بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
حدود الله التي أمركم بها في الإنجيل لا جرم أنكم ما قصدكم ملك من ملوك الوشاة ونازعكم على الشام إلا وقهرتموه ولقد قصدكم كسرى بجنود فارس فانكسروا على أعقابهم والآن قد بدلتم وغيرتم فظلمتم وجرتم وقد بعث إليكم ربكم قومًا لم يكن في الأمم أضعف منهم عندنا وقد رمتهم شدة الجوع إلينا وأتى بهم إلى بلادنا وبعثهم صاحب نبيهم ليأخذوا ملكنا من أيدينا ويخرجونا من بلادنا ثم إنه حدثهم بالذي سمعه من طرسيسه. فقالوا: أيها الملك نردهم عن مرادهم ونصل إلى مدينتهم ونخرب كعبتهم قال: فلما سمع مقالتهم وتبين اغتياظهم جرد منهم ثمانية آلاف من أشجع فرسانهم وأمر عليهم خمسة من بطارقتهم وهم البطاليق وأخوه جرجيس وصاحب شرطته ولوقا بن سمعان وصليب بن حنا صاحب غزة وكانت هذه الخمس البطارقة يضرب بهم المثل في الشجاعة والبراعة ثم تدرعوا وأظهروا زينتهم وصلت عليهم الأمة صلاة النصر. فقالوا: اللهم انصر من كان منا على الحق وبخروهم ببخور الكنائس ثم رشوا عليهم من ماء العمودية وودعوا الملك وساروا وأمامهم العرب المتنصرة يدلونهم على الطريق. قال: حدثني رفاعة عن ياسر بن الحصين. قال: بلغني أن أول من وصل إلى تبوك كان يزيد بن سفيان وربيعة بن عامر ومن معهما من المسلمين قبل وصول الروم بثلاثة أيام فلما كان في اليوم الرابع والمسلمون قد هموا بالرحيل إلى الشام إذ أقبل جيش الروم فلما رآه المسلمون أخذوا على أنفسهم وكمن ربيعة بأصحابه الألف وأقبل يزيد بأصحابه الألف ووعظهم وذكر الله تعالى. وقال لهم: اعلموا أن الله وعدكم النصر وأيدكم بالملائكة وقال الله تعالى في كتابه العزيز: {كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين} [البقرة: 249]. وقد قال صلى الله عليه وسلم: (الجنة تحت ظلال السيوف). وأنتم أول جند دخل الشام وتوجه لقتال بني الأصفر فكأنكم بجنود الشام وإياكم أن تطمعوا العدو فيكم وانصروا الله ينصركم فبينما يزيد يعظ الناس وإذا بطلائع الروم قد أقبلت وجيوشها قد ظهرت فلما رأوا قلة العرب طمعوا فيهم وظنوا أنه ليس وراءهم أحد فبربر بعضهم على بعض بالرومية وقالوا دونكم من يريد أخذ بلادكم واستنصروا بالصليب فإنه ينصركم ثم حملوا وتلقاهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بهمم عالية وقلوب غير دانية ودار القتال بينهم وتكاثرت الروم عليهم وظنوا أنهم في قبضتهم إذ خرج عليهم ربيعة بن عامر رضي الله عنه بالكمين وقد أعلنوا بالتهليل والتكبير والصلاة على البشير النذير وحملوا على الروم حملة صادقة فلما عاينت الروم من خرج عليهم أنكسروا وألقى الله الرعب في قلوبهم فتقهقروا إلى ورائهم ونظر ربيعة بن عامر إلى البطاليق وهو يحرض قومه على القتال فعلم أنه طاغية الروم فحمل عليه وطعنه طعنة صادقة فوقعت في خاصرته وطلعت من الناحية الأخرى فلما نظرت الروم إلى ذلك ولوا الأدبار وركنوا إلى الفرار ونزل النصر على طائفة محمد المختار. حدثنا سعد بن أوس عن السرية التي أنفذها أبو بكر الصديق رضي الله عنه مع يزيد بن أبي سفيان وربيعة بن عامر قال: قد اجتمعا بعساكر الروم في أرض تبوك مع البطاليق وهزمهم الله تعالى على أيدينا وكان جملة من قتل منهم ألفًا ومائتين ومن قتل من المسلمين مائة وعشرين رجلًا. قال: وإن القوم لما انهزموا قال لهم جرجيس وهو أخو المقتول: يا ويلكم بأي وجه ترجعون إلى الملك وقد عملوا فينا عملًا ذريعًا وملئوا الأرض من قتلانا ولا أرجع حتى أخذ بثأر أخي أو ألحق به. قال: واجتمع القوم وسمعوا منه ذلك ورجع بعضهم إلى بعض وعادوا إلى القتال فلما استقروا في خيامهم بعثوا رجلًا من العرب المتنصرة اسمه القداح وقالوا له: امض إلى بني عمك وقل لهم يبعثوا إلينا رجلًا من كبارهم وعقلائهم حتى ننظر ما يريدون منا. قال: فركب القداح جواده وأقبل نحو جيش المسلمين فلما رأوه مقبلًا إليهم استقبله رجال من الأوس وقالوا له: ماذا تريد. قال لهم: إن البطارقة يريدون رجالًا من عقلائكم ليخاطبوهم فيما يريد الله من صلاح شأن الجمعين. قال فأخبروا يزيد بن ربيعة بما قال المتنصر. فقال ربيعة بن عامر: أنا أسير إلى القوم. . فقال يزيد: يا ربيعة أنا أخاف عليك من القوم لأنك قد قتلت كبيرهم بالأمس. فقال ربيعة {قل لن يصيبنا إلا ما كتب