فــن الإصغاء نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فــن الإصغاء - نسخه متنی

إریک فروم؛ المترجم: محمود منقذ الهاشمی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

إريك فروم
ترجمة: محمود منقذ الهاشمي
فــن الإصــغاء
دراســة
العنوان الأصلي للكتاب:
ERICH FROMM
The Art Of Listening
Foreword by
RAINER FUNK
CONSTABLE. LONDON
2000
[IMAGE: 0x01 graphic]
إريــك فـروم
(1900ـ 1980)
مقدمة الترجمة العربية
الدوغمائية والنسبوية تستبعدان الحوار
يتفطّن الناقد الروسي ميخائيل باختين في
كتابه عن دوستويفسكي لمسألة في الحوار على
درجة كبيرة من الأهمية هي استبعاد
النسبوية relativism والدوغمائية لكل حوار
حقيقي، حيث تجعله النسبوية غير مفيد
وتجعله الدوغمائية مستحيلاً.^(^^)
وتستوقفنا هذه الفكرة على وجه الخصوص
بالنظر إلى اهتمامنا الشديد بالحوار
بحثاً وترجمة، ولأنها لا تقتصر على إدراك
خطر الدوغمائية على الحوار، كما جرت
العادة، بل تتفطّن للخطر الآخر الذي لا
يقل سوءاً وهو النسبوية. ويمكن القول إن
النسبوية هي النفي المطلق لكل شمول، أو
كما يعبر تودوروف، فعندها أن "كل شيء نسبي
إذن... إلا مذهب النسبية، فهو شمولي!"^(^^)
ولكن الشمولية كامنة في القوانين العامة،
وفي القواسم المشتركة، وفي وجود الواقع
الموضوعي. وعلى حين تعتقد العقلانية
بإمكانية الاقتراب من الحقيقة، وإمكانية
جعل الرؤية أوضح وأشمل وأدقّ بالتدريج، لا
تعتقد النسبوية بوجود أية حقيقة. وقد اتّخذ
أحد النسبويين، وهو الروائي والسياسي
الفرنسي موريس باريس Maurice Barrés (1862ـ 1923) من
تبرئة دريفوس سنة 1906 في دعواه الشهيرة
دعماً لفكرة النسبوية، حيث قال: "كان
دريفوس خائناً إبان اثنتي عشرة سنة من
خلال حقيقة قضائية (...) ومنذ أربع وعشرين
ساعة، من خلال حقيقة قضائية جديدة، هو
بريء. إنه درس عظيم أيها السادة، ولا أقول
درساً في الريبية، وإنما في النسبوية، درس
يدعونا إلى تهدئة أهوائنا."^(^^) إنه يجعل
مسألة براءة دريفوس أو إدانته مسألة نسبية
تماماً، ولا مجال لمعرفة الحقيقة مهما
درسنا مواد الإثبات أو النفي، لأن الحقيقة
غير موجودة أصلاً.
فالنسبوية هي تطرف في النسبية بنفي
الشمول كلياً، كما يمكن لنفي النسبية أو
تجاهلها أن يُدعى الشمولوية. وكلاهما
تطرف؛ فالشمولوية تؤدي حتماً إلى
الدوغمائية، والنسبوية إلى السلبية
والانتهازية وتقهقر الفكر وانعدام
الحوار. ولا يكون النظر السليم إلا في
إدراك العام والخاص، والشامل والنسبي.
والركيزة الأساسية للحوار هي الأسس
المشتركة، وكما قال تودوروف، فإن "الشامل
هو أفق التفاهم."^(^^) والشمولية هي التي
يتوقف عليها نجاح العلم، وعليها تنبني
الأفكار التي تتجاوز إطار المصالح
الضيقة، وتتأسس المنظومات الفكرية
والمعرفية التي تجعل محورها إنسانية
الإنسان. ويصف فرانسوا جوست الأدب المقارن
بقولـه: "إنه علم بيئة على المذهب
الإنساني، ونظرة شمولية تضمينية إلى
العالم."^(^^)
على أن باختين نفسه قد وقع في النسبوية في
الكتاب نفسه الذي حذّر فيه من النسبوية
والدوغمائية. وقد زعم أن الرواية الحوارية
تقوم على بعدين هما: إما أن تؤخذ الأفكار
لمضمونها، وعندها تكون صحيحة أو مغلوطاً
فيها؛ وإما أن تؤخذ على أنها إشارات إلى
نفسية الشخصيات. وتوهّم باختين أنه اكتشف
حالة ثالثة في الفن الحواري، بعيدة عن
الصواب والخطأ، وعن الخير والشر، وهي أن
كل فكرة هي فكرة شخص، تتحدد بالنسبة إلى
الصوت الذي يحملها، وبالنسبة إلى الأفق
الذي تهدف إليه. وهكذا نجد تعددية وجهات
النظر: فهناك وجهات نظر الشخصيات، ووجهة
نظر المؤلف التي تستوعبها؛ ولا تعترف
بالأفضليات أو الطبقية. وهذه هي النسبوية
بعينها، النسبوية التي أدرك هو نفسه أنها
تستبعد الحوار، فكيف تكون البعد الثالث
للحوار!
ولم ينجُ باختين من الدوغمائية كذلك،
ولعل أبرز مثال على دوغمائيته هو اعتقاده
أن أسطورة آدم التوراتية هي الوحيدة التي
لا تدخل في علاقة تناصيّة مع أي نص سابق.
يقول: "آدم فقط هو الوحيد الذي كان يستطيع
أن يتجنّب تماماً إعادة التوجيه
المتبادلة فيما يخص خطاب الآخر الذي يقع
في الطريق إلى موضوعه. لأن آدم كان يقارب
عالماً يتّسم بالعذرية، ولم يكن قد تُكلّم
فيه، وانتُهك بوساطة خطاب الآخر."^(^^)
فقد صار معروفاً أن أسطورة الفردوس
السومرية "ديلمون" تكمن في أساس القصة

/ 82