موقع ولایة الفقیه من نظریة الحکم فی الاسلام نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موقع ولایة الفقیه من نظریة الحکم فی الاسلام - نسخه متنی

السید جعفر مرتضی العاملی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

"ومنها: أنّا لا نجد فرقة من الفرق، ولا
ملّة من الملل، بقوا وعاشوا إلا بقيم
ورئيس لما لا بد لهم منه في أمر الدين، فلم
يجز في حكمة الحكيم:أن يترك الخلق مما يعلم
أنه لا بد لهم منه، ولا قوام لهم إلا به،
فيقاتلون به عدوهم، ويقسمون به فيئهم،
ويقيمون به جمعتهم وجماعتهم، ويمنع
ظالمهم من مظلومهم"[6].
فانهم "عليهم الصلاة والسلام" إنما يخبرون
بهذه الكلمات عن حكم الفطرة، وقضاء
الطبيعة والواقع بالحاجة إلى حاكم،
وليسوا في مقام جعل شرعي هنا، فان حكومة
الفاجر مرفوضة في الإسلام جملة وتفصيلاً،
كما أن كلمات الإمام الرضا عليه السلام،
وكذلك كلمات الإمام على (عليه الصلاة
والسلام) التي يفضل فيها الأسد الحطوم على
الوالي الغشوم تشير إلى ما ذكرناه بشكل
واضح.
وبعد هذا.. فلا مجال للإصغاء لقول من يقول:
إنه لا حاجة إلى حاكم، ولا داعي إلى نظام،
فان ذلك قول لا يستند إلى ما يبرره، لا على
مستوى النظرية، ولا على صعيد الواقع
الخارجي.
هذا كلّه بالنسبة إلى قضاء الإسلام
والفطرة بضرورة وجود حاكم.
في مقدمات البحث:
وبعد ما تقدم، فإننا نقول: إن نظرة
الإسلام لطبيعة الحكم الذي يفترض فيه أن
يهيمن على مسيرة الأمّة نحو الهدف
المنشود، منسجمة تماماً مع الفطرة أيضاً،
بكل ما لهذه الكلمة من معنى، وليست بعيدة
إدراك الإنسان، ولاعن تصوراته وطموحاته،
ولأجل ذلك فان المراجعة إلى الفطرة تصير
أمراً ضرورياً وحتميّاً لمن يريد التعرف
على رأي الإسلام في هذا المجال.
وقبل أن ندخل في بيان ما نرمي إليه، فإننا
نشير إلى أنه لا بد أولاً وقبل كل شيء من أن
نتذكر:
1ـ إنه لا بد أولاً من بذل المحاولة للتعرف
على ذلك الهدف الأسمى، الذي يوجه الإسلام
مسيرة الأمّة إليه، ويهتم في العمل في
سبيل الوصول والحصول عليه.
2ـ إنه لا بد من التعرف على نظرة الإسلام
للكون وللحياة، وأنه هل يعتبر الدنيا هي
كل شيء؟ أم أن للحياة إمتداداً أبدياً،
وخلوداً وبقاءاً مستقبلياً يتجاوز حدود
هذه الحياة، إلى ما هو أوسع منها، وأكمل،
وأتم ؟
3ـ إنه على أساس طبيعة ذلك الهدف، ووفق تلك
النظرة للكون وللحياة تتحدد طبيعة النظام
الذي يفترض فيه أن يهيمن على مسيرة
الأمّة، ويحكم كل حركاتها ومواقفها.
أمّا بالنسبة للأمر الأول: فإننا لا نتردد
في التأكيد على أن الهدف هو إيصال هذا
الإنسان، كفرد، وكأمّة إلى السعادة
التامة والشاملة والحقيقية، بكل ما لهذه
الكلمة من معنى، هذه السعادة التي لا
تنتهي بانتهاء حياته في هذه الدنيا…
وإنما تمتد وتمتد عبر الأزمان والأحقاب
لتكون سعادة دائمة، وخالدة، وأبدية.
وبالنسبة للأمر الثاني: فان الإسلام
يعتبر الدنيا مرحلة إعداد وتهيّؤ للحياة
الحقيقية، حيث ينتقل الإنسان منها إلى
مرحلة أخرى أكبر وأوسع، تتجسد فيها
إنسانية الإنسان، ويعيش وأصالته بحيوية
وواقعية وعمق، وذلك هو ما تؤكده الكثير من
الآيات والنصوص القطعية، وهو من بديهيات
الإسلام الأولية، بحيث لا يحتاج إلى إقامة
البراهين، ولا إلى إيراد الشواهد.
ومن هنا: فان الأمر الثالث يصبح أكثر
وضوحا من وجهة نظر إسلامية، حيث إنه يرى:
أن النظام الذي يفترض فيه أن يهيمن على
حياة الإنسان، وعلى علاقاته كلها، لابد
وأن يتجه بالإنسان نحو ذلك الهدف الأسمى،
وأن يعتمد في صميم تشريعاته ربط الإنسان
بالله سبحانه، ليعيش باستمرار في ظل
الرعاية الإلهية، ويستفيد ما أمكنه من
عطاء التربية الربانية، المتمثلة في
الطاعة الطلقة له سبحانه وتعالى،
والإخلاص في عبادته.
{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ
إِلاَ لِيَعْبُدُونِ}[7].
وبعد هذا.. فان من الطبيعي أن تكون أطروحة
الإسلام لنظام الحكم منسجمة مع نظرته
للكون، وللحياة، للإنسان، وان يقيم
علاقات الإنسان بالدنيا، وبكل ما يحيط به
تقييماً صحيحا، ويعطيها حجمها الطبيعي
الذي ينسجم مع حجم الدور الذي يفترض فيها
أن تؤديه في مسيرة الإنسان في الحياة
الباقية نحو هدفه الأسمى، الذي يشدّه إليه
بواسطة ربطه، وكل مواقفه وأعماله بالله
تعالى، ومحض القربة له سبحانه.
عناصر ضرورية:
وطبيعي أن حكومة كهذه ـ بل كل حكومة ـ
تحتاج من أجل تأمين ذلك إلى العناصر
التالية:
1ـ الإحاطة بكل ما من شأنه أن يكفل تحقيق
ذلك الهدف، أو يساعد على الوصول إليه.
ويدخل في ذلك: العلم لكل ما يحيط بحياة
المجتمع الذي يحكمه ـ صغيراً كان أو

/ 9