غنائم الأیام فی مسائل الحلال و الحرام جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غنائم الأیام فی مسائل الحلال و الحرام - جلد 1

أبوالقاسم بن محمدحسن القمی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الحسين (ع). كذا نظير زرارة بن أعين، ومحمد
بن مسلم، وأبي بصير الأسدي، وجميل بن
دراج، وعبد الله بن مسكان من خريجي مدرسة
الإمام الباقر والإمام الصادق (ع). ما أجمع
العلماء على فقاهة آخرين من تلاميذ الإمام
موسى بن جعفر (ع)، نظير يونس بن عبد الرحمن،
وصفوان بن يحيى، ومحمد بن أبي عمير،
وغيرهم، ويعبر عنهم بأصحاب الإجماع،
وحالهم وفقاهتهم معلومة لكل من راجع كتب
الحديث، وكان لاكثرهم كتب، إلا أن كتبهم
كانت مقصورة على نقل الروايات بأسنادها.
هكذا فقد كانت عملية التفقه بسماع كلام
المعصوم، أو تلقي الجواب منه بعد توجيه
السؤال من دون بذل جهد، وكان الإفتاء بنقل
نص الرواية مع الإسناد، واستمر على هذا
الحال طول القرون الثلاثة الاولى. لكن
قبيل وبعد غيبة الإمام الثاني عشر (عجل
الله تعالى فرجه) - يعني أوائل القرن
الرابع - طرأ تغيير على كيفية الفتيا، وحل
محل تلك الطريقة طريقة جديدة، وهي إلقاء
الأحكام إلى الناس بنص كلام الإمام من دون
ذكر السند والإمام المنقول عنه، أو نقل
مضمونه بعد الترجيح والجمع بين الأخبار،
وبهذا ترك الفقه قالب نقل الأخبار، وخرج
بقالب الإفتاء. أول من فتح هذا الباب على
مصراعيه والد الشيخ الصدوق، فألف كتاب
[IMAGE: 0x01 graphic]
[ 26 ]
" الشرائع ". وتبعه ولده الشيخ الصدوق،
فألف كتاب " المقنع " وكتاب " الهداية " على
هذه الطريقة، وتبعهما الشيخ المفيد في
كتاب " المقنعة "، والشيخ الطوسي في كتاب "
النهاية ". لما كانت متون هذه الكتب
والمؤلفات هي نصوص الروايات، فلذلك صار
البعض يعتمد عليها ويعاملها معاملة
الرواية عند إعواز النصوص. في مقابل هذه
الطريقة خرج بعض الفقهاء بطريقة اخرى، وهي
الاعتماد على القواعد الكلية، الاصولية
والفقهية، في استنباط الأحكام، والخروج
عن الأخبار، وأول من فتح هذا الباب
القديمان: ابن أبي عقيل العماني، وابن
الجنيد الإسكافي، فألف الأول كتاب "
المتمسك بحبل آل الرسول "، وألف الثاني
كتاب " تهذيب الشيعة لاحكام الشريعة "،
وكتاب " الأحمدي للفقه المحمدى ". كان ابن
أبي عقيل من معاصري الشيخ الكليني المتوفى
عام 328، وإلا فلم يضبط عام وفاته في الكتب.
اختار الشيخ الطوسي طريقة ثالثة تعد حدا
وسطا بين الطريقتين، وهي الإفتاء بمضامين
آيات الكتاب والأخبار في امهات المسائل
وسماها الاصول، ومن ثم التفرع على ما
تقتضيه القواعد الكلية وسماها الفروع،
وقد سلك هذه الطريقة في كتاب المبسوط
وكتاب الخلاف، بينما اختار طريقة القميين
في كتاب النهاية، وقد ذكر ذلك كله الشيخ في
مقدمة المبسوط فراجعها. هذه الطريقة هي
الطريقة التي سادت من بعد الشيخ وغلبت،
وإن كان لكل من الطرق الاخرى أتباعها. حوزة
قم إن أول المعاهد هو معهد الرسول الأعظم
(ص)، وكان تلامذة هذا المعهد هم أصحابه،
وبالخصوص أهل بيته، فكانوا يتلقون
الأحكام بالمشافهة من النبي (ص)،
[IMAGE: 0x01 graphic]
[ 27 ]
فيسمعون منه آيات القرآن ويحفظونها،
ويتعلمون منه أحكام دينهم، وينقلونها إلى
الآخرين. يتلوه معهد كل واحد من الأئمة
المعصومين عليهم السلام بنفس الطريقة،
وهكذا استمر هذا النحو إلى زمان الغيبة.
فأخذت المعاهد العلمية تتأطر في اجتماع
مجاميع من العلماء والمتعلمين في بلد
يتدارسون فيه الأحكام الشرعية، ويزاولون
عملية الاستنباط، ويسمى بالحوزة العلمية.
من أوائل هذه الحوزات: هي حوزة قم المقدسة،
وتليها حوزة بغداد، وحوزة النجف الأشرف،
وحوزة الحلة، وحوزة جبل عامل، وحوزة
كربلاء وغيرها من الحوزات العلمية. نخص
الكلام في حوزة قم المقدسة، وقبل بيان ما
يتعلق بالحوزة العلمية نتعرض جملة إلى
تاريخ مدينة قم وما يختص بها. ذكر أهل
المعاجم والتواريخ بلدة قم، وصنف الحسن بن
محمد بن الحسن القمي كتابا سماه " تاريخ قم "
تعرض فيه لتاريخها وما جرى عليها على مر
العصور. ذكرها اليعقوبي في كتاب البلدان،
وقال: مدينة قم الكبرى، ويقال لها منيجان،
وهي جليلة القدر، وإلى جانبها مدينة يقال
لها كمندان، ولها واد يجري فيه الماء بين
المدينتين، وأهلها الغالبون عليها من
مذحج، ثم من الأشعريين، وبها عجم قدم، ومن
الموالي يذكرون أنهم موال لعبدالله بن
العباس بن عبد المطلب، وذكر حصونها
وأبوابها وأنهارها وقنواتها.... ذكرها
ياقوت الحموي في معجم البلدان، وقال: هي
مدينة إسلامية مستحدثة لا أثر للاعاجم
فيها، وأول من مصرها طلحة بن الأحوص
الأشعري، وهي حسنة طيبة، وأهلها كلهم شيعة
إمامية، وكان بدء تمصيرها في أيام الحجاج
بن يوسف سنة 83 هجرية، وذلك أن عبد الرحمن
بن محمد بن الأشعث بن قيس كان أمير سجستان
من جهة الحجاج، ثم خرج عليه، وكان في عسكره

/ 199