رسالة
الصفات
للحافظ أبي بكر أحمد بن علي الخطيبالبغدادي رحمه اللهالمتوفى سنة 463هـإخراج وتعليق
أبي يعلى البيضاوي
عفا الله عنه
بسم الله الرحمن الرحيم
رب أنعمت فزد
الحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد :فهذه درة رابعة من سلسلة (( كشف خبايا
الزوايا من تراث السلف, وكنوز الخلف)), وهي
رسالة ((الصفات )) للإمام الحافظ أبي بكر
أحمد بن علي البغدادي رحمه الله, صاحب
التصانيف المشهورة, ومن أصحاب الحديث -ممن
جاء بعده- عيال على كتبه.
ولهذه الرسالة نسخة مخطوطة, محفوظة في
مكتبة الظاهرية حرسها الله (مجموع))(16\43-44),
وقد استخرجتها من كتاب ((العلو للعلي
الغفار))(ص185) طبعة دار الفكر 1388هـ بتحقيق
(عبدالرحمن محمد عثمان), و((تذكرة
الحفاظ))(2\1142) كلاهما للحافظ الذهبي, وكذا
((مختصر العلو للذهبي))(ص48\49), للعلامة
المحدث أبي عبدالرحمن محمد ناصر الدين
الألباني رحمه الله حيث أوردها بكاملها
سوى مقدمتها, وسماعاتها
وقد طبعت مفردة ضمن مجموع في دار الكتب
العلمية بيروت 1425 هـ بتحقيق (أحمد فريد
المزيدي)
وقد استفدت من المطبوعة, وأكمل النقص
منها, وقابلتها عليها, وذكرت زياداتها,
وميزتها بذكرها بين معقوفتين
وقمت بتقسيم فقراتها, وترتيبها, وتنسيقها
تسهيلا لمطالعها وقارئها
والله سبحانه وتعالى المسؤول بفضله ومنه
أن ينفع بها, والحمد لله رب العالمين, و صلى
الله على نبينا محمد, و على آله وصحبه
أجمعينترجمة الخطيب البغدادي رحمه الله
الحافظ الكبير الإمام محدث الشام والعراق
أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن
مهدي البغدادي صاحب التصانيف, ولد سنة
392هـ, وكان والده خطيب قرية درزيجان من
سواد العراق ممن سمع وقرأ القرآن على
الكتاني فحرص على ولده هذا وأسمعه في
الصغر سنة ثلاث وأربع مائة ثم ألهم طلب هذا
الشأن ورحل فيه إلى الأقاليم وبرع وصنف
وجمع وسارت بتصانيفه الركبان وتقدم في
عامة فنون الحديث
قال ابن ماكولا : كان أبو بكر الخطيب آخر
الأعيان ممن شاهدناه معرفة وحفظا, وإتقانا
وضبطا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم,
وتفننا في علله, وأسانيده وعلما بصحيحه
وغريبه, وفرده ومنكره ومطروحه , ثم قال: ولم
يكن للبغداديين بعد الدارقطني مثله, وسألت
الصوري عن الخطيب وأبي نصر السجزي, ففضل
الخطيب تفضيلا بينا
وقال مؤتمن الساجي: ما أخرجت بغداد بعد
الدارقطني مثل الخطيب, وقال أبو علي
البرداني: لعل الخطيب لم ير مثل نفسه
وقال أبو إسحاق الشيرازي الفقيه: أبو بكر
الخطيب يشبه بالدارقطني ونظرائه في معرفة
الحديث وحفظه
قال ابن عساكر : سمعت الحسين بن محمد يحدث
عن أبي الفضل بن خيرون أو غيره ان الخطيب
ذكر انه لما حج شرب من ماء زمزم ثلاث شربات
وسأل الله ثلاث حاجات اخذا بالحديث ماء
زمزم لما شرب له فالحاجة الأولى ان يحدث
بتاريخ بغداد بها الثانية ان يملي الحديث
بجامع المنصور الثالثة ان يدفن عند بشر
الحافي فقضى الله له ذلك
قال ابن خيرون :دفن بباب حرب وتصدق بماله
وهو مائتا دينار, وأوصى بان يتصدق بثيابه,
وكان بين يدي جنازته جماعة ينادون: هذا
الذي كان يذب عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم هذا الذي كان ينفي الكذب على رسول
الله صلى الله عليه وسلم, هذا الذي كان
يحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم,
وختم على قبره عدة ختمات
مصادر ترجمته ((تذكرة الحفاظ للذهبي))( )
نص
رسالة الصفات
[ أخبرنا الشيخ أبو طالب المبارك بن عليالصيرفي إذنا, قال : أنبأنا أبو الحسن محمد
بن مرزوق بن عبد الرزاق الزعفراني, قراءة
عليه , وأنا اسمع, في ربيع الأول من سنة ست
وخمسمائة, قال: أنبأنا الخطيب الحافظ أبو
بكر أحمد بن علي البغدادي قال :
كتب إلي بعض أهل دمشق يسألني عن مسائل
ذكرها, فأجبته عن ذلك , وقرأه لنا في جواب
ما سئل عنه , فقال :وقفت على ما كتبه به الشيخ الفاضل, أدام
الله تأييده , وأحسن توفبقه وتسديده, و
سكنت إلى ما ما تأدى إلي من علم أخباره,
أجراها الله على إيثاره, وأجبته بما له