بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
والأمر والتدبير، فليلحق ببصرى وحفير، وهي أرض الشام فكان الذين سكنوها غسان قال الكاهن: ومن كان منكم يريد الثياب الرقاق والخيول العتاق، والكنوز والأرزاق، فليلحق بالعراق، وكان الذين لحقوا بالعراق منهم مالك بن فهم الأزْدِي وولده، ومَنْ كان بالحيرة من غسان، على حسب ما قدمنا آنفاً فيما سلف من هذا الكتاب. وقال هشام بن الكلبي: وأما أبي فكان يقول: إنما نزل بالحيرة من غسان مع تبع بعد هذا بزمان. ثم خرج عمرو بن عامر مزيقياء وولده، من مأرب، وخرج من كان بمأرب من الأزد يريدون أرضا تجمعهم يقيمون بها، ففارقهم وادعة بن عمرو بن عامر مُزَيقياء فسكنوا همدان، وتخلف مالك بن اليمان بن فهم بن عدي بن عمرو بن مازن بن الأزد، وكان بعدهم بمأرب ملكاً إلى أن كان من أمرهم ما كان في الهلاك، ثم ساروا حتى إذا كانوا بنَجْرَان تخلف أبو حارثة بن عمرو بن عامر مُزَيْقياء ودعبل بن كعب بن أبي حارثة فانتسبوا في مذحج، قال أبو المنزر: ويقال: إن أبا حارثة هو جد الحارث بن كعب بن أبي حذيفة الذي بنجران، واللّه أعلم. ثم سار عمرو بن عامر حتى إذا كان بين السراة ومكة أقام هنالك أناس من بني نصر من الأزد، وأقام معهم عمران بن عامر الكاهن أخو عمرو بن عامر مُزَيقياء، وعدي بن حارثة بن عمرو مزيقياء، وسار عمرو بن عامر وبنو مازن حتى نزلوا بين بلاد الأشعريين وعكٍّ على ماء يُقال له غسان بين واديين، يقال لهما زبيد ورمع، وهما مما يلي صدورهما بين صعيد يُقال له: صعيد الحسك، وبين الجبال التي تدفع به في زبيد ورمع، فأقاموا على غسان، وشربوا منه، فسموا غسان، وغلب على أسمائهم، فلا يعرفون إلا به، قال شاعرهم: إما سألت فإنا معشرنجب الأزْدُ نسبتنا والماء غسان والذين سموا غسان من بني مازن الأوسُ والخزرج، ابنا حارثة بن ثعلبة بن عمرو مُزَيقياء، وجَفْنة بن عمرو مُزَيْقياء، والحارث وعوف وكعب ومالك بنو عمرو مزيقيا، والوم وعدي ابنا حارثة بن ثعلبة بن امرىء القيس بن مازن بن الأزد. صفحة : 245 وللقوم أخبار في تفرقهم، ومن دخل منهم في معد بن عدنان وما كان بينهم من الحروب إلى أن ظفرت بهم بنو معد، فأخرجتهم إلى أن لحقوا بالسراة- والسراة جبل الأزد الذي هم به يقال له السراة، ويقال له: الحجاز، وإنما سمي السراة من هذا الجبل ظهره، فيقال لظهره السراة كما يقال لظهر الدابة السراة، فأقاموا به وكانوا في سهله وجبله وما قاربه، وهو جبل على تخوم الشام، وفرز بينه وبين الحجاز مما يلي أعمال دمشق والأردن وبلاد فلسطين ويلاقي جبل موسى. عبادة أهل مارب وصنعهم مع رسلهم وقد كان أهل مأرب يعبدون الشمس، فبعث الله إليهم رُسُلاً يدعونهم إلى الله، ويزجرونهم عما هم عليه، ويذكرونهم آلاء اللّه ونعمته عليهم، فجحدوا قولهم،وردوا كل أمه م، وأنكَرُوا أن يكون لله عليهم نعمة، وقالوا لهم: إن كنتم رُسُلأ فادعوا الله أن يسلبنا ما أنعم علينا، ويذهب عنا ما أعطانا، وفي ذلك تقول امرأة منهم كافرة: إن كان ما نُصْبِحُ في ظلاله من ربكم فلينطلق بمالـه إليه عنا وإلى عـيالـه، فأجابتها امرأة مؤمنة، فقالت: لولا الإلهُ لم يكن عيالنـا ولم يَسَعْ عيالنا أموالنـا هوالذي يجيبنا سؤالَـنَـا ويكشف الغم إذا ما هالَنَا فدعت عليهم الرسل فأرسل الله عليهم سيل العرم، فهدم سدهم وغشي الماء أرضهم، فأهلك شجرهم وأباد خَضْراءهم، وأزال أموالهم وانع أمه م، فأتوا رسلهم فقالوا: أدْعُوا اللّه أن يخلف علينا نعمتنا، ويُخْصِب بلادنا، ويرد علينا ما شرد من أنعامنا، ونعطيكم مَوْثقا أن لا نشرك بالله شيئاً، فسألت الرسل ربها، فأجابهم إلى ذلك، وأعْطاهم ما سألوا، فأخصبت بلادهم، واتسعت عمائرهم إلى أرض فلسطين والشام: قُرًى ومنازل وأسواقاً، فأتتهم رسلهم، فقالوا: موعدكم أن تؤمنوا باللّه، فأبوا إلا طغياناً وكفرأ، فمزقهم اللّه كل ممزق، وباعد بين أسفارهم. قال المسعودي: وإذ قد ذكرنا جملأ من أخبار السد وبلاد مأرب، وعمرو بن عامر، وغير ذلك مما تقدم ذكره في هذا الباب، فلنرجع الآن إلى أخبار الكهان. أول كهانة سطيح الغساني وكان أول ما تكهن به سطَيح الغساني أنه كان نائماً في ليلة صُهَاكية مظلمة مع إخوله في لحاف، والحي خُلُوف، إذ زعق من بينهم ورنَّ وتأوه، وقال: والضياء والشفق، والظلام والغسق، ليطرقنكم ما طرق، قالوا: ما طرق يا سطيح. قال: ما طرق إلا الأجْلَحُ، حين سرى الليل البهيم الأفلح، وولاهم بسردح، قالوا: وما علامة ذلك يا سطيح. قال: