بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
الكلمات قواعد كلية استخلصها من تتبع الاستعمال القرآني للكلمة، ويمكن أن نمثل لذلك بما يلي:كل موضع ذكر فيه لفظ " تبارك " فهو تنبيه على اختصاصه تعالى بالخيرات(). كل موضع أثبت الله السمع للمؤمنين ، أو نفى عن الكافرين ، أو حث على تحريه ، فالقصد به إلى تصور المعنى والتفكر فيه(). كل موضع مدح الله تعالى بفعل الصلاة أو حث عليه، ذُكِر بلفظ الإقامة(). وقد يتنازع الراغب في بعض ما أورده في هذه القواعد ، وذلك كما في المثال السابق من أن مدح فعل الصلاة لم يرد إلا بلفظ الإقامة ، وذلك أن قوله تعالى " إن الإنسان خلق هلوعاً إذا مسه الشر جزوعاً وإذا مسه الخير منوعاً إلا المصلين .." هو مدح للمصلين ولم يرد بلفظ الإقامة وإن كان قوله بعد ذلك :" الذين هم على صلاتـهم دائمون" يشير إلى الإقامة الفعلية ومع ذلك فهو لم يرد بلفظ الإقامة " كما قصد الراغب. قواعد أكثرية :وفي بعض الأحيان ينص الراغب على بعض القواعد بأنـها الأكثر في الاستعمال لينفي عنها صفة الكلية، وذلك كما في الأمثلة التالية:أكثر ما يستعمل " السعي" في الأحوال المحمودة. أكثر ما جاء الإمداد في المحبوب والمد في المكروه . أكثر ما تستعمل الشفاعة في القرآن في انضمام من هو أعلى مرتبة إلى من هو أدنى. أكثر ما ورد " الخوض " في القرآن فيما يُذَمُّ الشروع فيه. ردود وانتقادات :كثيراً ما ينقل الراغب أقوال السلف . وهو يحاول - غالباً الجمع بينها باعتبارات متعددة ، باحثاً لها عن تعليل مقبول ولكنه أحياناً أخرى يقف من بعض الأقوال موقف الناقد البصير المبين لضعفها وتهافتها ، كما يرجح في بعض الأحيان قولاً على قول ، كل ذلك بالدليل والبرهان ، وفيما يلي بعض الأمثلة على ذلك :في مادة " جبر " يقول الراغب "… فأما في وصفه تعالى نحو " العزيز الجبار المتكبر " فقد قيل سمي بذلك من قولهم " جبرت الفقير" لأنه هو الذي يجبرالناس بفائض نعمه ، وقيل :لأنه يُجبر الناس، أي:يقهرهم على ما يريده، ودفع بعض أهل اللغة ذلك - يريد ابن قتيبة - من حيث اللفظ - فقال لا يقال:من " أفعلْت" فَعَّال ، فجبّار لا يبنى من " أجبرت" فأجيب عنه بأن ذلك من لفظ " الجبر" المروي في قوله :" لا جبْرَ ولاتفويض" لا من لفظ الإجبار. وأنكر جماعة من المعتزلة ذلك من حيث المعنى فقالوا:يتعالى الله عن ذلك وليس ذلك بمنكر فإن الله تعالى قد أجبر الناس على أشياء لا انفكاك لهم منها حسبما تقتضيه الحكمة الإلهية ، لا على ما تتوهمه الغواة والجهلة وذلك كإكراههم على المرض والموت والبعث ، وسخر كلاً منهم لصناعة يتعاطاها ، وطريقة من الأخلاق والأعمال يتحراها..". في مادة " ختم " أورد قوله "ختم الله على قلوبهم " وأمثالها من الآيات ثم قال :قال الجبائي :يجعل الله ختماً على قلوب الكفار ، ليكون دلالة للملائكة على كفرهم فلا يَدْعون لهم، وليس ذلك بشيء ، فإن هذه الكتابة إن كانت محسوسة فمن حقها أن يدركها أصحاب التشريح، وإن كانت معقولة غير محسوسة ، فالملائكة باطلاعهم على اعتقاداتـهم مستغنية عن الاستدلال.." وهكذا يناقش القول على الاحتمالين ليبين ضعفه وعدم صحته. مكملات مفردات الراغب :تعتبر كتب الراغب الأصفهاني منظومة متكاملة، وبخاصة ذات الصلة بالقرآن، ومن هذه الكتب التي وصلتنا " تفصيل النشأتين وتحقيق السعادتين " ورسالة في الاعتقاد " وقد طبعت باسم " الاعتقادات " وكتاب " الذريعة إلى مكارم الشريعة" وجزء من تفسيره المخطوط يبدأ بفصول في أصول التفسير وينتهي بتفسير سورة المائدة ويمكن أن يجد القارئ في بعض هذه الكتب ما لم يجده في كتاب " المفردات " وبذلك تكون هذه الكتب مكملة لكتاب " المفردات " ويمكن أن نمثل لذلك بموضوع " تحقيق الألفاظ المترادفة علىالمعنى الواحد وما بينها من الفروق الغامضة " والذي لم يوله العناية الكافية في كتابه " المفردات" لأنه كان ينوي أن يؤلف فيه كتاباً مستقلاً كما جاء في مقدمة " المفردات " حيث قال:" وأتبع هذا الكتاب - إن شاء الله تعالى ونسأ في الأجل - بكتاب ينبئ عن تحقيق الألفاظ المترادفة على المعنى الواحد وما بينها من الفروق الغامضة، فبذلك يعرف اختصاص كل خبر بلفظ من الألفاظ المترادفة دون غيره من أخواته، نحو ذكر " القلب" مرة ، والفؤاد مرة" والصدر مرة ونحو ذكره تعالى