شعریة الحداثة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شعریة الحداثة - نسخه متنی

عبد العزیز ابراهیم

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

(اللغو: فضول الكلام وما لا طائل تحته)(9).
إن البحث في الأدب على وفق السؤال: ما
الأدب؟.. يضعنا أمام أربعة آراء تدفعنا إلى
استنتاجات تكون ناتجة عن هذه الآراء "ففريق
يعتبر الأدب بصورة رئيسة نتاج الفرد
الخالق، ومن ثم يستنتج أن الأدب يجب أن
يبحث بشكل رئيس من خلال سيرة الكاتب
ونفسيته. وفريق آخر يبحث عن العوامل
الرئيسة المحددة للإبداع الفني في
المؤسسات المعيشية للإنسان في الشروط
الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. وفريق
ثالث قريب منه يبحث بشكل واسع عن الشرح
السببي للأدب في الابتكارات الجماعية
للعقل البشري، نحو تأريخ الأفكار
واللاهوت وبقية الفنون. وأخيراً هناك فريق
من الدارسين يسعون إلى شرح التأريخ الأدبي
بمصطلحات روح العصر.".(10).
هذه الآراء تقع في دائرة الدراسة
الخارجية التي (قد تسعى إلى تفسير الأدب في
ضوء سياقه الاجتماعي، فإنها تغدو في معظم
الحالات شرحاً تعليلياً). قد يبعده عن
أصوله أو طبيعته ولهذا فإن المؤلفين
ينبهان على أن "طبيعة الأدب تبرز كأوضح
ماتكون حين يرد إلى نواحيه الأصلية فمن
الجلي أن مركز الفن الأدبي يقع في الأنواع
الأدبية التقليدية من شعر غنائي وملاحم
ودراما. والمرجع فيها كلها عالم الحكاية
والمخيلة."(11)، فيكون المعيار الذي ينطلق
منه صاحبا نظرية الأدب في الغرب هو الخيال
أو التخيل ويوضحان ذلك بقولهما: "إذا
أقررنا أن "التخييل" أو "الاختراع" أو
"التخييل" هو السمة المميزة للأدب فإننا
نفكر على هذا الأساس في الأدب ضمن حدود
هومر، دانتي، شكسبير، بلزاك، كيتس، وليس
في حدود شيشرون أو مونتين أو أمرسون.".
ويقصدان بذلك الأنواع الأدبية التي سبق
ذكرها "الملحمة والشعر الغنائي والدراما".
وتضاف إلى هذه الأنواع الرواية وقد خرّجا
منها الخطابة والمقالة الاجتماعية
والتربوية والفلسفية. ولكن هذا الترسيم
لحدود الأنواع قد يواجه بأنواع تدخل فيها
الأسطورة التي تشكل في أصلها حكاية خيالية
وهذا ما يُوقع المصنفين في زاوية ضيقة
حاولا التخلص منها بالاعتراف فقالا: "توجد
حالات بين بين؛ فمؤلفات مثل "جمهورية
أفلاطون" يصعب التنكر لها، على الأقل في
سردها للأساطير العظمى، وفي ما تحتويه من
مقاطع قوامها "التخييل" و"الاختراع" وإن
كانت في الوقت ذاته عملاً فلسفياً."(12).
وإذا تجاوزنا هذا الإشكال فإن ما يؤخذ
عليهما هو عدم التفريق بين التخيل والخيال
حيث نبّه على ذلك روبنسون فقال: (13): "أود
الاعتراض على ويلك ووارين لإقرانهما
التخيل بالخيال.. ,قد استعملا الخيال
بمعناه الاعتيادي الشائع كما في قولنا:"لا
شيء هناك، إنه مجرد خيال منك". وعذره في ذلك
"أن الخيال كلمة تنطوي على غموض وقوة في
الإيحاء لذا لا يصلح ذكرها في تعريف وصفي".
ويستشهد برأي الفيلسوف الإيطالي (توما
الإكويني/1225-1274م). الذي ميّزها من الخيال
والتي وزعها الناقد على (آ،ب،ج،د).
فقال (14): "النوع (أ) هو المعنى العادي
والشائع للخيال، الذي لا يهمنا ولنترك إلى
كولريج وأتباعه النوع (د)، وهو الخيال
الخلاق والمقدس. النوعان (ب) و(ج) هما
الأسهل تمييزاً والأكثر صلة بالموضوع.". ثم
يعلل لماذا كان النوعان (ب-ج)، لهما صلة
بالخيال الأدبي، فيقول:"يصور النوع (ب)
شيئاً لم تره قط، إنما يُدرك فقط كوجود
محتمل. والنوع (ج) هو الخيال الذي يرى ويسمع
على حد سواء.وبوضوح فإن النوع (ب) فقط من بين
هذه الأنواع، هو الذي يشمل فكرة الرواية،
ولو أنه يمكن أن يكون الخاصية التي يتميز
بها المخترع المبدع في كل مجال".
وإذا ترك الناقد روبنسون النوع (د) للشاعر
الإنكليزي كولريج ووصفه بالخلاق أو
المقدس، فإن (صموئيل تيلر كولريج/1772-1834م).
قد (ابتكر نظرية فلسفية للأدب تختلف عن
النظرية الشائعة في القرن الثامن عشر،إذ
يعتبر الخيال من أهم عناصر الأدب، بل
الحياة نفسها. وهو يميز فوق ذلك بين الخيال
أو التصور، والمفهوم الرومانسي للكلمة
التي تعني عمق الإدراك والإحساس واعتبر
كولريج أن الخيال هو "العقل" في أرقى مراحل
الصهر والتوحيد.)(15).
ويوضح الشريف الجرجاني (1340-1413م). في
تعريفاته (16) المراد بـ"الخيال" فيقول: "هو
قوة تحفظ ما يدركه الحسّ المشترك من صور
المحسوسات بعد غيبوبة المادة بحيث
يشاهدها الحسّ المشترك كلّما التفت
إليها، فهو خزانة للحسّ المشترك ومحله
مؤخرة البطن الأول من الدماغ". وتعريفه يقف
عند المصطلح ولا يغادره إلى مشتقات
المادة، ولكن في المعاجم الحديثة نتوصل
إلى أن التخيّل يطابق معنى الخيال فيقول
دوزي في معجمه.(17): "تخيّل: خيال خلاق، مخيلة
مبدعة"، وهذا ما يرفضه روبنسون بقوله (18):
"التخيل والخيال والمقابلة بينهما تقلقني
لكونها تشير ضمناً إلى عدم وجود فرق كبير
بين هذين المصطلحين.". في كتاب نظرية الأدب

/ 116