قاعدة ضمان اليد
الشيخ فضل الله النوريرسالة قاعدة ضمان اليد تأليف شيخ الاسلاموالمسلمين آية الله العظمى الشهيد فضل
الله النوري - قدس سره -259 -327 تحقيق الشيخقاسم شيرزاده
[ 2 ]
رسالة قاعدة ضمان اليد تأليف: الشهيد آية
الله العظمى الشيخ فضل الله النوري موضوع:
فقه تحقيق: الشيخ قاسم شيرزاده الطبعة:
الاولى الصف والاخراج: مؤسسة الامام
الصادق عليه السلام الكمية:000 التاريخ:5
شعبان المعظم414 ه مؤسسة النشر الاسلامي
التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة
[ 3 ]
بسم الله الرحمن الرحيم الشيخ فضل الله
النوري - قدس سره - رجل العلم والجهاد على
الشهادة والكرامة والعلى * وحليف علم
الدين والآثار الحمد لله الذي خص أصحاب
الشهادة بالسعادة، واصطفاهم لدار العز
والكرامة، ثم الصلاة والسلام على نبيه
وآله الطيبين الطاهرين، وعلى عباد الله
الصالحين، لاسيما الشهداء والصديقين. أما
بعد: فإن العالم العامل، يضيئ الطريق
للسائر، والشهيد يكتسح العقبات والعراقيل
للسالك، فالعالم بمداده وحبره ينير
العقول، ويزيل الظلمات والاوهام عن
البصائر والافكار، والشهيد بتضحيته يزيل
المانع، ويقطع أيدي المتطاولين على شرف
الامة ودينها، وثروتها، فالشهيد والعالم
بطلان يسيران على طريق واحد، يهدفان إلى
هدف فارد، بهما أنيط بقاء الاسلام،
بجهادهما وجهودهما يتهافت الكفر
والالحاد. هذا إذا جردت الشهادة، عن
العلم، فما ظنك بمن كرس حياته بالعلم
والدراسة وكللها بالشهادة في سبيل الله
فقد حاز حينئذ فضيلة المزيتين، وصار رجلا
مثاليا في مجالي القلم والسيف، وفاز القدح
المعلى. إن الانسان يتصور في بادئ الامر: أن
الشهداء هم وحدهم الابطال في
[ 4 ]
ميدان الدفاع والجهاد، دون حملة الفكر
والعلم، أو قادة البيان والخطابة، أو أن
العلماء هم الذين لا يهمهم شئ سوى تدارس
العلم وكتابته، وإلقاء الخطابة، وبالتالي
هم أمراء البيان وأصحاب الفتيا، فهم
يخوضون الوعظ والارشاد ولا يقتحمون لجج
المعارك الدامية، ولا تعرفهم ساحات
القتال. هذا هو الذي يتصوره البعض من
مفهومي العالم والشهيد، ولكن عند ما يسبر
الانسان تاريخ العلم والشهادة ويقرأه
بإمعان وهدوء، ينتبه إلى خطأ الفكرة، لانه
يجد في ثنايا التاريخ بل في متونه، مجموعة
كبيرة من العلماء والمفكرين بين مقتول في
المعارك الدامية، ومستشهد في ميادين
الحروب الضارية، بين مصلوب على المشانق
والاعواد، وبين مقيد في قعر السجون بقي
فيها إلى أن لفظ أنفاسه الاخيرة في ظلمها،
وبلين مسموم احترقت أحشاؤه وأمعاؤه إلى
غير ذلك من الوان التعذيب. وكأن شاعرنا
المبجل المفلق الفقيه الشيخ محمود
البغدادي يشير بقوله إلى هذا لمعنى وفي حق
هذا النمط من العلماء الشهداء حيث قال:
رجلان في دنيا الثبات * وهبان الحياة إلى
الحياة رجل الصراع المريع * صف باللئام
وبالطغاة والعالم الوثاب أمن * ية الشعوب
الناهضات عاشا بلا ذرات وماك * - العز في
سحق الذوات فكانوا يمثلون قول الامام
الوصي أمير المؤمنين - عليه أفضل صلوات
المصلين -: " رهبان بالليل وأسد بالنهار " (1)
فلم يحجهم الخوض في المفاهيم السامية
والمعاني الدقيقة أو عكوفهم على استنباط
الاحكام من الكتاب والسنة، عن خوض عباب
الحروب1 ـ بحار الانوار: 83 / 207 من كلام الامام -
عليه السلام - لنوف البكالي.
[ 5 ]
وتحمل قتار الغزوات، ومجابهة الاعداء،
وفي الحقيقة هؤلاء هم الامة المثالية
والطبقة الوسطى في المجتمع أثنى عليهم
الذكر الحكيم (1)، وبجلتهم السنه الكريمة،
و أكبرتهم الشعوب الاسلامية في كل عصر. وها
نحن نوقفك على حياة عالم كبير، ومصلح عظيم
من هذا النمط... عالم كرس حياته في مدارسة
العلم، وإصلاح المجتمع، وختمها بالشهادة،
وكان أكبر قائد روحي في عاصمة ايران - طهران
- كافح الضلال والالحاد، وجابه ضوضاء
الباطل بلسانه وقلمه. ألا وهو الشيخ
العلامة آية الله العظمى الشيخ فضل الله
النوري - قدس الله سره -: شهيد الصمود في
طريق الحق والفضيلة، ودفع التطاول على
المقدسات الاسلامية، بأيدي رجال متغربين،
أرادوا القضاء على الاسلام وأهله، تحت