فاجعة الطف نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فاجعة الطف - نسخه متنی

السید محمدکاظم القزوینی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

وخرج الحسين قاصداً الكوفة، وفي أثناء
الطريق التقى به سريّة من الجيش تتكوّن من
ألف فارس بقيادة الحرّ بن يزيد الرياحي،
وأرادوا إلقاء القبض على الحسين وإدخاله
الكوفة على ابن زياد، إلا أن الحسين امتنع
من الانقياد لهم، فتمّ القرار على أن يسلك
الحسين طريقاً لا يدخله الكوفة ولا يردّه
إلى المدينة، فوصل إلى ارض كربلاء فنزل
فيها.

وقام ابن زياد خطيباً في الكوفة وقال: من
يأتيني براس الحسين فله الجائزة العظمى،
وأعطه ولاية ملك الرّي عشر سنوات. فقام عمر
بن سعد بن أبي وقاص وقال: أنا.
فعقد له رايةً في أربعة آلاف رجل، واصبح
الصباح، وأولُ راية سارتْ نحو كربلاء راية
عمر بن سعد، ولم تزل الرايات تترى حتى
تكاملوا في اليوم التاسع من المحرم ثلاثين
ألفاً أو خمسين ألفاً أو أكثر من ذلك.
وحالوا بين الحسين وأهل بيته وبين ماء
الفرات من اليوم السابع من المحرم، ولما
كان اليوم التاسع اشتدّ بهم العطش، واشتدّ
الأمر بالمراضع والأطفال الرضّع.
قالت سكينة بنت الحسين: عزّ ماؤنا ليلة
التاسع من المحرّم فجفّت الأواني ويبست
الشفاه حتى صرنا نتوقّع الجرعة من الماء
فلم نجدها، فقلت في نفسي أمضي إلى عمّتي
زينب لعلّها ادّخرت لنا شيئاً من الماء،
فمضيتُ إلى خيمتها فرأيتها جالسة وفي
حجرها أخي عبد الله الرضيع وهو يلوك
بلسانه من شدّة العطش وهي تارة تقوم وتارة
تقعد، فخفقتني العبرة فلزمتُ السكوت،
فقالت عمتي: ما يُبكيك؟ قالت: حال أخي
الرضيع أبكاني، ثم قلت: عمتاه قومي لنمضي
إلى خيم عمومتي لعلّهم ادّخروا شيئاً من
الماء، فمضينا واخترقنا الخيم بأجمعها
فلم نجد عندهم شيئاً من الماء، فرجعت
عمّتي إلى خيمتها فتبعتها وتبعنا من نحو
عشرين صبياً وصبيّة، وهم يطلبون منها
الماء وينادون: العطش.. العطش.
وآخر راية وصلت إلى كربلاء راية شمر بن ذي
الجوشن في ستة آلاف مساء يوم التاسع، ومعه
كتاب من ابن زياد إلى ابن سعد، فيه: فإن نزل
الحسين وأصحابه على حكمي واستسلموا فابعث
بهم إليّ سلما، وإن أبوا فازحف إليهم حتى
تقتلهم، فإن قتلت حسيناً فأوطئ الخيل صدره
وظهره... إلى آخره.
فزحف الجيش نحو خيام الحسين عند المساء
بعد العصر، واقترب نحو خيم الحسين،
والحسين جالس أمام خيمته، إذ خفق برأسه
على ركبتيه، وسمعت أخته زينب الكبرى بنت
أمير المؤمنين الصيحة فدنت من أخيها
وقالت: يا أخي أما تسمع هذه الأصوات قد
اقتربت؟
فرفع الحسين رأسه وقال: أخيّة: أتى رسول
الله الساعة في المنام فقال لي: إنك تروح
إلينا.
فلطمتْ أخته وجهها وصاحت: واويلاه، فقال
لها الحسين: ليس الويل لك يا أخيّة، ولا
تُشمتي القوم بنا، اسكتي رحمك الله. فقال
له العباس بن عليّ: يا أخي قد أتاك القوم
فانهض.
فنهض ثم قال: يا عباس اركب ـ بنفسي أنت ـ يا
أخي حتى تلقاهم وتقول لهم: ما لكم وما بدا
لكم؟ وما تريدون؟
فأتاهم العباس في نحو عشرين فارساً، فقال
لهم العباس: ما بدا لكم وما تريدون؟
قالوا: قد جاء أمر الأمير أن نعرض عليكم أن
تنزلوا على حكمه أو نناجزكم.
فرجع العباس إلى الحسين وأخبره بمقال
القوم، فقال الحسين: ارجع إليهم، فإن
استطعت أن تؤخّرهم إلى غد، وتدفعهم عنّا
العشيّة لعلّنا نُصلّي لربّنا الليلة،
وندعوه ونستغفره، فهو يعلم أني قد كنت
أحبّ الصلاة له وتلاوة كتابه.
فمضى العباس إلى القوم وسألهم ذلك، فأبوا
أن يمهلوهم، فقال عمرو بن الحجاج الزبيدي:
ويلكم والله لو أنهم من الترك والديلم
وسألونا مثل ذلك لأجبناهم فكيف وهم آل
محمد؟!
وبات الإمام الحسين وأصحابه وأهل بيته
ليلة عاشوراء، ولهم دويٌّ كدويّ النحل، ما
بين قائم وقاعد وراكع وساجد.
وجمعهم الحسين وقام فيهم خطيباً وقال: أما
بعد:

فإني لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من
أصحابي ولا أهل بيتٍ أبرّ ولا أوصل ولا
أفضل من أهل بيتي، فجزاكم الله جميعاً
عنّي خيراً، فلقد بررتم وعاونتم، ألا:
وإني لا أظن يوماً لنا من هؤلاء الأعداء
إلا غداً، ألا: وإني قد أذنت لكم فانطلقوا
جميعاً في حلٍّ من بيعتي ليس عليكم مني حرج
ولا ذمام، وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه
جملاً، وليأخذ كلّ رجل منكم بيد رجل من أهل
بيتي، وتفرّقوا في سواد هذا الليل، وذروني
وهؤلاء القوم، فإنهم لا يريدون غيري.
فقال له اخوته وأبناؤه وأبناء عبد الله بن
جعفر:و لِمَ نفعل ذلك؟ لنبقى بعدك؟ لا
أرانا الله ذلك أبدا، وتكلّم اخوته وجميع
أهل بيته فقالوا: يابن رسول الله: فما يقول
لنا الناس وماذا نقول لهم؟ نقول: إنا تركنا

/ 15