مستند
وصية
الإمام المحدث
أبي عثمان الصابونيرحمه اللهإخراج وتعليق
أبي يعلى البيضاوي
عفا الله عنهبسم الله الرحمن الرحيمرب يسر وأعن
الحمد لله والصلاة
والسلام على رسول الله
أما بعد :
فهذه درة ثانية من سلسلة (( كشف خبايا
الزوايا من تراث السلف, وكنوز الخلف)), وهي
وصية الإمام شيخ الإسلام أبي عثمان
إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد الصابوني
الشافعي, الفقيه المحدث, المفسر الخطيب,
الواعظ المشهور, المتوفى سنة 449هـ
وقد كانت هذه الدرة البتيمة مغمورة
((مخبوءة)) في ((زوايا)) كتاب ((طبقات
الشافعية الكبرى )) للشيخ تاج الدين السبكي
في ترجمة الإمام أبي عثمان الصابوني
(المجلد 3 ص 124 الترجمة رقم 367)
وقد قمت بتقسيم فقراتها, وتخريج أحاديثها
حسب الطاقة , والله سبحانه وتعالى المسؤول
أن يوقعها في قلوب طلبة العلم موقع القبول
, وأن ينفع بها الجميع, والحمد لله رب
العالمين
ترجمة أبي عثمان الصابوني
أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد
بن إسماعيل بن إبراهيم بن عابد الصابوني،
المعروف ((بشيخ الإسلام))
كان إماماً مفسراً محدثاً فقيهاً، واعظاً
خطيباً، أوحد وقته في طريقته
وعظ المسلمين في مجالس التذكير ستين سنة،
وخطب على منبر نيسابور نحواً من عشرين سنة
سمع أبا طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن
إسحاق بن خزيمة، وأبا سعيد عبد الله بن
محمد بن عبد الوهاب الرازي، وأبا بكر محمد
بن عبد الله بن زكريا الجوزقي، وأبا محمد
الحسن بن أحمد المخلدي، وأبا سعيد محمد بن
الحسين بن موسى السمسار، وأبا بكر أحمد بن
الحسين بن مهران المقرئ
وأستاذه الحاكم أبا عبد الله محمد بن عبد
الله الحافظ بنيسابور، وأبا علي زاهر بن
أحمد الفقيه بسرخس، وأبا معاذ الشاه بن
عبد الرحمن بن مأمون الهروي وغيرهم.
سمع منه جماعة من أقرانه، مثل أبي بكر
أحمد بن الحسين البيهقي وجماعة سواه. روى
لي عنه أبو بكر عبد الغفار بن محمد بن
الحسين الشيروي، وأبو سعد الحسن بن محمد
بن محمود بن سورة التميمي، وأبو عبد الله
محمد بن الفضل بن أحمد الفراوي، وأبو بكر
يحيى بن عبد الرحيم الليكي
وسمع منه الحديث عالم لا يحصون بخراسان
إلى غزنة وبلاد الهند، وبجرجان وطبرستان
والثغور إلى حران والشام وبيت المقدس
والحجاز وبلاد أذربيجان، وكانت ولادته في
سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة
ووفاته في المحرم من سنة تسع وأربعين
وأربعمائة
ودفن بمدرسته بسكة حرب بجنب أبيه اهـ
مصادر ترجمته في ((الأنساب للسمعاني))(8\247)
و((طبقات الشافعية للسبكي))(4\271) و((البداية
لابن كثير))(12\86) و((شذرات الذهب))(3\282)
نص
وصية الإمام أبي عثمان الصابوني
قال الشيخ تاج الدين ابن السبكي في ((طبقاتالشافعية الكبرى))( 3\124) طبعة دار المعرفة :
هذه وصيته وقد وجدت بها بدمشق عند دخوله
إليها حاجا
هذا ما أوصى به إسماعيل بن عبد الرحمن بن
إسماعيل أبو عثمان الصابوني, الواعظ غير
المتعظ, الموقظ غير المتيقظ , الآمر غير
المؤتمر, الزاجر غير المنزجر, المتعلم
المعترف, المنذر المخوف, المخلط المفرط,
المسرف, المقترف للسيئات المغترف, الواثق
مع ذلك برحمة ربه, الراجي لمغفرته , المحب
لرسول الله, الداعي الناس إلى التمسك
بسنته وشريعته صلى الله عليه وسلم
أوصى وهو يشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا
شريك له, إلها واحدا أحدا, فردا صمدا, لم
يتخذ صاحبة ولا ولدا, ولم يشرك في حكمه
أحدا, الأول الآخر, الظاهر الباطن, الحي
القيوم, الباقي بعد فناء خلقه
المطلع على عباده, العالم بخفيات الغيوب,
الخبير بضمائر القلوب, المبدىء المعيد,
الغفور الودود, ذو العرش المجيد, الفعال
لما يريد, { ليس كمثله شيء وهو السميع
البصير }(الشورى: 11), هو مولانا فنعم المولى
ونعم النصير
يشهد بذلك كله مع الشاهدين, مقرا بلسانه
عن صحة اعتقاد, وصدق يقين, و يتحملها عن
المنكرين الجاحدين, ويعدها ليوم
الدين,{يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى
الله بقلب سليم }{ الشعراء 89} , {يوم لا يغني
مولى عن مولى شيئاولا هم ينصرون, إلا من
رحم الله, إنه هو العزيز الرحيم} {الدخان:41}