شعریة الحداثة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شعریة الحداثة - نسخه متنی

عبد العزیز ابراهیم

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

التفتوا إلى ذلك ابن الأثير (ت/637هـ)، في
مثله السائر (13)، فقال: "اعلم أنه لا يخلو
تشبيه الشيئين أحدهما بالآخر من أربعة
أقسام: (1) إما تشبيه معنى بمعنى، (2)، وإما
تشبيه صورة بصورة، (3) وإما تشبيه معنى
بصورة.(4) وإما تشبيه صورة بمعنى. ويستشهد
بآي من القرآن الكريم على القسم الثاني في
قوله تعالى: وعندهم قاصرات الطرف عِينٌ،
كأنهنَّ بيض مكنون، الصافات /48-49. وعلى
القسم الثالث في قوله تعالى:والذين كفروا
أعمالهم كسراب بقيعة. النور/39.
وقد وَضّحَ حازم القرطاجني (ت/684هـ)، في
المنهاج ذلك فقال(14): وإذا خيّل لك الشيء
بالأقاويل المحاكية لـه فالمقصود محاكاة
ماهو عليه من حس أو قبح بأقاويل تخيل
لواحقه وأغراضه: فإذا حوكي الشيء بصفاته
أو ماهو مثال لصفاته تصوّر بما يرجع إليه...
واستدلّ عليه بما هو خارج عنه. ومحصول
الأقاويل الشعرية تصوير الأشياء الحاصلة
في الوجود وتمثيلها في الأذهان على ماهي
عليه".
وهذا ما دفع بـ(كارل بروكلمان) ت/1956م إلى
القول (15): وكان الشاعر العربي يصنع مجده،
ويجذب الأنظار إليه بالملاحظة الصائبة أو
التشبيه القوي". ويكون مجال ذلك الخيال أو
التصوير في البيت الشعري أو القصيدة
عموماً. وكان هدفه من كل ذلك هو التأثير
على مستمعيه وإن أغرب في تشبيهاته بأن
ينتقي الصور التي لا تتبادر إلى الأذهان
-وصنيعه هذا قمة الخيال والغور في الأشياء
وبذلك تكون انطلاقته في بعض الأحيان من
التشبيهات الحسيّة إلى اللا حسيّة أما إذا
أريد بالنظرة النافذة، الرؤية الفلسفية
الخاصة بالشاعر، فإن شعراء الغرب أنفسهم
يتفاوتون بتلك الرؤية على مدى عصورهم
الأدبية.
وما أقف عنده أن الشعرية كمدخل لدراسة
الأدب عموماً والشعر على وجه الخصوص تختلف
مفهوماً عمّا يطرحه الأوروبي رؤية ومنهجاً
عنه عندما يعرض لها الباحث العربي لتباين
الأصول المكونة لشعرية أدبه ولكن ذلك لا
ينبغي أن يفسر على أنه غلق الباب أمام رياح
التأثر والتأثير، أو منح لزادٍ جديدٍ نغذي
به أدبنا بل العكس من هذا لأن متغيرات
الحضارة تدخل سواء رغبنا أم لم نرغب ولكن
أن نقلد الآخرين في رؤيتهم أو نسلك الطريق
ذاتها فذاك لا يكون تطوراً وإنما تبعية لا
تخلق أدباً.
***
هوامش الدراسة ومصادرها:
(1)-رومان ياكوبسون/قضايا الشعرية/35 ترجمة
محمد الولي-مبارك حنون. دار توبقال-المغرب
1988.
(2)-تزفيتان تودوروف/الشعرية/6 ترجمة: شكري
المبخوت-رجاء سلامة.دار توبقال-المغرب 1987.
(3)-كمال أبو ديب/في الشعرية/143 مؤسسة
الأبحاث العربية-بيروت 1987م.
(4)-أدونيس/الشعرية العربية/80 دار العودة
بيروت 1985م.
(5)-رشيد يحياوي/الشعرية العربية/129،
مطبوعات أفريقيا الشرق. الدار
البيضاء.المغرب.
(6)-أدونيس/الشعرية القريبة/78.
(7)-المصدر نفسه/75.
(8)-نفسه/50.
(9)-كمال أبو ديب/في الشعرية/74.
(10)-المصدر نفسه/127.
(11)-جرجي زيدان/تأريخ آداب اللغة العربية،
مج1- ج2/587. دار مكتبة الحياة-بيروت.
(12)-ينظر أساليب الشعرية المعاصرة/د.صلاح
فضل. دار الآداب.بيروت 1995، ص 38.
(13)-ابن الأثير/المثل السائر/2/136 تحق:د.أحمد
الحوفي. منشورات دار الرفاعي بالرياض 1983.
(14)-حازم القرطاجني/منهاج
البلغاء/120.تحق:ابن الخوجة. دار الكتب
الشرقية، تونس 1966م.
(15)- بروكلمان /تأريخ الأدب العربي 1/57.
ترجمة: د.عبد الحليم النجار، دار المعارف،
القاهرة 1977م.
***
(2)
في هذه الحداثة لا يقف التباين في الرؤية
بين شرقية وأخرى غربيّة بل يتعداه إلى
تباين في هذه الرؤية في الآداب الغربية
ذاتها، حيث نجد أمامنا نظريتين إحداهما
مثالية الفلسفة، والأخرى مادية. وهذا يعني
أنْ لا تكون هناك نظرية دون مسألة مختلف
حولها. وهو ما يخلق أشكالاً في الدراسة عند
تناول قضية يطلق عليها "الأدب" حيث وقف
الغربي منها موقفاً متشدداً. لمن يحاول أن
يسأله تعريفاً بالرغم من وضوح الرؤية
للأدب عند الأوروبيين فيقول: (دبليو.دبليو.
روبسون)، في كتابه: (تعريف الأدب)(1): "مَنْ
طلب تعريفاً للأدب ربما ابتغى أموراً
مختلفة. ربما ابتغى صيغة مقتضبة لما سبق
لـه معرفته، كالتي توجد في القاموس. أو
ابتغي لمحة خاطفة ذكية، تتمحص جانباً
مألوفاً لتجربتنا بطريقة غير معهودة أو
ربما كان فيلسوفاً، يلتمس الظروف
الضرورية والمؤاتية لاستخدام هذه الكلمة

/ 116