نصف غناء .. وحلوی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نصف غناء .. وحلوی - نسخه متنی

فادیا غیبور

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

فيغدو المعزّونَ كالميّتينْ؟!
أنا وسماءُ دمشقَ وأنت كبرنْا كثيراً
غدونا بحجمِ الهمومِ التي ما تزالُ بحجمِ
البلادْ
فهلْ نبحثُ اليوم عن حلمِنا في بقايا
الرّمادْ؟
وهل نستطيعُ احتواءَ الرّمال التي تنثني
نحوَنا
كلَّ خوفٍ لِتُغري دِمانا ببعضِ احتمالْ؟
رمادٌ.. دماءٌ.. رمادْ
رمادٌ.. دماءٌ.. وألفُ سؤالْ:
تراهُ يعودُ إلينا بهاءُ الطفولةِ وردأ
ندياً
يضيء سناهُ زماناً جديداً بأرضِ العراقِ
فيخضلُّ عشبٌ
ويونِعُ زهرٌ
وتندى غلالْ؟! ***
الشَّهيد
لم يكنْ يحملُ ورداً يومَ عادْ
كانَ في كفّيهِ نارٌ ودخانٌ ورمادْ
وأغانٍ شاحِبةْ
وعلى عشبِ ذراعيهِ تقاسيمُ حدادْ
وحكاياتُ البلادِ الطيبة
لم يكنْ يحملُ ورداً
فهْوَ وردُ الأرضِ في هذا السّوادْ
***
حدّثوه عن قلوبٍ ماتتِ الأحلامُ فيها
عن عيونٍ فاتناتٍ لم تجدْ من يفتديها
عن غيومٍ مُثقلاتٍ بينابيعَ وألوانِ
غلالٍ
لم تجدْ من يرتديها
حدّثوه عن عصافيرَ وأطفالٍ جياعٍ
عن قرى تخلعُ قمصانَ البراري
ثمّ تذوي ألماً من ساكنيها
حدّثوه عن حدودٍ مستعاره
عن جوازاتِ سفرْ
حدّثوه عن لصوصٍ ورعاةٍ
سَرَقوا ضَوْءَ القمرْ
حمَلَ العائدُ عينيهِ بعيداً...
وبكى..
ثمّ بكى..
وتوارى ذاتَ يأسٍ
بينَ أشجارِ المطرْ
***
الوطن
لقبلةٍ نحيلةٍ تورَّدتْ على شفاهِ
جُرحِهِ
لقامةٍ مديدةِ الغناءِ أورقتْ على ضفافِ
روحهِ
لنجمةٍ تُساهرُ الكلام وداعاً
مُعلقاً على غصونِ بوحِهِ
لكلِّ مَنْ تناثرَتْ دماؤهمْ وأمطرت
ورودَها شقائقاً
على دروبِ صبحهِ
أحوكُ من مطالعي عباءةً
تنامُ في خيوطِها طيورُ سفحِهِ
هو الذي علمني بحبِّهِ أنْ أستحيلَ
شاطئاً من رحمةٍ
و موجةً تنامُ في عُروقِها أطيابُ قمحِهِ
هو الترابُ والنّخيلُ والسّماءُ والمَدى
هو النشيدُ من بوّابةِ الدماءِ في
الجنوبِ والشمّالِ
صوتُهُ ابتدا
هو الذي علمني نيسانُهُ
أنْ أستحيلَ قوسَ وجدٍ ينحني مسبِّحاً
بآيةِ الحنّاء
وهيَ تبدأ الغناءَ ساطعاً
على شفاهِ جُرحِهِ
***
صهيل
كلما رنّت على أجنحةِ الوردةِ أجراسُ
المطرْ
حمّلتني النارُ عبءَ الأغنياتِ الرّاعفة
فعشقتُ الموتَ في صوتِ الحجرْ
ثم صلْيتُ لأطفالٍ صغارٍ
مسّحوا عن جفنِ هذا الوطنِ الممتدِّ بين
القهرِ والقهرِ
تفاصيلَ الخدرْ
واستضاؤوا بالدماءِ النازفة
وإذا بالأرضِ تحيا وتغنّي
في صهيلِ العاصفة
2001
***
خارطة مصلوبة على جدار النومِ الرمليّ
في اليوم العاشر من أيلولْ... أستيقظُ
ظمأى،
يتأرجحُ فوقَ شفاهي ما يشبهُ طعمَ الدمعِ
المالحِ،
يتدفقُ في صدري ما يشبهُ ولولةَ الريحِ
المجنونةْ
ودمي يتناثثرُ بين جهاتِ الخوفِ العشرينْ
فتعاويذي لا تَدرَأ عنّي همهمةَ الأشباحِ
الآتينَ على أجنحةِ الليلِ فُرادى
أوّلُهُمْ ذاكَ المتلثمُ بالقوسِ
القُزَحيِّ
يُغمغمُ وهو يمدُّ الطرْفَ إلى الخارطةِ
المصلوبةِ
فوقَ جدارِ النومِ الرّمليِّ، يهزُّ
الصّمتَ بقبضةِ رعدٍ ثم ينادي:
قد آنَ لهذا الفارسِ أنْ يترجّلَ..

/ 24