بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
العظيم. وقد يسأل المتلقي: وما قيمة ما تزعم وتيار الحداثة لا يعرف لعرباته وقفة؟... أقول إن مواجهة المثقف العربي للحداثة غير ما يواجهه من تخلف عن ركب الحضارة وامتلك فيها إرثاً ليس من السهولة بمكان أن يتجاوزه من ساق عقله مع الحداثة وقد أهمل ذاك الإرث الذي ظهر في الدراسة الأدبية عند العرب و ترك مكتبة شغلت مخطوطاتها سعة في العقل الغربي. وبالتالي فإننا إن قلنا بهذا الإرث الفكري فلا ينبغي أن نقف عنده بل نطلّ على تراث الآخر المعاصر بلغة واضحة حتى يتمكن القارئ من فهم دلالاتها وسياقاتها المعرفية من أجل خلق ثقافة "حداثوية" لأن الغموض في الطرح والإبهام في السياق يدفع بنا إلى العزوف ومن ثم البحث عن البديل تساوقاً مع سنة التقدم التي ترفض المراوحة في المكان نفسه. واختيارنا للحداثة لا بديل له. عبد العزيز إبراهيم العراق /الديوانية في 2/1/2004. المدخل الشعرية وتباين الرؤية (1) تحتل الدراسات الغربية المعاصرة موقعاً متميزاً في أدبنا الحديث وتغطي أطروحاتها مساحة واسعة منه لما تعرض لـه من مقولات لا يغادرها الباحثون العرب بل يجمع أكثرهم على أنها الطريق المثلى في دراسة النصّ وتحليله وفاتهم أن ما يصلح لأدبٍ قد لا ينفع أدباً آخر. أقول ذلك وأنا أقرأ "الشعريّة" وأجد بوناً شاسعاً بين ماكتبه الغربيون أمثال (رومان ياكوبسون) في قضايا الشعرية و(تزفيتان تودوروف) في الشعرية وبين ما يطرحه كمال أبو ديب في الشعرية، وأدونيس في الشعرية العربية وآخرون من ناحية عرض إشكالية الشعرية مفهومها ومقترحات معالجتها. فالكاتب الغربي يرى في الشعرية متغيرات لا يستقر عندها وبالتالي تعترض سبيله ولذا يحاول ما استطاع إيجاد مخرج لهذه الأشكال ويسير على خطاه الكاتب الشرقي حديثاً يترجم مايكتبه في قضية تلتقي في العنوان ولكنها تختلف مضموناً رغم حداثتها المعاصرة وهذه القضية هي "الشعريّة". الكاتب الغربي (رومان ياكوبسون) يقول: الشعرية يمكن تحديدها باعتبارها ذلك الفرع من اللسانيات الذي يعالج الوظيفة الشعرية في علاقاتها مع الوظائف الأخرى للّغة وتهتم الشعرية بالمعنى الواسع للكلمة بالوظيفة الشعرية لا في الشعر حسب حيث تهيمن هذه الوظيفة على الوظائف الأخرى للّغة وإنما تهتم بها أيضاً خارج الشعر حيث تعطي الأولوية لهذه الوظيفة أو تلك على حساب الوظيفة الشعرية.(1) كما يراها أن تكون عليه. ولا يختلف عنه (تزفيتان تودوروف)، الذي يدرج الشعرية ضمن العلوم التي تهتم بالخطابات -أي مجموع ما يُكتب عن الفلسفة والسياسة والدين والمنطوق اليومي، إضافة إلى السينما والمسرح- مؤكداً صلة الأدب من حيث هو خطاب متميّز بالخطابات والممارسات الرمزية الأخرى.(2). فالرجلان ينظران إلى الشعرية من خلال النص داخلاً فيه اللغة والنحو من جهة إضافة إلى تحليل بنية النص ونقده كما صنع (تودوروف) في كتابه. وإن لم يعرف الاستقرار وهذا ما سجله مُترجما كتابه فذكر أن البنيوية في فرنسا بالذات علاوة على ألمانيا مثلاً آخذة في التراجع والذي يبعث على الحذر أن تودوروف نفسه قد أعاد النظر في حركة النقد الجديد والموروث الشكلي ناقداً ومشككاً ومُقوِّماً وذلك في سيرته النقدية: نقد النقد واضعاً ما أسماه بـ(النقد الجوازي) بديلاً... أمّا الرؤية الشرقية عامة والعربية خاصة فإنها تخالف الاتجاه والمنحى. فهي لم تزل عند مدار واحد لا تغادره، تركته الشعرية الغربية أو تجاوزته منذ زمن بعيد حدودها النص كما قدمنا في حين بقيت رؤية العربي إلى الشعرية حلماً للخلاص وفي هذا يقول كمال أبو ديب مانصه "الشعرية هي نزوع الإنسان الدائب إلى خلق بُعْد الممكن، الحلم الأسمى في عالمه وفي ذاته"، وهي "قدرة عميقة نادرة على استبطان الإنسان والعالم والطبيعة وآلهتها، المجتمع وصراعاته، الحضارة وسموها وعظمتها، الطبقات المسلوبة المستغلة وملحمة صراعها ضد طبقات لم تزل عبر التاريخ تمسح وجودها بالقسر والقهر والقمع وكل مافي اللغة من قافات وقيافات والإنسان في وقفته ضد الاضطهاد الديني وسلطة المرجع الأعلى إلهاً أو صنماً وإماماً أو قسيساً وسلطة الدولة"، ويعلل لماذا سلطة الدولة فيقول: لأنها "أكثر أنماط السلطة التي اخترعها الإنسان قمعاً لإنسانيته وسحقاً لنبل بشريته".(3). ونظرته إليها عموماً، ويرتدي أدونيس (علي أحمد سعيد) ثوب المؤرخ معلقاً على ذلك، فيقول: كانت السلطة تسمي جميع الذين لا يفكرون وفقاً لثقافة الخلافة بـ(أهل الأحداث) نافية عنهم بذلك انتماءهم الإسلامي وفي هذا ما يوضح كيف أن عبارتي