من بلاغه القرآن فی التعبیر بالغدو والاصال و العشی و الابکار نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

من بلاغه القرآن فی التعبیر بالغدو والاصال و العشی و الابکار - نسخه متنی

محمد محمد عبدالعلیم دسوقی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

أي بالغدوات^، فعبر بالفعل عن الوقت - إذ
الأصل فيه: يغدون بالتسبيح أول النهار أي
بعيد طلوع الفجر- كما يقال: أتيتك طلوع
الشمس أي وقت طلوع الشمس، ويقال: غدا الرجل
يغدو فهو غادٍ، وفي الحديث: (لغدوة أوروحة
في سبيل الله..)، والغدوة: المرة من
الغُدُوِّ وهو سير أول النهار، نقيض
الرواح^".
ويكشف - رحمه الله - في كتابه لسان العرب عن
معنى البكرة مفصحاً عن مرادفتها لصاحبتها
فيقول: إنها تعني "الغداة .. والبكور
والتبكير: الخروج في ذلك الوقت، والإبكار:
الدخول فيه، قال سيبويه: لا يستعمل إلا
ظرفاً، والإبكار كالإصباح هذا قول أهل
اللغة، وعندي - والكلام لا يزال لابن
منظور- أنه مصدر أبكر،^ وبكَرَ على الشيئ
وإليه يبكر بكوراً، وبكّر تبكيراً وابتكر
وأبكر وباكره: أتاه بكرة .. وكلُّ من بادر
إلى شيئ فقد أبكر عليه، وبكّر أي وقت كان،
يقال: بكِّروا بصلاة المغرب أي صلوها عند
سقوط القرص، وقوله تعالى: (بالعشي
والإبكار) جعل الإبكار وهو فعل، يدل على
الوقت وهو البُكرة - يريد أنه كسابقه،
الأصل فيه: يبكرون بالتسبيح أول النهار أي
بُعيد طلوع الفجر- والباكور من كلّ شيئ
المعجل المجيئ والإدراك وبَكْرُ كل شيئ
أوله"^ ومنه قوله تعالى: (ولقد صبّحهم بكرة
عذاب مستقر...القمر /38) يعني أول النهار
وباكره^.
فالمادة على هذا تدور حول معنى الإسراع
والمبادرة والمعاجلة في أول الوقت وهي إن
نُوّنت صارت ظرفاً أو مصدراً، وأريد بها
وقت الغدوة، وفي معنى ذلك يقول الراغب:
"أصل الكلمة هي البُكرة التي هي أول النهار
فاشتق من لفظه لفظ الفعل فقيل: بَكَرَ فلان
بكوراً إذا خرج بُكرة، وتُصُوِّر منها
معنى التعجيل لتقدمها على سائر أوقات
النهار"^.
وإن كان من فرق بين كلمة (بكرة) التي اتضح
من خلال كلام أهل اللغة أن وقتها هو ما بين
صلاة الصبح وطلوع الشمس .. وما راد فها مما
وقع في مقابل العشي لكن بلفظ (الإشراق) هو
أن الإشراق يكون عند من التزم جعل أول
النهار من طلوع الشمس، إذ هو بهذا حقيقة
فيه، ولذا قالوا في تفسير قول الله تعالى
في حق داود عليه السلام : (إنا سخرنا الجبال
معه يسبحن بالعشي والإشراق .. ص/18) يعنى حين
تشرق الشمس أي تضيئ ويصفو شعاعها، "يقال
شرقت الشمس شروقاً: طلعت، وأشرقت: أضاءت"^،
"وأشرق القوم: دخلوا في وقت الشروق"^،
"وأشرق الرجل: أي دخل في شروق الشمس، وفي
التنزيل: (فأخذتهم الصيحة مشرقين ..
الحجر/73) أي مصبحين، (فأتبعوهم مشرقين ..
الشعراء/60) أي لحقوهم وقت دخولهم في شروق
الشمس وهو طلوعها"^.
مدلولات الغداة والعشي وما في معناهما
بين الحقيقة والمجاز:
والذي ينعم النظر في تتبع مقولات أهل
التأويل من المفسرين والمشغولين
بالدراسات القرآنية في معنى ما جاء في
طرفي النهار، يلحظ أنهم لا يقصرون مدلولي
الغداة والعشي على وقتيهما المعلومين
والمخصصين لهما عند أهل اللغة على جهة
الحقيقة، أعنى من الفجر إلى طلوع الشمس
ومن العصر إلى انتهاء النهار.. بل إنهم
يتوسعون فيهما ليمتدا لديهم وليشملا سائر
ساعات الليل والنهار، وما ذلك إلا حملاًَ
لمعنى الأمر بالتسبيح بالغداة والعشيّ
على معنى المداومة وفقاً لمدلولات النصوص
وسياقات الآيات المُومِئَة إلى ذلك.
ولنتأمل في ذلك مثلاً ما ذكره صاحب الكشاف
تفسيراً لقول الله تعالى عن أهل الجنة:
(ولهم رزقهم فيها بكرة وعشياً .. مريم/62) وقد
تبعه فيه غيره، يقول:- "أراد دوام الرزق
ودروره كما تقول: (أنا عند فلان صباحاً
ومساءً وبكرةً وعشياً)، تريد الديمومة ولا
تقصد الوقتين المعلومين"^، وما ذكره الطاهر
ابن عاشور في تفسيره لقول الله تعالى: (ولا
تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشيّ
يريدون وجهه .. الأنعام/52) حيث يقول:
"الغداة: أول النهار، والعشيّ من الزوال
إلى الصباح، والباء للظرفية .. والمعنى
أنهم يدعون الله اليوم كله، فالغداة
والعشي قصد بهما استيعاب الزمان والأيام
كما يقصد بالمشرق والمغرب استيعاب
الأمكنة، وكما يقال: الحمد لله بكرةً
وأصيلاً"^، وفي معناه يقول الآلوسي
تفسيراً لنفس الآية: "والمراد بهما ها هنا
الدوام كما يقال فعله مساءً وصباحاً إذا
داوم عليه"^، وعلى هذا دأب جلّ المفسرين
وربما كان مستندهم في هذا صحة ما ورد عن
العرب "إني لآتيه بالعشايا والغدايا"^
يقصدون بذلك استدامة المجيئ.
والحق أن الأمر في هذا لا يعدو أن يكون
كناية عن المداومة في فعل المجيئ، وفي
استدامة الدعاء، وفي عدم انقطاع الرزق عن
أهل الجنة، ولا يعني بحال أن يخرج اللفظان
عن حقيقتهما الموضوعة لهما في اصطلاح
التخاطب، إذ ليس من المعقول أن يظل هؤلاء
المتحدث عنهم في آية الأنعام على حال

/ 47