بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
مملكة إيســن بين [IMAGE: 0x08 graphic] الإرث السومري والسيادة الآمورية د. عباس علي الحسيني مملكة إيســن بين الإرث السومري والسيادة الآمورية دراسة المقدمة حظيت الحضارة العراقية القديمة باهتمام الباحثين في الآثار والتاريخ القديم، من عرب وأجانب، فشملت دراساتهم جوانبها المختلفة من لغوية وتاريخية وفنية، وجاءت بنتائج غاية في الدقة، وتبين من خلال هذه الدراسات أن هذه الحضارة تتصف بالخلق والإبداع، وإنها كانت مؤثرة بشكل واضح في الحضارات المجاورة. على الرغم من العدد الكبير من الدراسات الأثرية والحضارية التي تناولت مختلف جوانب حضارة العراق القديم، إلا أن جانباً مهماً ظل بعيداً ـ إلى حد ما ـ عن الدراسة الشاملة، ونقصد بهذا الجانب دراسة المراكز الحضارية "المدن" دراسةً مفصلة تشمل التطورات التي مرت بها ودورها في بناء هذه الحضارة العظيمة. أما البحوث والكتب التي تناولت مدناً مهمة مثل بابل وأشور ونينوى وغيرها فإنها ظلت تدور في فلك الكتابات الأثرية البحتة (الأركيولوجية)، ولم تتجه إلى عرض الدور الحضاري لتلك المدن بشكل شامل ولأكثر من عصر واحد. من هنا جاءت أهمية موضوع هذه الدراسة التي تناولت مدينة أيسن وتاريخها السياسي، مراعيةً التسلسل الزمني للأحداث التي لها علاقة بهذه المدينة، معرفةً بها كمسرح لتلك الأحداث، متتبعةً ملوكها منذ قيام السلالة الأولى وحتى نهاية السلالة الثانية، مستعرضةً العلاقات التي مرت بها مدينة إيسن مع غيرها من المدن. تكتسب مدينة إيسن أهمية استثنائية كونها تمثل أشهر عاصمة للأموريين في العراق القديم بعد انتهاء الحكم السومري المتمثل بسلالة أور الثالثة، على الرغم من بروز مدن مثل لارسا واشنونا واستقلالهما المبكر عن الحكم المركزي في أور، إلا أن مدينة إيسن غطت بظلالها على المدينتين الآنفتي الذكر ولمدة طويلة. فضلاً عن ذلك كانت لمدينة إيسن أهمية كبرى لأنها تمثل مركز لمهنة الطب البابلي. وهناك أهمية خاصة لهذه المدينة، فيما يتعلق بدراستنا، ذلك أن تاريخها يجسد قطعة حية مهمة جداً من التاريخ المحلي القديم لمحافظة القادسية، حيث تقوم جامعة القادسية، وللمنطقة بشكل عام. يستشف المرء من دراسة التاريخ السياسي لمدينة إيسن أنها لم تكن قوة سياسية رئيسة في الألف الثالث قبل الميلاد بل أنها كانت مركزاً دينياً مهماً، وبهذا فإنها تكون تحت سلطة الكهنة. تتضمن هذه الدراسة أربعة فصول، مسبوقة بمقدمة وملحقة بخاتمة وملحقات منها قائمة بأسماء المعابد الواردة في البحث وخرائط وصور لها علاقة بالموضوع وقوائم بالمختصرات والمصادر. يتناول الفصل الأول وهو بعنوان "مدينة إيسن (ايشان بحريات)"، اسم المدينة والصيغة التي كتب فيها في كل عصر من العصور وموقع المدينة، وكيف أثر هذا الموقع على تاريخها السياسي، ثم يتطرق إلى الآلهة المعبودة في مدينة إيسن، ويتناول أهمية مدينة إيسن والأدوار التاريخية التي مرت بها، وكذلك تاريخ المسوحات والتنقيبات الأثرية التي تمت في موقع المدينة. أما الفصل الثاني فيحمل عنوان "ملوك سلالة إيسن الأولى" وفيه نتتبع تاريخ ملوك هذه السلالة البالغ عددهم ستة عشر ملكاً وأهم إنجازاتهم الحضارية، ويسير الفصل الثالث على المنهج نفسه وهو بعنوان "ملوك سلالة إيسن الثانية" ويبلغ عددهم أحد عشر ملكاً، ويتضمن الفصل أيضاً عرضاً للنصوص الكتابية العائدة لكل واحد منهم. يتناول الفصل الرابع مواضيع خاصة بقيام سلالة إيسن الأولى وعلاقاتها مع أهم المدن المعاصرة، ويدرس أيضاً تاريخ المدينة في المدة الواقعة فيما بين سقوط سلالة أيسن الأولى وبين قيام سلالتها الثانية. ويتناول بعد ذلك قيام سلالة إيسن الثانية وعلاقاتها مع الدولة الآشورية وبلاد عيلام، وكان بعنوان "المركز السياسي لمدينة إيسن 2017 ـ 1026(ق.م)". واجهت الدارس صعوبات كان من أهمها أن المعلومات التي تخص هذا العصر متناثرة في أعداد كبيرة جداً من الكتب والمقالات على شكل إشارات قليلة لا تشكل موضوعاً رئيساً. في حين نجد غزارة في المصادر التي درست العصر السابق لموضوع الدراسة أي عصر سلالة أور الثالثة، والعصر اللاحق لها أي عصر سلالة بابل الأولى. لقد تطلبت هذه الصعوبة منا بذل جهد إضافي وتدقيق عدد كبير من المصادر لكي نستكمل معلوماتنا عن عصر