فتوح الشام نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فتوح الشام - نسخه متنی

أبو عبدالله بن عمر الواقدی الواقدی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

فتوح الشام
أبو عبدالله بن عمر الواقدي الواقدي
يعد الكتاب من أهم الكتب في ذكر تواريخ
الشام وذكر معاركها ويتكون الكتاب من
جزأين بدأ في الجزء الأول بذكر وصية للجند
وذكر المعارك ، وفي الجزء الثاني ذكر
الفتوحات التي تمت في بلاد الشام.
الجزء الأول
بسم الله الرحمن الرحيم
‏{‏إنا فتحنا لك فتحا مبينا‏}‏
‏[‏الفتح‏:‏ 1‏]‏‏.‏
إقبال الجند الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله
وصحبه أجمعين‏.‏
قال الإمام الواقدي رحمه الله تعالى
آمين‏:‏ حدثني أبو بكر بن الحسن بن سفيان
بن نوفل بن محمد بن إبراهيم التيمي ومحمد
بن عبد الله الأنصاري وأبو سعيد مولى هشام
ومالك بن أبي الحسن وإسماعيل مولى الزبير
ومازن بن عوف من بني النجار كل حدث عن فتوح
الشام بما كان قالوا جميعًا‏:‏ إنه لما
توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم
واستخلف بعده أبو بكر الصديق رضي الله عنه
قتل في خلافته مسيلمة الكذاب الذي ادعى
النبوة وقاتل بني حنيفة وأهل الردة
وأطاعته العرب فعزم أن يبعث جيشه إلى
الشام وصرف وجهه لقتال الروم فجمع أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد
وقام فيهم خطيبًا فحمد الله عز وجل
وقال‏:‏ يا أيها الناس رحمكم الله تعالى
اعلموا أن الله فضلكم بالإسلام وجعلكم من
أمة محمد عليه الصلاة والسلام وزادكم
إيمانًا ويقينًا ونصركم نصرًا مبينًا
وقال فيكم اليوم كملت لكم الجهاد والصدام
فليبادر إلى طاعة الملك العلام ثم كتب‏:‏
‏{‏انفروا خفافا وثقالًا وجاهدوا
بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله‏}‏‏.‏
‏[‏التوبة‏:‏ 41‏]‏ الآية ثم بعث الكتب
إليهم وأقام ينتظر جوابهم وقدومهم وكان
الذي بعثه بالكتب إلى اليمن أنس بن مالك
خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏
فما مرت الأيام حتى قدم أنس رضي الله عنه
يبشره بقدوم أهل اليمن وقال‏:‏ يا خليفة
رسول الله وحقك على الله ما قرأت كتابك على
أحد إلا وبادر إلى طاعة الله ورسوله وأجاب
دعوتك وقد تجهزوا في العدد والعديد والزرد
النضيد وقد أقبلت إليك يا خليفة رسول الله
مبشرًا بقدوم الرجال وأي رجال وقد أجابوك
شعثًا غبرًا وهم أبطال اليمن وشجعانها وقد
ساروا إليك بالفراري والأموال والنساء
والأطفال وكأنك بهم وقد أشرفوا عليك
ووصلوا إليك فتأهب إلى لقائهم‏.‏
قال‏:‏ فسر أبو بكر رضي الله عنه بقوله
سرورًا عظيمًا وأقام يومه ذلك حتى إذا كان
من الغد أقبلوا إلى الصديق رضي الله عنه
وقد لاحت غبرة القوم لأهل المدينة‏.‏
قال‏:‏ فأخبروه فركب المسلمون من أهل
المدينة وغيرهم وأظهروا زينتهم وعلاهم
ونشروا الأعلام الإسلامية ورفعوا الألوية
المحمدية فما كان إلا قليل حتى أشرفت
الكتائب والمواكب يتلو بعضها بعضًا قوم في
أثر قوم وقبيلة في أثر قبيلة فكان أول
قبيلة ظهرت من قبائل اليمن حمير وهم
بالدروع الداودية والبيض العادية والسيوف
الهندية وأمامهم ذو الكلاع الحميري رضي
الله عنه‏.‏
فلما قرب من الصديق رضي الله عنه أحب أن
يعرفه بمكانه وقومه وأشار بالسلام وجعل
ينشد ويقول‏:‏ أتتك حمير بالأهلين والولد
أهل السوابق والعالون بالرتب أسد غطارفة
شوس عمالقة يردوا الكماة غدًا في الحرب
بالقضب الحرب عادتنا والضرب همتنا وذو
الكلاع دعا في الأهل والنسب دمشق لي دون كل
الناس أجمعهم وساكنيها سأهويهم إلى العطب
قال‏:‏ فتبسم أبو بكر الصديق رضي الله عنه
من قوله ثم قال لعلي بن أبي طالب رضي الله
عنه‏:‏ يا أبا الحسن أما سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏(‏إذا أقبلت
حمير ومعها نساؤها تحمل أولادها فأبشر
بنصر الله على أهل الشرك أجمعين‏)‏‏.‏
فقال الإمام علي‏:‏ صدقت وأنا سمعته من
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أنس رضي
الله عنه‏:‏ وسارت حمير بكتائبها
وأموالها وأقبلت من بعدها كتائب مذحج أهل
الخيل العتاق والرماح الدقاق وأمامهم
سيدهم قيس بن هبيرة المرادي رضي الله عنه
فلما وصل إلى الصديق رضي الله جعل يقول‏:‏
صلوا على طه الرسول‏:‏ أتتك كتائب منا
سراعًا ذوو التيجان أعني من مراد قال‏:‏
فجزاه أبو بكر رضي الله عنه وتقدم بكتائبه
ومواليه وتقدمت من بعده قبائل طيئ يقدمها
حارث بن مسعد الطائي رضي الله عنه فلما وصل
هم أن يزجل فأقسم عليه أبو بكر رضي الله عنه
بالله تعالى أن لا تفعل فدنا منه فصافحه
وسلم عليه وأقبلت الأزد في جموع كثيرة
يقدمها جندب بن عمرو الدوسي رضي الله عنه
ثم جاءت من بعدهم بنو عبس يقدمهم الأمير
ميسرة بن مسروق العبسي رضي الله عنه
وأقبلت من بعدهم بنو كنانة يقدمهم غيشم بن
أسلم الكناني وتتابعت قبائل اليمن يتلو

/ 344