بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
منتهى المطلب (ط.ق) العلامة الحلي ج 1 [IMAGE: 0x01 graphic] [ 1 ] كتاب منتهى المطلب مجلد الاول للعالم الرباني والكامل الصمداني رئيس الفقهاء والمحققين آية الله في العالمين الشيخ العلامة جمال الدين ابى منصور الحسن بن يوسف بن على المطهر الحلى المشتهر بالعلامة متوفى سنة 762 ه ق [IMAGE: 0x01 graphic] [ 2 ] بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله المتفضل فلا يبلغ مدحته الحامدو المنعم فلا يحصى نعمه العادون الكريم فلا يحصر مدى كرمه الحاصرون والكامل في ذاته وصفاته فلا يقدر على إدراكه المجتهدون القديم فلا أزلى سواه الباقي فكل شئ فان عداه القادر فكل موجود منسوب إلى قدرته العالم فكل مخلوق مندرج تحت عنايته نحمده على أفضال أسند إلينا ونشكره على توالي تكرمه به علينا ونسبق يده من نعمه الجسام ونسترفده من عطاياه العظام والصلاة على أشرف النفوس الزكية وأعظم الذوات القدسية خصوصا على سيد البرية محمد المصطفى وعترته المرضية صلاة باقية إلى يوم الدين مستمرة على مر الدهور والسنن وسلم عليهم أجمعين. وبعد فإن الله تعالى لما أوجد الاشياء بعد العدم بمقتضى إرادته وميز بينهما بحسب عنايته جعلها متفاوتة في النقصان والكمال ومتباينة بالبيان والزوال واقتضت الحكمة الالهية والعناية الازلية تشريف الانسان على غيره من الموجودات السفلية وتفضيله على جميع المركبات العنصرية لما أودع فيه من العقل الدراك الفارق بين متشابهات الباقي إدراكه على تعاقب الدهور ثم لما كان مقتضى الحكمة الازلية تتميم هذا التكميل وتحصيل هذا التشريف على أبلغ تحصيل وكان ذلك إنما يتم بمعرفته ويجعل (ويحصل) بالعلم بكمال حقيقته لا جرم أو (و) بالسلوك في هذا الطريق فكلف العلم به على وجه التحقيق ولما كان الانسان مطبوعا على النسيان ومجبولا على النقصان كان من مقتضى الحكمة تكرير التذكير العرفة بالانقياد المشفوع بالاستعداد ليحصل المراد فأمر بالشرائع على مقتصى حكمته وسن السنن بموجب لطفه بخليقته ثم لما كان الوصول إلى معرفة الشرائع على كل واحد متعذرا والوقوف على مقاصد السنن متعسرا لا جرم أوجب النفور على بعض المتكلفين بقوله: (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين) ولما لطف الله تعالى لنا بالبحث على الشريعة المحمدية والملة الاحمدية على حق الطريق معرفة وأوثقها لمعة وهي طريقة الامامية المتمسكين بأقوال الائمة المعصومين من الزلل في القول والعمل (صلوات الله عليهم) أجميعن أحببنا أن نكتب دستورا في هذا الفن يحتوي على مقاصده يشمل على فوائده على وجه الايجاز والاختصار مجتنبين الاطالة والاكثار مع ذكر الخلاف الواقع بين أصحابنا والاشارة إلى مذاهب المخالفين المشهور مع ذكر ما يمكن أن يكون حجة لكل فريق وقد وسمناه بمنتهى المطلب في تحقيق المذهب ونرجو من لطف الله تعالى أن يكون هذا الكتاب بعد التوفيق لاكماله أنفع من غيره أما أولا: فنذكر الخلاف الواقع بين الاصحاب والمخالفين مع ذكر حججهم والرد على الفاسد منها. وأما ثانيا: فباشتماله على المسائل الفقهية الاصلية والفرعية على وجه الا ختصار فكان هذا الكتاب متميزا عن غيره من الكتب وقد رتبنا هذا الكتاب على أربع قواعد قبل الخوض في المقصود بد من تقديم المقدمات. الاولى: في ذكر الغرض من هذا العلم ووجه الحاجة إليه قد بينا في كتب العقلية أن الله تعالى إنما فعل الاشياء المحكمة المتقنة لغرض وغاية لا بمجرد العبث والاتفاق كما قاله بعض من لا يحصل (لا تحصيل) له ولا شك أن أشرف الاجسام السفلية هي نوع الانسان فالغرض لازم في خلقه ولا يمكن أن يكون الغرض منه حصول ضرر له فإن ذلك إنما يقع من المحتاج أو الجاهل تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا فلا بد وأن يكون هو النفع ولا يجوز عوده إليه تعالى لاستغنائه فلا بد وأن يكون عايدا على العبد ثم لما بحثنا عن المنافع الدنيوية وجدناها في الحقيقة غير منافع بل هي رفع الالم فإن كان فيها شئ يستحق أن يطلق عليه إسم النفع فهو يسير جدا ومثل هذا الغرض لا يمكن أن يكون غاية [IMAGE: 0x01 graphic] [ 3 ] في حصول هذا المخلوق الشريف خصوصا مع انقطاعه وينوبه (ويشوبه) بالآلام المتضاعفة فلا بد وأن يكون الغرض شيئا آخر مما يتعلق بالمنافع الاخروية ولما كان ذلك النفع من أعظم المطالب وأنفس المقاصد لم يكن مبذولا لكل أحد بل إنما يحصل بالاستحقاق وذلك لا يكون إلا بالعمل في هذه الدار المسبوق بتحصيل كيفية العمل المشتمل عليه هذا العلم فكان ذلك من أعظم