفاً.
وفي هذه المرحلة تمايزت الخطوط السياسية،
وتميز من بين هذه الخطوط "خط الإمام"، كخط
سياسي واضح المعالم والاتجاه، واجتذب هذا
الخط، دون سائر الخطوط، جماهير الأمة،
وعزل سائر الخطوط عن الساحة السياسية.
ولسوف نتناول، في هذه المقدمة، تاريخ،
وخصائص ومكاسب وضريبة وقيمة، ومعالم،
ومصادر، خط الإمام بشكل موجز إن شاء الله
تعالى.

لمحة تاريخية

في غفلة من أجهزة الرصد السياسي
للاستكبار العالمي الشرقي والغربي ـ كان
ينمو في العالم الإسلامي وعي سياسي إسلامي
أصيل، وبصورة هادئة، وهيأ الله تعالى لهذا
الوعي السياسي أن ينمو نمواً سوياً، ويأخذ
خطه من النضج. فقد تكوّن هذا الوعي على شكل
صحوة سياسية، في العالم الإسلامي في
الطبقة المؤمنة المثقفة بصورة محدودة، ثم
تحول إلى وعي سياسي وتوسعت مساحته، وشملت
مساحات كبيرة من الأمة، وتحول في جسم
الأمة إلى حركة واعية باتجاه عودة الإسلام
إلى الحياة من جديد وتفاعلت هذه الحركة في
جسم الأمة وتحولت إلى انتفاضة شاملة في
إيران، والعراق، ومصر، والأردن،
والسودان، وباكستان، وأكثر الأقاليم
الإسلامية.
وقد نجح الاستكبار العالمي في امتصاص هذه
الانتفاضات الإسلامية والجماهيرية، في
بعض الأقطار بخبث وذكاء، وفشل في أقطار
أخرى، فاستعمل العصا، والعصا في حساب
الحكام الورقة الأخيرة التي ليس وراءها
ورقة أخرى.
وتحولت هذه الانتفاضة إلى ثورة إسلامية
هزت أمواجها العروش والتيجان والمعادلات
السياسية في المنطقة، واجتذبت اهتمام كل
المسلمين وكل المحرومين، وأخذ الناس في
العالم يتابعون أخبار الثورة الإسلامية
باهتمام وحرص.
حتى شاء الله أن تفلح الثورة في إقامة أول
دولة إسلامية في العصر الحاضر.
وأصبحت هذه الدولة المباركة موضع أمل
عامة المحرومين والمستضعفين من المسلمين
وغيرهم،وأصبح هذا الكيان رغم حداثته يهدد
كل الكيانات السياسية التقليدية القائمة
على العمالة الشرقية والغربية أو
المزدوجة. وبدأ التفاعل الجماهيري، مع
الثورة الإسلامية والدول الإسلامية
المباركة بتصاعد في العراق وفي الخليج
والسعودية ولبنان، بشكل غير اعتيادي، مما

/ 12