دراسات فی الحرکات الوطنیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

دراسات فی الحرکات الوطنیة - نسخه متنی

محمد علی داهش

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الأستاذ الدكتور محمد علي داهش
جمهورية العراق/ الموصل
جامعة الموصل/ كلية الآداب
قسم التاريخ
دراسات في الحركات الوطنية والاتجاهات
الوحدوية في المغرب العربي
المقدمة
تعرضت أقطار المغرب العربي للظاهرة
الاستعمارية الاحتلالية الحديثة منذ
ثلاثينيات القرن التاسع عشر وحتى النصف
الثاني من القرن العشرين. إذ احتلت فرنسا
الجزائر (1830ـ 1962) وتونس (1881 ـ 1956)
وموريتانيا (1903ـ1960)، وشاركتها إسبانيا في
احتلال المغرب (1912ـ1956). أما إيطاليا فقد
احتلت ليبيا عام 1911 واستمر وجودها
الاستعماري حتى منتصف الحرب العالمية
الثانية حينما تقاسمت النفوذ فيها كل من
بريطانيا وفرنسا حتى عام 1951.
اشتركت القوى الاستعمارية في سياسة واحدة
قامت على إلغاء الحقوق الوطنية لكل قطر
مغاربي فضلاً عن السيطرة والاستحواذ على
الأرض وإمكاناتها الاقتصادية وتجريد
أهالي البلاد من ممتلكاتهم، ولم يقف الأمر
عند حدود الاستلاب السياسي والاقتصادي، بل
مارست عدواناً قومياً وحضارياً استهدف
الإنسان وجوداً وهوية من خلال القتل
والنفي والتشريد وتشجيع الاستيطان
الاستعماري ومحاولة القضاء على لغته
ودينه وقيمه وتقاليده. وتعد فرنسا أبرز
القوى الاستعمارية التي تحكمت في مسار
التطور المعاصر للمغرب العربي تليها
إيطاليا وإسبانيا في العمل المنظم للقضاء
على الوجود القومي والديني والحضاري
لأبناء المغرب العربي.
كان الرد المغاربي عموماً على ((صدمة))
الاحتلال العسكري الاستعماري اعتماد
أسلوب الكفاح المسلح لانتزاع الحقوق
الوطنية ـ المغربية. إن عدم التكافؤ في
الإمكانات التسليحية أفقد المقاتل في
المغرب العربي قدرته على المواجهة، لكن لم
يفقده الإيمان بعدالة القضية التي يقاتل
من أجلها، قضية الحرية والاستقلال
والهوية. وعليه تبدل أسلوب الحركات
الوطنية، إذ لهذا ولازدياد وطأة استمرار
الظاهرة الاستعمارية فقد بدأت معظم
الأقطار المغاربية اعتماد أسلوب الكفاح
السياسي، وبخاصة بعد الحرب العالمية
الأولى (1914ـ 1918) حتى نهاية الحرب العالمية
الثانية (1939ـ1945)، حيث عادت الحركات
الوطنية المغاربية الخاضعة للاحتلال
الفرنسي بخاصة، إلى اعتماد أسلوب الكفاح
المسلح وبشكل متداخل وموجه " أحياناً" من
العمل السياسي أو منفصل عنه. وكان اعتماد
أسلوب الكفاح المسلح هذا مؤشراً على عقم
ولا جدوى العمل السياسي في انتزاع الحقوق
الوطنية.
ومن الجدير بالذكر أن الحركة الوطنية في
كل قطر عربي واجه الظاهرة الاستعمارية لم
تكن معزولة عن محيطها القومي أو الإقليمي
على صعيد التعاطف أو الدعم المادي، وذلك
للشعور بالانتماء إلى أمة واحدة هي الأمة
العربية. وكان النضال الوطني في هذا القطر
العربي أو ذاك سرعان ما يجد صداه في المحيط
القومي بشكل أو بآخر. من هنا فإن النضال
الوطني/ المغاربي لم يكن معزولاً عن بعضه
البعض، بل كان منشداً إلى انتمائه
الإقليمي والعربي والإسلامي، وكان المحيط
الإقليمي والعربي وأحياناً الإسلامي
منجذباً وداعماً لذلك النضال الوطني.
إن جميع الدراسات التي يتضمنها هذا
الكتاب تشير وبشكل ((موضوعي)) إلى أن الحركة
الوطنية في هذا القطر المغاربي أو ذاك لم
تكن حالة منفردة في الفكر وبرامج الكفاح
أو في الأهداف المعلنة، أو في التضامن
والتعاون والوحدة على طريق الحرية
والاستقلال الوطني والإقليمي والعربي/
الإسلامي. ولعل أبرز التوجهات والتنظيمات
الوحدوية في الكفاح ضد السيطرة
الاستعمارية تلك التي ظهرت في أعقاب الحرب
العالمية الثانية بتأسيس ((مكتب المغرب
العربي)) و((لجنة تحرير المغرب العربي))
و((جيش العزيمة))، وهي تنظيمات سياسية/
عسكرية تؤكد وحدة النضال لمواجهة
الاستعمار الواحد. ولم تكن تلك التنظيمات
((الوحدوية))، وبخاصة العسكرية منها، حالة
معزولة عن المحيط العربي الذي مكنها
تدريباً ودعماً، واحتضن كوادرها للتهيئة
لمرحلة الاستقلال في مختلف المجالات.
وكانت القاهرة ودمشق وبغداد معاقل الدعم
السياسي والعسكري وغيره للكفاح الوطني
والمغاربي عموماً.
وعلى الرغم من أن مرحلة الاستقلال
للأقطار العربية في المغرب العربي قادت
إلى انشغال المؤسسات الحاكمة بالقضية
الوطنية ومعالجة مشكلات ومخلفات المرحلة
الاستعمارية وابتعادها عن الأفكار
والبرامج والمناخ النضالي الوحدوي الذي
جمعها في مرحلة ما قبل الاستقلال، إلا
أنها أدركت ومنذ منتصف الستينات، وعلى ضوء
إخفاقات التنمية الوطنية أن العودة للعمل

/ 102