رمزیة القدس الروحیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

رمزیة القدس الروحیة - نسخه متنی

شمس الدین الکیلانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

[IMAGE: 0x08 graphic] رمزية القدس الروحية
[IMAGE: 0x08 graphic] ((قداسة المكان))
شمس الدين الكيلاني
[IMAGE: 0x08 graphic]
((قداسة المكان))
دراسة
[IMAGE: 0x08 graphic] منشورات اتحاد الكتاب العرب
دمشق - 2005
تمهيد
تهتم هذه الدراسة، بصلة المسلمين الروحية
بالقدس، بوصفها أحد الأماكن الثلاثة التي
تكوّن جغرافيتهم الروحية إلى جوار مكة
المكرمة، والمدينة المنورة، فلقد اشترك
المسلمون وأصحاب الديانات والثقافات
الأخرى، في إسباغ القداسة على مكان خاص،
وفي تعيين منطقة مرجعية مقدسة، هي ما
يُعرف بالجغرافية المقدسة، حيث ينغمر
الدنيوي بالمقدس ويرمز إليه، ويشكل هذا
جزءاً من التجربة الدينية العميقة
للأفراد والجماعات، التي يكوّن الفكر
الرمزي بعداً من أبعادها، في التصاق عميق
بالشعائر والطقوس، التي تنتمي إلى الحقل
الرمزي في الفكر، لكن قبل أن نشرع في
بحثنا، علينا إضاءة التجربة الإنسانية من
(قداسة المكان)، ورأي الفكر الحديث فيها.
قداسة المكان
أشار ياقوت الحموي مقارباً المعنى اللغوي
للمقدس قائلاً: "المقدس في اللغة
المتنزَّه... ومعنى نقدَّس لك: أي نطهر
أنفسنا لك.... ومن هنا بيت المقدس... أي البيت
المقدس المطهر الذي يُتطهر به من الذنوب...
وقال قتادة المراد بأرض المقدس أي
المبارك"^(^^). وعندما نطلب بالعربية مراعاة
(حرمة) مكان ما، نكون أمام حكم على هذا
المكان بأنه يحمل في ثناياه (القداسة)، كما
أن الطاهر في اللغة يحيل إلى "القداسة"،
وجاء في قاموس الشيخ عبد الله البستاني
(مادة حرم)، حرمه الشيء منعه إياه، والحرام
ما لا يحل انتهاكه، والحرام نقيض الحلال،
والحرم الأقصى بيت المقدس، وحرم الله على
نفسه الظلم تقدَّس عنه، وفي لسان العرب
لابن منظور "مادة قدس القدوس الطاهر
المتنزه عن العيوب والنواقص، وتقدس لك أي
نطهر أنفسنا لك، ونأخذ من هذا الشرح
معنيين للفظ الحرام: وهما ممنوع ومقدس،
فالحرام ما كان ممنوعاً، والمانع من
انتهاك حرمته طهارته، وعليه لا يجوز للمرء
أن يمس الأشياء المقدسة، أو يدنو منها إلاّ
في حالة طهارة تامة، ومن ذلك الآية: *ولا
تقربوا الصلاة وأنتم سكارى*(4/43)^(^^).
فإذا انتقلنا إلى معاينة التصور الديني
للجغرافية الروحية لخريطة الكون، فإننا
نجده يختلف جذرياً عن النظرة الحيادية أو
العلمية للمكان، فهو يتخذ حكماً تفاضلياً
نحو المكان يحمّلُ بعض الأمكنة رسالة
مقدسة، وبعضها الآخر إشارات رتيبة،
فينقسم الكون لهذه النظرية إلى الجليل/
العادي، السماوي /الأرضي، الشاعري/
النثري، فتنظم هذه الرؤية، الثنائية
للكون، موقف المؤمن من العالم الأرضي، بعد
أن تُشبعه بالرمزية والدلالات، فيتحول بها
فضاؤه الكوني (المملوء بالغموض والفوضى)
إلى فضاء كثيف بالمعاني والمعقولية،
ويضفي معنىً رمزياً على أماكنها المقدسة،
أرضاً، أو مدينة أو شجرة، أو جبلاً،
فتختبر الجماعة المؤمنة، أمام هذه
القداسة، أعمق مشاعر الإجلال والغبطة،
حيث تتصل بما يشير إلى الأبدية، والتعالي،
وتدخل عبر توسطات الجغرافية المقدسة تلك
في علاقة حميمة مع العالم العلوي، حينها
تتحول تلك الجغرافية إلى جسر يصل ما بين
المؤمن والله، بين المرئي واللامرئي، ما
بين الغياب والحضور، ما بين الزمان
والأبدية.
إن الفكر الديني يعتمد على (الرمزي) في
تحديده وفي فصله بين المكان المقدس،
والمكان العادي أو المدنس، ولا يخضع في
هذا التحديد إلى المنطق العلمي المحايد
تجاه ظواهر المكان، لأنه ببساطة يعتمد على
الرمز بأشكاله العليا، ومن هنا، لن تتأثر
مشاعر المسلم المشبعة بالتبجيل تجاه
القدس، أو الكعبة، بأية أبحاث أركولوجية
فيهما، إذ ليس المكان هنا إلاّ وسيلة
استنباط روحية لذلك المكان الذي رعته
القداسة الإلهية، فالتاريخ الإركولوجي
ليس سوى تاريخ خاص، لا يغطي سوى وجه واحد
لحقيقة المكان، لا يغطي سوى مساحة واحدة
منه، أما المساحات الأخرى، أو الوجوه
الأخرى الرمزية فيغطيها الدين في تحديده
للجغرافية المقدسة، ثم يأتي الفن ليبرز
الساحة الجمالية لهذا المكان نفسه، فنظام
المعرفة الدينية تجاه القداسة يختلف
جذرياً عن المعرفة العلمية، فالأول
يدخلنا في أروقة الساحة الرمزية، التي هي
أهم ساحات المكان المقدس، وأكثرها تحكماً
بالساحات الأخرى، فإذا كانت المعرفة
العلمية تستهدف (المطابقة) أو الاقتراب من
حقيقة ما هو موجود ومن قانونيته الموضوعية
فحسب، فإن الإدراك القدسي، يعتمد على
أحكام تفاضلية تجاه المكان، مشبعة

/ 59