فتح المجید فی تفسیر سورة الحدید نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فتح المجید فی تفسیر سورة الحدید - نسخه متنی

عوض محمد یوسف أبوعلیان

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

أبرزت السورة الكريمة الصورة المشرقة
للمؤمنين والمؤمنات وهم على الصراط {
يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ
وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم
بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم
بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي
مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ
فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ
الْعَظِيم}.ُ
- تصور السورة الكريمة مصير المنافقين يوم
يميزون ويعزلون عن المؤمنين قال تعالى:
{يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين
آمنوا : انظرونا نقتبس من نوركم . قيل :
ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا . فضرب بينهم
بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من
قبله العذاب ، ينادونهم : ألم نكن معكم ؟
قالوا بلى ! ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم
وارتبتم وغرتكم الأماني ، حتى جاء أمر
الله ، وغركم بالله الغرور . فاليوم لا
يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا ،
مأواكم النار هي مولاكم . وبئس المصير}.
?
كما توضح السورة الكريمة- كذلك- حال هذه
الدنيا الفانية فتقول:
{إعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو
وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر فى الأموال
والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته...}
?
و تشير السورة- كذلك- إلى شيء من أحوال
المنافقين ومواقفهم السابقة والحاضرة في
ذلك الأوان ؛ كالإشارة السابقة إلى قسوة
قلوبهم عند تحذير الذين آمنوا أن يكونوا {
كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم
الأمد فقست قلوبهم} وهي إشارة إلى اليهود
خاصة .
?
وكالإشارة إلى النصارى وذلك قرب نهاية
السورة في قوله تعالى :
?
{ ثم قفينا على آثارهم برسلنا وقفينا
بعيسى بن مريم وآتيناه الإنجيل ، وجعلنا
في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورهبانية
ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء
رضوان الله فما رعوها حق رعايتها . فآتينا
الذين آمنوا منهم أجرهم ، وكثير منهم
فاسقون }.
?
وفضلا عن ذلك كله," فهي السورة الوحيدة, من
سور القرآن الكريم, التي تحمل اسم عنصر من
العناصر المعروفة لنا, والتي يبلغ
عددها(105) مائة وخمسة عناصر‏".^(1)
مناسبة السورة الكريمة لما قبلها:
السورة السابقة لسورة الحديد هي سورة
الواقعة
ووجه اتصالها بها : أن سورة الحديد بدئت
بذكر التسبيح, وسورة الواقعة ختمت
بالأمرية,حيث قال سبحانه:{فسبح باسم ربك
العظيم}
وكان أولها واقعا موقع العلة للأمرية,
فكأنه قيل : سبح باسم ربك العظيم, لأنه سبح
له ما في السماوات والأرض.
قال بعضهم ^(2) :" وجه اتصالها بالواقعة أنها
قدمت بذكر التسبيح وتلك ختمت بالأمرية قلت:
وتمامه أن أول الحديد واقع موقع العلة
للأمر به وكأنه قيل فسبح باسم ربك العظيم
لأنه سبح لله ما في السموات والأرض ".
وعن الحكمة من مجيء هذه المادة بمشتقاتها
في مطالع هذه السور الكريمة
يقول العلامة البيضاوي في تفسيره:^(1) " ذكر
ها هنا وفي الحشر والصف بلفظ الماضي, وفي
الجمعة والتغابن بلفظ المضارع, إشعارا بأن
من شأن ما أسند إليه أن يسبحه في جميع
أوقاته, لأنه دلالة جبلية لا تختلف
باختلاف الحالات, ومجيء المصدر مطلقا في
بني إسرائيل أبلغ من حيث إنه يشعر بإطلاقه
على استحقاق التسبيح من كل شيء وفي كل حال
وإنما عدي باللام وهو متعد بنفسه مثل نصحت
له في نصحته, إشعارا بأن إيقاع الفعل لأجل
الله وخالصا لوجهه".
والآن وبعد أن عرًفنا بهذه السورة
الكريمة, نشرع في تفسير وتحليل أولى آيات
هذه السورة الكريمة,مستمدين منه- سبحانه
وتعالى- العون والتوفيق,{… وما توفيقي
إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب}.^(2)
تسبيح المخلوقات لله - عز وجل - .
قال الله تعالى :
{ سَبَّحَ للَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ
وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ
الْحَكِيمُ * لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ
وَالأَرْضِ يُحْيِـي وَيُمِيتُ وَهُوَ
عَلَى كُل شَيْءٍ قَدِيرٌ}.^(1)
تحليل المفردات والتراكيب
قوله تعالى: { سَبَّحَ للَّهِ} التسبيح كما
يقول صاحب اللسان:^(2) سبح :السبح السباحة
العوم , سبح بالنهر وفيه, يسبح سبحا سباحة .
التسبيح: التنزيه, وسبحان الله معناه
تنزيها لله من الصاحبة والولد, وقيل تنزيه
الله تعالى عن كل ما لا ينبغي له أن يوصف
له.
وفي التهذيب: سبحت الله تسبيحا وسبحانا

/ 53