بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
لِلَهِ (3) هي بالفتح : الربوبيّة . يعني : يومئذٍ يتولّون الله ويؤمنون به ويتبرّأون ممّا كانوا يعبدون . والوَلَاية بالفتح أيضاً : النصرة ؛ وبالكسر : الإمارة ، مصدر وَلِيتُ ؛ ويقال : هما لغتان بمعنى الدولة . وفي «النهاية» : هي بالفتح : المحبّة ، وبالكسر : التولية والسلطان . ومثله الوِلاء بالكسر ـ عن ابن السكّيت . والوَلِيّ والوالي : وكلّ من ولي أمر أحد فهو وليّه . والوَلِيّ : هو الذي له النصرة والمعونة . والوَلِي : الذي يدبّر الأمر . يقال : فُلاَنٌ وَلِيّ الْمَرأَةِ إذا كان يريد نكاحها . ووَلِيّ الدم : من كان إليه المطالبة بالقِوَد . والسلطان وليّ أمر الرعيّة ، و منه قول الكُمَيْت الشاعر في حقّ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام : وَنِعْمَ وَلِيّ الْأَمْرِ بَعْدَ وَلِيّهِ وَمُنْتَجَعُ التّقْوَى وَنِعْمَ الْمُقَرّبُ وقوله تعالى : اِنّمَا وَلِيّكُمُ اللَهُ وَرَسُولُهُ وَالّذِينَ ءَامَنُوا الّذِينَ يُقِيمُونَ الصّلَوةَ وَيُؤْتُونَ الزّكَوةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ . (4) نزلت في حقّ عليّ (بن أبي طالب) عليه السلام . عند المخالف والمؤالف حين سأله سائل و هو راكع في صلاته فأومأ إليه بخنصره اليمنى ، فأخذ السائل الخاتم من خنصره ؛ ورواه الثعلبيّ في تفسيره . قال الشيخ أبو عليّ : والحديث طويل ، و فيه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : اَللَهُمّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ، وَيَسّرْ لِي أَمْرِي ، وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي ، عَلِيّاً أَخِي ، أُشْدُدْ بِهِ ظَهْرِي . قال أبو ذرّ : فوالله ما استتمّ الكلام حتّى نزل جبرئيل عليه السلام فقال : يا محمّد ! إقرأ : اِنّمَا وَلِيّكُمُ اللَهُ وَرَسُولُهُ وَالّذِينَ ءَامَنُوا الّذِينَ يُقِيمُونَ الصّلَوةَ وَيُؤْتُونَ الزّكَوةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ . قال [أبوعليّ] : المعنى : الذي يتولّى تدبيركم ويلي أُموركم ، الله ورسوله والذين آمنوا ، الذين هذه صفاتهم ، الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون . قال الشيخ أبو عليّ : قال جار الله (5) : إنّما جيء به على لفظ الجمع ـ وإن كان السبب فيه رجلاً واحداً ـ ليرغّب الناس في مثل فعله ، ولينبّه أنّ سجيّة المؤمن يجب أن تكون على هذه الغاية من الحرص على البرّ والإحسان . ثمّ قال الشيخ أبو عليّ : وأقول : قد اشتهر في اللغة العبارة عن الواحد بلفظ الجمع للتعظيم ، فلا يحتاج إلى الاستدلال عليه (من قِبل جار الله) . فهذه الآية من أوضح الدلائل على صحّة إمامة عليّ (بن أبي طالب) عليه السلام بعد النبيّ (الأكرم) صلّى الله عليه وآله وسلّم بلا فصل . ونقل أنّه اجتمع جماعة من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في مسجد المدينة ، فقال بعضهم لبعض : إن كفرنا بهذه الآية ، كفرنا بسائرها ! وإن آمنّا ، صارت فيما يقول ، ولَكِنّا نَتَوَلّى وَلَا نُطِيعُ عَلِيّاً فيما أَمَرَ ، فَنَزَلَتْ : يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَهِ ثُمّ يُنْكِرُونَهَا . وقوله تعالى : النّبِىّ أَوْلَى بِالْمُؤمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ (6) روي عن الإمام الباقر عليه السلام أنّها نزلت في الإمرة . يعني في الإمارة أي : هو صلّى الله عليه وآله وسلّم أحقّ بهم من أنفسهم حتّى لو احتاج إلى مملوك لأحد هو محتاج إليه ، جاز أخذه منه . ومنه الحديث : النّبِيّ صَلّى اللَهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلّمَ أَوْلَى بِكُلّ مُؤْمِنٍ مِنْ نَفْسِهِ وَكَذَا عَلِيّ مِنْ بَعْدِهِ . وقوله تعالى : لَمْ يَكُن لّهُ وَلِىّ مِنَ الذّلّ . (7) الوليّ ما يقوم مقامه في أُمور تختصّ به لعجزه ، كوليّ الطفل والمجنون . [و بناءً على هذا] فيلزم أن يكون محتاجاً إلى الوليّ ، وهو محال لكونه غنيّاً مطلقاً . وأيضاً إن كان الوليّ محتاجاً إليه تعالى لزم الدور المحال ، وإلّا كان مشاركاً له [وكلاهما محال] . وقوله تعالى : أَنتَ وَلِىِّ فِى الدّنْيَا وَالْأَخِرَةِ (8) أي : أنت تتولّى أمري في الأُلى والعُقبى ، وأنت القائم به . وقوله تعالى : اللَهُ وَلِىّ الّذِينَ ءَامَنُوا يُخْرِجُهُم مّنَ الظّلُمَتِ إِلَى النّورِ (9) . قال الصادق عليه السلام : يَعْنِي مِنْ