بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
رسالة الأنبياء "ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله، وعمل صالحاً، وقال إنني من المسلمين". وحركتنا ليست حركة سياسية، تستهدف إسقاط الأنظمة الطاغوتية، فقط وإنما تتحرك لتعبيد الإنسان لله تعالى، بعد إسقاط الطاغوت، وربطه بالله عز وجل، وتخليصه لعبودية الله سبحانه. وقد رافقت الثورة الإسلامية منذ أيامها الأولى بتوجيه وتأكيد من الإمام مباشرة، موجة من التربية الربانية، والدعوة إلى الله والتوجيه إليه عز وجل، بالدعاء، والصلاة، والتضرع، وتبني دراسة القرآن. والذي يتتبع مكاسب الثورة الإسلامية يتملكه الإعجاب، بما حققته الثورة، خلال هذه الفترة القصيرة، من توجيه الشبان إلى الله تعالى، ولربما نستطيع أن نعتبر مجالس "دعاء كميل" في ليالي الجمعة واجتماعات صلاة الجمعة من أعظم مكاسب الثورة، وهذه المجالس العامرة، بالدعاء والتضرع هي المدارس التي تبني الجيل، لمواجهة التحديث الأمريكي والروسي بعزم وثبات واطمئنان.. بالإضافة إلى البناء الروحي الذي يتلقاه شباننا على جبهات القتال، العامرة بالدعاء والصلاة، والتضرع، والبكاء، بين يدي الله تعالى. والذي يتتبع كلمات الإمام يجد حرصاً بالغاً واهتماماً كبيراً، بخصوص مسألة تهذيب النفس ومخالفة الهوى. ولا شك أن هذه المسألة تأتي بعد "الربانية" مباشرة في سلم اهتمامات الأنبياء عليهم السلام ورسالتهم. تبني قضايا المستضعفين والمحرومين في الأرض:ومن خصائص خط الإمام، التبني المستمر لقضايا المستضعفين في العالم الإسلامي بشكل جاد، والدفاع عن مواقعهم وقضاياهم، بكل الوسائل الممكنة. فإن مهمة هذه الثورة تحرير الإنسان على وجه الأرض. وحيث يتواجد إنسان مستضعف أو محروم،يعيش تحت أمر الجاهلية وأثقالها، فإن على الثورة أن تتولى قضيتها، وإن تجعل هذه القضية في صلب اهتمامها، ولذلك نجد أن الثورة أعلنت عن مواقفها السياسية تجاه قضايا المستضعفين والمحرومين، وقضايا العدوان على العالم الإسلامي وعلى المستضعفين من أول يوم، بوضوح كاف. فتبنت القضية الفلسطينية، بحماس منقطع النظير، وتبنت القضية العراقية، والقضية الأفانية، وقضية المجاهدين في مصر، وقضية الصحراء المغربية، والمسلمين في الفلبين، والحرب اللبنانية ـ الإسرائيلية، وغير ذلك من قضايا العدوان على العالم الإسلامي، وشؤون المستضعفين والمحرومين. وإذا تخلت الثورة، لا سمح الله، في يوم من الأيام، عن مسؤوليتها تجاه قضايا العدوان على العالم الإسلامي وشؤون المحرومين، فإنها تتخلى عن مهمتها ورسالتها السياسية والجهادية الأولى وعن مبرر وجودها. تلك باختصار أهم ملامح، وأركان، وخصائص خط الإمام، وللبحث عن مفردات هذا الخط مجال آخر وحديث آخر نرجو أن يوفقنا الله تعالى له. مكاسب الخطالوعي الجماهيري: قيمة هذا الخط ـ كما ذكرنا ـ ليس فقط في محتواه الفكري والسياسي والجهادي، وإنما في انبثاقه عن عمق الوجدان الشعبي، ومن داخل آلام الأمة، وآمالها، وعذابها، وتضحياتها، وطموحاتها، وحضاراتها، ورسالتها. ولهذا السبب، بالذات، فقد تبنّى جمهور الشارع الإسلامي خط الإمام، بوعي، وبصيرة، وبكامل أبعاده الفكرية، والسياسية، والجهادية، ونزل الخط وما يستتبعه من وعي ورؤية سياسية إلى الشارع. والوعي السياسي، في الغالب، يخص طبقة ممتازة في المجتمع هي "النخبة الواعية"، ويبقى له تأثيره وتحريكه في داخل الأمة، ذلك بفعل "النخبة". فإذا انتقل الوعي من هذه الطبقة إلى الشارع، ونزل "الوعي والخط السياسي" إلى الشارع بكل أبعاده وحدوده، من غير عوج، ولا انحراف... تحول الخط والوعي إلى قوة محركة هائلة، وقدرة سياسية كبيرة. وقلما يكون ذلك. والذي حدث في الثورة الإسلامية المباركة، إن هذا الوعي السياسي نزل ضمن خط الإمام إلى مستوى الجمهور، وتبنت الأمة خط الإمام بوعي وبصيرة وبكامل أبعاده. وبكل اصالته. فأصبح ابن الشارع يفهم شعار "لا شرقية ولا غربية" فهما سياسياً واضحا، ويعرف عن خبرة وبصيرة، خطر وضرر الارتماء في أحضان الشرق والغرب ويدرك قيمة الاستقلال الفكري والسياسي، "ودور الجهاد والتضحية في تحرير الأمة"، وقيمة "التصدي للطاغوت"، ومعنى "ولاية الفقيه". وهذه المعرفة الواعية، والرؤية الصافية لمسألة الخط كانت لها آثاراً إيجابية كبيرة، في نجاح الثورة وتقدمها، وفشل المحاولات المعادية للثورة.