خط الإمام نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

خط الإمام - نسخه متنی

محمد مهدی الآصفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

تعالى والأئمة عليهم السلام وهو بذلك خط
عريق، أصيل، ذو أصول ثابتة، والإحساس بهذه
الحقيقة، يعمّق صلة الناس العاطفية
والعقلية بهذا الخط.
فالإنسان ليس كائناً مبتوراً عن أصوله
وجذوره التاريخية وتراثه. وحيثما يشعرانه
يتبع في حركته مواضع خطى سلفه من
الأنبياء، والدعاة إلى الله تعالى
والمقيمين للصلاة، والمجاهدين في سبيل
الله، فلاشك أن صلته بالخط وعلاقته به
تتأكد، وتتصاعد درجة تفاعله الروحي
والعقلي والعاطفي مع هذا الخط.
وهذا بالتأكيد من أهم عوامل بقاء الثورة
الإسلامية واستمرارها على خط الإمام، رغم
كل المعاكسات والعقبات التي واجهتها
الثورة، خلال هذه المسيرة الشاقة.
فقد انطلقت الثورة من المساجد ومن على
منابر الإسلام، ومجالس عزاء الحسين عليه
السلام، وتصاعد مد الثورة، خلال أيام
محرم، حيث يجدد المسلمون ذكرى سيد الشهداء
أبي عبد الله الحسين عليه السلام.
والذي يتتبع كلمات الإمام حفظه الله،
خلال مسيرة الثورة، وبعد قيام الدولة، يجد
أن الإمام يولي اهتماماً كبيراً يربط
الثورة بثورة سيد الشهداء الحسين عليه
السلام والمحافظة على إقامة ذكرى الإمام
الحسين في عاشوراء، بالصيغة الشعبية التي
ألفها المؤمنون، والاستفادة من منابر
عاشوراء ومجالسها ومسيرتها، في المحافظة
على مكاسب الثورة، مع المحافظة على
الناحية المأساوية لذكرى عاشوراء،
والاستمرار في إقامة مجالس العزاء، كل ذلك
لتبقي عجلة الثورة مشدودة بأبعادها
التاريخية، ولتربط مسيرتنا السياسية
والجهادية بتلك المسيرة الربانية الكبرى.
النصاب الشرعي للولاية في خط الإمام:
ومن ميزات وخصائص هذا الخط "ولاية
الفقيه"، والتأكيد على ارتباط الحاكمية
بالفقيه، في عصر غيبة الإمام المهدي عجل
الله تعالى فرجه، وبذلك تتكامل حلقات
سلسلة الحاكمية والولاية في حياة
الإنسان، فإن الله تعالى هو مصدر الحاكمية
والولاية وقد أولى الله تعالى نبيه هذا
الحق في حياة الناس: "النبي أولى بالمؤمنين
من أنفسهم" ويتسلسل الحكم والولاية في حياة
الناس: "النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم"
ويتسلسل الحكم والولاية من أئمة المسلمين
عليهم السلام، وفي عصر الغيبة تستقر هذه
الولاية بصورة شرعية في الفقيه، الذي يلي
أمور المسلمين ويتصدى لشؤونهم، وبذلك
تستقر الولاية على النصاب الشرعي لتتكامل
حلقات هذه السلسلة.

الاصالة في خط الإمام:

ولم يتأثر هذا الخط، خلال العبور من وسط
التيارات الحضارية المعاصرة، بشيء من
مفاهيمها وأفكارها، وحافظ على إصالته
ونقاءه من التلوث الفكري والحضاري
والسلوكي رغم أن كلما كان في الجو الحضاري
السائد، كان يشجع ويدعو إلى هذه التميع،
والانصهار في المفاهيم والأفكار الغربية
والشرقية.
وليس من شك أن الصلابة الفكرية لشخصية
الإمام كان من أهم عوامل هذه الأصالة، ففي
بداية قيام الدولة، ويوم طرح الإمام حفظه
الله هذه الدولة للاستفتاء على الرأي
العام، خطب الإمام لتوجيه الرأي العام،
وقال: "إنني أعطي رأيي للجمهورية
الإسلامية"، من دون زيادة أو نقيصة، وأوصد
الباب بشجاعة، دون كل المحاولات التي كانت
تحاول دس الديمقراطية، أو الشعبية، أو
الاشتراكية، أو غير ذلك من المفاهيم
والمصطلحات الدخيلة على جوهر هذه الدولة
ومحتواها.
ثم تبنت الثورة، من خلال توجيهات وخطابات
الإمام ورجال الثورة وشعارات وهتافات
الأمة شعار اللا شرقية واللا غربية.
وما أدراك ما قيمة هذا الشعار، وعمقه
ووزنه السياسي؟
فلقد كانت ولا تزال الحكومات والأنظمة في
هذه المنطقة تدور حول فلك إحدى القوتين
العالميتين، فإذا انفلت النظام من دائرة
النفوذ السياسي لأمريكا، فلكي يرتمي في
احضان النفوذ الشيوعي، وإذا تخلص نظام من
فلك الشيوعية، فلكي يتراوح بينهما، أو
يلعب على الحبلين جميعاً.
ولأول مرة تستطيع الثورة الإسلامية أن
ترفع في وجه القوتين الكبريين شعار لا
شرقية ولا غربية، ومارس العمل السياسي،
بموجب هذا الشعار، وتتخلص من دوائر النفوذ
الأجنبية بصورة حقيقية، وسوف يكون الجيل
القادم أكثر قدرة على تقييم هذه الخطوة
الجبارة في الثورة الإسلامية، وتقييم هذا
الركن المهم من أركان خط الإمام.
ولقد كانت عوامل غريبة ـ استطاعت أن تدس
نفسها، لفترة ما في خط هذه الثورة ـ تحرص
كل الحرص، وتحاول أن تسرب هذه المفاهيم
الغربية والشرقية، بصورة أو بأخرى، في صلب
الثورة، وتحاول أن تسوغ ذلك بمختلف
التبريرات، ولكن وعي الإمام وصموده، ووعي
الأمة وصمودها، أفشل كل هذه المحاولات،

/ 12