فهو العلامة يوسف بن حسن بن أحمد بن حسن بن أحمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد بن عبد الهادي بن يوسف بن محمد بن قدامة، وينتهي نسب ابن قدامة إلى سالم بن عبد الله بن عمربن الخطاب رضي الله عنهما.عرف رحمه الله بـ "ابن المبرد" ـ بفتح الميم وسكون الباء الموحدة، وضبط بكسر الميم وسكون الباء.و"المبرد" لقب عرف به جده "أحمد"، قيل: لقوته ، وقيل" لخشونة يده. لا غرو أن ينال يوسف بن عبد الهادي المكانة المرموقة في العلم والتحقيق، حيث ترعرع في بيت عريق في الفضل والعلم الشرعي والتدين، فتخرج من مدرسة "آل عبد الهادي" رجال أفذاذ أسهموا في نشر العلم وتبليغه، وكان من أبرز هؤلاء رجال ونساء منهم:المحدث شمس الدين محمد بن أحمد بن عبد الهادي المتوفى 744هـ والشيخ الجليل عبد الجليل بن محمد بن عبد الهادي الفلكي المتوفي سنة 1087هـ.والعلامة محدث الشام أحمد بن عبد الهادي.ومن النساء السيدة الفاضلة عائشة بنت أحمد بن عبد الهادي المتوفاة 816هـ، أخذ عنها الأئمة بالإجازة والسماع.وهناك الكثير من آل عبد الهادي ممن لا يتسع المقام لذكرهم، والشيخ يوسف واحد من هؤلاء، بل من أبرزهم وأشهرهم على الإطلاق.فطلب العلم للشيخ العلامة، كان محليا لا غير بين ذويه من أهل العلم، إضافة إلى الإجازات التي منح إياها، والرحلات التي قام بها في سبيل التحصيل والاستفادة.ولقد تبوأ الجمال بن عبد الهادي مكانه العلمي بين من سجل التاريخ ذكراهم ونوه بمستواهم، ولا عجب في ذلك، فإن منشأه في الوسط العلمي الذي تحدثنا عنه آنفا من شأنه أن يبلغ بصاحبه هذه المكانة، ضف إلى ذلك الثروة العظيمة التي خطتها أنامله ورددها لسانه دروسا ألقاها على طلابه في المساجد، ووقفها بعد ذلك على المدرسة العمرية.فكان من جراء هذا أن نال ابن عبد الهادي حظا وافرا من ثناء الناس عليه وشهادات العلماء فيه، بقيت كوثيقة حافظة لذلك، فمن صاحب "مختصر طبقات الحنابلة" إلى ما كتبه صاحب "شذرات الذهب"، ومؤلف "النعت الأكمل"، وكذا "فهرس الفهارس"، وغير هذا كثير مبثوث في مصادر ترجمته دل على فضله وعلمه وتقدمه الذي اكتسبه من احتكاكه ومجالسته لنخبة من العلماء والشيوخ أجازوه بالرواية عنهم علوما متعددة فأفاد بها وفاد رحمه الله .