ملامح من الروایة العربیة فی سوریة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

ملامح من الروایة العربیة فی سوریة - نسخه متنی

خلیل الموسی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

كنتُ قد قصّرت عن بلوغ السعي فإنّني ألتمس
المعذرة، لأنّ الجهد الإنساني معرّض
للتقصير والاستدراك،
والله من وراء القصد
دمشق مطلع تشرين الثاني 2005م
القسم الأول: محور الرواية فنيّاً
وتاريخياً في سورية:
1 ـ مصطلح الرواية.
2 ـ أنواع الرواية في سورية.
3 ـ الرواية العربية: مرحلة البدايات.
4 ـ بنية الرواية التاريخية في سورية.
1 ـ مصطلح الرواية
أولاً: الرواية والاتساع الاصطلاحي في
البدايات: لمصطلح الرواية في الإبداع
والنقد العربيين تاريخ من الاضطراب
والفوضى وعدم الاستقرار، ففي الإبداع
أطلق المصطلح أولاً على المسرحية (الرواية
التمثيلية) منذ ولادة المسرح على يدي مارون
النقّاش في عام 1847م، واستمرّ ذلك مع
تلاميذه إلى وقت متأخر تجاوز زمن إنجاز
مسرحيات أحمد شوقي إلى بعض كتب النقد،
فـ"أبو الحسن المغفّل أو هارون الرشيد"،
لمارون النقاش "رواية مضحكة ملحنة من
ثلاثة فصول" كما جاء في عنوانها(1)، وأعمال
أبي خليل القباني وُسمت بمصطلح "الرواية"
وقد وصل إلينا منها ثماني روايات (مسرحيات)
نقلها الدكتور محمد يوسف نجم، ومنها هذا
العنوان الرئيس لواحدة منها "رواية هارون
الرشيد مع الأمير غانم بن أيوب وقوت
القلوب" وعنوانها الثانوي التوضيحي "Sous
titre" "هي رواية تاريخية غرامية أدبية
تلحينية تشخيصية ذات خمسة فصول"(2)، ونلاحظ
على العنوان الرئيس الطول والتعدّد من
جهة، والتفصيل من جهة ثانية. أما العنوان
الثانوي فهو توضيحي يهتمّ ببنية النص
وموضوعاته، فالرواية تعود إلى التاريخ في
أحداثها وبعض موضوعاتها، وهي من عصر
الخليفة العباسي هارون الرشيد، وهي رواية
غرامية ذات موضوع اجتماعي قريب من حكايات
"ألف ليلة وليلة" التي تنبّه عليها المسرح
العربي منذ مارون النقّاش، وهذا الموضوع
في العشق والغزل والمغامرات، ثمَّ هي
رواية أدبية للدلالة على ما في هذه
الرواية من أبيات شعرية راقية وحكاية
منسوجة نسجاً فنيّاً، ثمّ هي رواية
تلحينية، لحمتها الغناء والموشحات
والأنغام والرقص، وهي رواية تشخيصية،
وهذا ما يميّزها من سواها من الروايات،
وكلمة تشخيصية تؤكّد أنّها مسرحية، ثمَّ
هي رواية مؤلفة من خمسة فصول.
استمرَّ هذا الخلط الاصطلاحي في الإبداع
إلى وقت متأخّر، فسمّى أحمد شوقي مسرحياته
بـ"الروايات"، وإذا كان سابقوه قد قدّموا
معلومات مفيدة في العنوان الرئيس أو
العنوان الثانوي فإنَّ أمير الشعراء
اكتفى بتسمية "رواية"، فقال: "رواية مصرع
كليوباترا"، "رواية قمبيز"، "رواية مجنون
ليلى"، "رواية عنترة"... الخ، ثمَّ إنَّ
النقد نفسه لم يسلم من هذا الخلط، ولم
يتنبّه على أنَّ الرواية من روى، وهي من
القصّ والسرد والحكاية، ولذلك هي بعيدة عن
العمل المسرحي الذي تتكلّم فيه الشخصيات
لا الراوي، ومع ذلك فإن العقاد نفسه أطلق
على دراسته لمسرحية قمبيز لشوقي عنواناً
هو "رواية قمبيز في الميزان"، وظلّ إدوار
حنين في دراسته القيمة المبكرة "شوقي على
المسرح" يكرّر عبارة "روايات شوقي"، وهو
يقصد "مسرحياته"، فيقول: "هذا أول ما يلفت
نظر القارئ في روايات شوقي"(3)، ويتساءل:
"فما العمل، وشوقي ممّن ينشئون رواياتهم
على ذكر الحوادث"(4)، ويقول: "فجاءت الرواية
(الشوقية) ذات واقعتين"(5)، ويقول عن بهاتة
شخصياته: "وقد لا تفرّق أشخاص روايات شوقي
عن الآلات المتحركة"(6)، وهذا الخلط في
المصطلح أوقع يوسف أسعد داغر في معجمه
الرائد "معجم المسرحيات العربية
والمعرّبة -1848-1975م" في مغالطات كثيرة بين
المسرحية والأجناس الأدبية الأخرى"(7)،
فذكر في معجمه عدداً غير قليل من الأعمال
الأدبية المختلفة (قصائد غنائية طويلة قصص
طويلة) على أنَّها مسرحية.
وعُرِّبت الرواية عن الفرنسية "ROMAN" التي
كانت سائدة في أواخر القرن التاسع عشر
باسم "رومان" وجمعها "رومانيات"، للدلالة
على هذا الجنس الأدبي الجديد، وإذا أضيفت
إليها كلمة "رواية" أو "قصة" فهي إشارة إلى
فعل الرواية أو القصّ لا الجنس الأدبي،
كأن تقول رواية تاريخية، وهذا ما عبّر عنه
الخالدي في معرض حديثه عن نثر فكتور هوغو،
فقال: "المنثور من كلام فكتور هوكو على
فنون كثيرة منها في القصص المعبّر عنها
بالرومان، ومنها الأدب والفلسفة
والانتقاد الأدبي والتاريخ والرحلة
والمراسلات والأقوال والأعمال
والمشهودات ونحو ذلك"(8).
وربما كان جورجي زيدان من أوائل الذين
أطلقوا مصطلح "الرواية" على هذا الجنس
الأدبي الوليد، فقد كتب في مجلة "الهلال"
الصادرة في 15 تشرين الأول لسنة 1902م مقالة
بعنوان "الروايات ـ أصلها وتاريخها" بدأها

/ 80