شعریة الحداثة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شعریة الحداثة - نسخه متنی

عبد العزیز ابراهیم

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

(الأدب)، أو مؤرخ فكر يهتم بتقصي التحويرات
عن معناها منذ العصور اليونانية
-الرومانية.". وحاول ابن خلدون (1332-1406م)، أن
يُعرِّف به ناظراً إليه عِلماً فيقول (2):
"هذا العلم لا موضوع لـه يُنظر في إِثبات
عوارضه أو نفيها وإنما المقصود منه عند
أهل اللسان ثمرته وهي الإجادة في فني
المنظوم والمنثور على أساليب العرب
ومناحيهم فيجمعون لذلك من كلام العرب ما
عساه تحصل به الكلمة من شعر عالي الطبقة
وسجع متساوٍ في الإجادة ومسائل من اللغة
والنحو مبثوثة أثناء ذلك متفرقة يستقري
منها الناظر في الغالب معظم قوانين
العربية.".
وهذا التعريف لا يتفق معه الأب أنستاس
ماري الكرملي (1866-1947م). الذي يرى أن لفظة
الأدب ليست من كلام العرب بل هي من الدخيل
فيه يرجعها إلى اليونانية فيقول(3): "ليس
لمادة أدب نسب في اللغات السامية، ومن ثم
ليست عربية الأصل. وسبق اليونان سائر
الأمم إلى وضع ما يختص بالأدب وقوانينه
والأديب وصفاته لإمعانهم في الحضارة
والعلوم العقلية واللسانية.". وهو هنا يأخذ
أصل اللفظة أو دلالاتها الأولى، أما ما
يحدث لها من تطور دلالي بعد ذلك فلا يعنيه
وهو يبني معجمه اللغوي ولم تكن اللفظة في
العربية في تطور دلالتها بعيدة عما حدث
لها في اللغات الأوروبية حيث جمعت العلوم
الاجتماعية والتربية في دائرتها، ولم
يتمّ فصل تلك العلوم إلا في زمن متأخر وهذا
ما دعا الكاتب (روبنسون) إلى القول: "فقد
ذاعت فكرة واجهتها عند النقاد الناطقين
بالفرنسية والإنكليزية على حدٍ سواء،
تقول إن الأدب بهذا المعنى التبجيلي مفهوم
حديث نسبياً، اخترعته البرجوازية في أواخر
القرن التاسع عشر.).(4). وبالطبع يرفض هذه
الفكرة مثلما يشك بصحة الدراسات اللسانية
فيقول: (5). "وقد بذل اللغويون جهداً كبيراً
في محاولة تعريف الاستعمال الأدبي للغة.
-تكفي الإشارة إلى رومان جاكبسون فقط- ولو
كان الوصول إلى هذا التعريف ممكناً لما
كانت هناك مشكلة، ولعُرِّف العمل الأدبي
على أنه نصّ مكتوب بلغة أدبية". فإذا رجعنا
إلى الأصل اليوناني -كما يرى العلامة
الكرملي- نجده (éduepés) وهو: "كلمة مركبة من
حرفين من (édus) أي طيب وعذب ولذيذ، ومن (epos)
أي كلام ومنطق وخطاب. فيكون محصل المعنى
الحديث الطيب"(6). أو الخطاب العذب.
هذا الاختلاف أو عدم الاتفاق الحادث قد لا
يجد مكاناً لـه في الأًصول اليونانية وما
حدث كان بعد تلك الحضارة التي ابتكرت
سبلاً لتحديد المقصود من الأدب صدر عن
رؤية فلسفية عبرت عن حياتها الاجتماعية
والثقافية كان لها الأثر الكبير في تمرير
وجهة نظرها حول نشأة الأدب وظهور الأنواع
فيه دون أن تغادر ماطرحه الإغريق في هذه
القضية ولكن ذلك لا يعني الوقوف عند
المطروح بل طوّرت الدراسات الأدبية هذه
الأنواع بما أضافته العصور اللاحقة بعد
الإغريق، وإن لم تتفق في المعيار الذي
تعبر فيه عن المنطلق النظري للأدب.
إن صدور كتاب (نظرية الأدب) من قبل (اوستن
وارين) و(رينيه ويليك) في (1948م)، وكتاب
بالعنوان نفسه(نظرية الأدب) من قبل مجموعة
من الباحثين السوفييت بعد ذلك قد وضّح لنا
أن هناك معيارين ينطلق منهما أصحاب كل
كتاب ليعبروا عن رؤيتهم الفلسفية في
النشأة والنوع.
1-1
ينفي مؤلفا كتاب "نظرية الأدب" وارين
-ويليك. أن تكون اللغة في الأدب ذات بعد
دلالي لا تخرج عنه. فهي لغة ناقلة ومؤثرة
في الوقت نفسه فيقولان:"إن اللغة الأدبية
بعيدة كل البعد عن أن تكون دلالية فقط. إذ
أن لها جانبها التعبيري، فهي تنقل لهجة
المتحدث أو الكاتب وموقفه. كما أنها لا
تقتصر فقط على تقرير ما يقال أو التعبير
عنه، وإنما تريد أيضاً أن تؤثر في موقف
القارئ، أن تقنعه، وأن تُغيّرهُ في
النهاية"(7). ثم يفرقان بين هذه اللغة
الأدبية واللغة العلمية فيقولان: "وثمة
تمييز أكثر أهمية بين لغتي الأدب والعلم:
ففي الأولى تشديد على الإشارة نفسها، على
الرمز الصوتي للكلمة، وقد وضعت جميع أنواع
الصنعة لتلفت النظر إليه، كالوزن والسجع
ونماذج الصوت.". وبالمقابل فإن اللغة
الأدبية لا تلتقي اللغة اليومية وإن كانت
وسيلة اتصال بين المتحدثين بها لأن: "ليس
في اللغة اليومية وعي بالإشارات ذاتها إلا
نادراً، ومع ذلك فإن مثل هذا الوعي يظهر
فعلاً في الرمز الصوتي للأسماء أو الأعمال
أو التوريات".(8). وإن التقت هذه اللغة
اليومية، اللغة الأدبية في مسألة
التأثير، ذلك(أن اللغة اليومية تريد أن
تصل إلى نتيجة وأن تؤثر في الأعمال
والمواقف.". وإن لم يكن ذلك يمثل هدفاً فقد
تكون: "ثرثرة البالغين الاجتماعية التي لا
معنى لها". مثالاً ولا يمكن أن نعتبرها
اتصالاً. ولنا في قوله تعالى: لا يسمعون
فيها لغواً إلا سلاما مريم/62. شاهد على أن

/ 116