شعریة الحداثة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شعریة الحداثة - نسخه متنی

عبد العزیز ابراهیم

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

(الأحداث) و(المحدث) اللتين وصف بهما الشعر
الذي خرج على الأصول القديمة تجيئان من
المعجم الديني وفيه ما يوضح كيف أن الحديث
الشعري بدا للمؤسسة السائدة كمثل الخروج
السياسي أو الفكري خروجاً على ثقافة
الخلافة ونفياً للقديم النموذجي". ثم
ينتهي إلى حكم يراه ثابتاً. فيقول: "ومن هنا
نفهم كيف أنَّ الشعري في الحياة العربية
امتزج دائماً بالسياسي-الديني، ولا يزال
يمتزج به حتى الآن."(4). وهذا حكم مطلق!...
ولم يكن هذا الرأي يؤيده "رشيد يحياوي"،
وهو يتحدث عن تطور الأنواع الأدبية التي
يسميها أنماطاً فيقول: "الشعر كان أشهر
أنماط الأدب العربي على أنه لم يكن مبنياً
على الارتباط بنظام الحكم رغم محاولات
ترويضه على ذلك الارتباط وعايش الشعر
نمطاً آخر هو الخطابة وقد كانت الخطابة
ذات صلة مباشرة بالدولة وأجهزتها ولكن هذه
الصلة لم تدم طويلاً فمجيء الدولة
العباسية والأنظمة المتعاقبة فيها نقَّص
من الحاجة إلى الكلام (خطابة/شعر) لضبط
الناس"(5). لاستغناء الحاكم عنها بوسائل
أخرى وهو يريد أن يقول إن غلبة العنصر
الأجنبي على مقدرات الخلافة العباسية
أفقد الخطابة أو الشعر قدرتهما المؤثرة
على الجماهير وبالتالي فإن الحاكم لا يجد
فيهما وسيلة إعلام تخدم أغراضه لكونه لا
يفقه العربية!...
ويحاول يحياوي أن يرسم صورة لمفهوم
الشعرية عند العرب الذي يخالف التصور
الأوروبي لـه فيقول: مجموعة المبادئ التي
أسست عند العرب تصورهم للنمط الشعري في
علاقاته الداخلية والخارجية.. ولا تحصر
الشعرية في ذلك العلم الذي تحدد بدقة غير
متناهية عند الشعريين الأوروبيين منذ
أثارته عند ياكوبسون (أدبية الأدب وشعرية
الشعر)، وبتحديد دقيق أنواعه وتصنيفاته".
إن الرؤية الغربية هي المسيطرة على
أدونيس وكمال أبو ديب بالرغم من أن الأول
يحاول أن يكون أكثر قرباً لفهم الشعرية
العربية. فيرى أن "كتابة الشعر هي قراءة
للعالم وأشيائه. وهذه القراءة هي في بعض
مستوياتها، قراءة لأشياء مشحونة بالكلام
ولكلام مشحون بالأشياء. وسرُّ الشعرية هو
أن تظل دائماً كلاماً ضد الكلام، لكي تقدر
أن تسمي العالم وأشياءه أسماء جديدة -أي
تراها في ضوء جديد". وهذا الرأي ناتج عن
تصورات سوريالية ويتضح ذلك في رؤيته للّغة
فيقول: "اللغة هنا لا تبتكر الشيء وحده،
وإنما تبتكر ذاتها فيما تبتكره. والشعر هو
حيث الكلمة تتجاوز نفسها مُفْلتة من حدود
حروفها، وحيث الشيء يأخذ صورة جديدة ومعنى
آخر".(6). وهذا تجاوز للدلالة. أمّا ما ندعيه
من قرب لفهم الشعرية العربية فسببه يعود
إلى وقفته عند المجاز الذي قال عنه: "إن
المجاز يُخرج الكلمات من حدودها
الحقيقية، فإن العلاقات التي يقيمها
بينها وبين الواقع، إنما هي علاقات
احتمالية -يتعدد بها المعنى مما يولد
اختلافاً في الفهم، يؤدي إلى اختلاف في
الرأي وفي التقويم ومن هنا لا يتيح المجاز
إعطاء جواب نهائي، لأنه في ذاته مجال
لصراع التناقضات الدلالية"، وهو سمة واضحة
في لغة النص العربي ثم ينتهي إلى حكم يقول:
"هكذا يظل المجاز عامل توليد للأسئلة، وهو
من هنا عامل قلق وإقلاق بالنسبة إلى
المعرفة التي تريد أن تكون يقينية".(7).
ويبقى ذلك احتمال. ويُضيف وقفة أخرى تخالف
بها الشعرية العربية مثيلتها الغربية.
وهذه الوقفة هي محاولته الوصول إلى جذر
للحداثة الشعرية عند العرب. فيقول (8) "إن
جذور الحداثة الشعرية العربية بخاصة
والحداثة الكتابية بعامة، كامنة في النصّ
القرآني، من حيث أن الشعرية الشفوية
الجاهلية تمثل القدم الشعري وأن الدراسات
القرآنية وضعت أسساً نقدية جديدة لدراسة
النص، بل ابتكرت علماً للجمال جديداً
ممهدة بذلك لنشوء شعرية عربية جديدة).
ومثلت تلك في الوقت نفسه حداثة عصرها حفظه
لنا التراث.
وعندما نقف عند كمال أبو ديب فإنه يرى أن
الشعرية "حركة استقطابية، بمعنى أنها
فاعلية تنتزع من سديم التجربة واللغة مادة
لا متجانسة تفعل فيها عن طريق تنظيمها
وترتيبها وتنسيقها حول أقطاب، وتدقيقاً
حول قطبين يفصلهما بدورهما، ما أسميته
مسافة التوتر. هكذا تكون الشعرية التجسيد
الأسمى لخلق الثنائيات الضدية وتنسيق
العالم حولها تجربة ولغة ودلالة وصوتاً
وإيقاعاً". وهو هنا يلح على مسألة خلق
التوتر أو الفجوة كما يسميها ويحمّل اللغة
الشعرية وظيفة صنع هذه الفجوة فيقول: إن
وظيفة اللغة الشعرية هي خلق الفجوة: مسافة
التوتر بين اللغة وبين الإبداع الفردي،
بين اللغة وبين الكلام وإعادة وضع اللغة
في سياق جديد كلية".(9).
وهو بذلك لا يخرج عما يقوله موكاروفسكي
"إن اللغة الشعرية دائماً تعيد إحياء موقف
الإنسان من اللغة وعلاقة اللغة بالواقع
وتجلو بطرق جديدة التأليف الداخلي

/ 116