كتاب الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين
في مناقب أمهات المؤمنين [ جزء 1 - صفحة 1 ]( ابن عساكر )في مناقب أمهات المؤمنين [ جزء 1 - صفحة 31 ]بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله مسهل ما صعب من الأمور الكائنات
فاتح فاتحه الفتوح الميسرات المبشر فتحها
بتطهير الأرض المقدسة من دنس الكفر
والضلالات بطاهر سريرة مالكها ونصر مالك
الأرض والسموات المتقدس عن الحدث
والنقصان والآفات المستحق لكمال النعوت
والصفات المسبح بصنوف اللغات المحمود على
جميع الأفعال والحالات أحمده على ترادف
نعمة السابغات وترافد مننه السائغات حمدا
دائما على ممر الأوقات والساعات
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
شهادة منزهة عن الشك والشبهات وأشهد أن
محمدا عبده ورسوله ( 2 ب ) صلى الله عليه
وسلم استخرجه من أشرف الأباء والأمهات
وابتعثه بالمعجزات البالغات والآيات
والحجج الواضحات وختم به النبوة والرسلات
وخصه بأفضل النساء والزوجات وشرفه
بتحريمهن على المؤمنين بعد الوفاة فأضاء
بنور رسالته حنادس الظلم والظلمات وانجلى
بشمس مقالته سحاب الكفر والغوايات وأعز
دينه بأصحابه وأهله الذين هم لأمته
كالنجوم السائرات
فصلى الله عليه وعليهم أفضل الصلوات وعلىأزواجه الطيبات الطاهرات المنزهات عن قول
أهل الإفك المبرآت وسلم كثيرا إلى يوم
الدين ونشر العظام الباليات
في مناقب أمهات المؤمنين [ جزء 1 - صفحة 32 ]
أما بعد فإني لما رأيت جماعة من الأئمة
الأجلاء والسادة العلماء رحمهم الله
صنفوا كثيرا ( 3 أ ) من الأربعينات في فنون
حسان ومعان مختلفات طمعا في الثواب
الموعود على ذلك كما شهدت به الأحاديث
وورد في الروايات
وذلك فيما أخبرنا به عمي الإمام الحافظأبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله رحمة
الله عليه أناأبو بكر محمد بن عبد الباقي
بن محمد الأنصاري ببغداد وأبو محمد طاهر
بن سهيل بن بشر بن الإسفرايني بدمشق قالا
نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب
البغدادي أخبرنى محمد بن جعفر بن غيلان
الشروطي نا سعد بن محمد بن إسحاق الصيرفي
نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة نا محمد بن
حفص الحرامي كوفي نا دحيم الصيداوي نا أبو
بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن عبدالله قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( من حفظ على أمتي أربعين حديثا ينفعهم
الله بها قيل له ادخل من أي أبواب الجنة
شئت ) ( 3 ب ) دحيم هو عبد الرحمن من بني
الصيدا حي من بني أسد لا من صيدا التي على
الساحل كوفي ومحمد الحرامي منسوب إلى أبيه
من بني حرام وزر هو ابن حبيش
وقد روي معنى هذا الحديث من وجوه عن
عبدالله بن عباس وعن أمير المؤمنين علي
وعن أبي الدرداء وعن عبدالله بن عمر ومعاذ
بن جبل وأبي هريرة وغيرهم رضي الله عنهم
في مناقب أمهات المؤمنين [ جزء 1 - صفحة 33 ]
وفي بعض الروايات
( من حفظ على أمتي حديثا واحدا يقيم به سنةويرد به بدعة فله الجنة )
وهذه الروايات كلها فيها ما يدل على عظم
ثواب نشر السنة وقمع البدعه
وقد أخبرنا بذلك عمي الإمام الحافظ رحمه
الله أنا أبو القاسم زاهر بن طاهر
بنيسابور أنا الأستاذ أبو القاسم القشيري
أنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ نا أبو علي
الحسين بن محمد الصفاني بمرو أنا أبو رجاء
محمد بن حمدوية ( 4 أ ) نا العلاء بن مسلمة نا
إسماعيل بن يحيى التميمي عن سفيان الثوري
عن ليث عن طاوس عن ابن عباس قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم
( من أدى إلى أمتي حديثا واحدا يقيم به سنة
ويرد به بدعة فله الجنة )
وهذا نص قاطع في حصول الثواب بمطلق الأداء
دون الحفظ ويحتمل أن يراد بالحفظ ههنا ضبط
تلك الأحاديث وتقييدها في الكتب
والمواظبة على نقلها وإبلاغها حتى لا
تندرس على ممر الأزمان لقوله صلى الله
عليه وسلم
( قيدوا العلم بالكتاب )
وهذه الأحاديث وإن كان أئمة الصنعة
تكلموا في أسانيدها ولكن فضل الله أعظم من
ذلك وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
في مناقب أمهات المؤمنين [ جزء 1 - صفحة 34 ]
( من بلغه عن الله تعالى شيء فيه فضيلة
فأخذ به إيمانا واحتسابا ورجاء ثوابه آتاه
الله ذلك وإن لم يكن كذلك والله أعلم )4 - ب ) فأحببت أن أكون من جملتهم وأدخل في
زمرتهم ابتغاء للثواب الجزيل والأجر
الجميل ولما فتح مولانا الملك الناصر صلاح
الدنيا والدين سلطان الإسلام والمسلمين
محي دولة أمير المؤمنين مدينة حلب حرسها
الله ولزمتني المهاجرة إلى بابه الشريف
شاكرا لإنعامه السابق العميم ومهنئا بهذا
الفتح العظيم رأيت أن أقدم الى خدمته هدية
يعم نفعها ويبقى أجرها ولما لم أسمع أن