بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
أن التبسيط الزائد المتوقع يقتضي التضحية بالمعاني الدقيقة واللطيفة , وإنما تقوم بذلك : اللغة الاصطلاحية المتفق على دقتها و صحتها , وليست هي لغة الجرائد كما يعبرون -3- هذا , وقد يفهم القارئ اللبيب المتأمل ، إن في بيان الأمور المعروضة في هذا الكتاب بعض الفجوات , وهي متعمدة بمعنى وأخر . لعد م أمكان الاستيعاب التام وكونه تطويلاً بلا طائل . فحسب هذا الكتاب , كما في العديد من كتبي السابقة , وتجعل الطريق - بعد ذلك - قابلاً للسير فيه لمن يرغب بذلك . ويبقى الأمر قابلا للتفلسف والزيادة ممن أوتي إلى ذلك سبيلا . وأنني لا أعتقد لنفسي الكمال ولا لعقلي الجلال , بل كله قيد الضعف والنقصان , لولا منة المنان ورحمة الرحمن وفيض الديان . وفي الحكمة : أن الله تعالى ينصر دينه على يد من خلاقَ له من خلقه . - 4- والأسئلة المعروضة في هذا الكتاب إنما هي بالمباشرة والدلالة المُطابقية ,تعتبر ضد القرآن الكريم , وتحتاج إلى ذهن صافِ وبيان كافِ لرفعها ودفعها .ويجب على القارئ الكريم أن يواكب النص , وأن يعطي وقته ونفسه ليصل إلى النتائج الحاسمة , وإلا فخير له الأعراض عن هذا الكتاب بكل تأكيد . هذا , وقد اتخذت في جواب الأسئلة أسلوب الاطروحات , على ما سوف أقول في معناه , الأمر الذي أستوجب في الأعم الأغلب , أنني لم أعطِ الرأي القطعي أو المختار , بل يبقى الأمر قيد التفلسف في الأطروحات .والمفروض أن أيا منها كان صحيح , كان جواباً كافياً عن السؤال . ويبقى اختيار الأطروحة الواقعية منها , موكولاً ظاهراً إلى القارئ اللبيب , وواقعاً إلى المقاصد الواقعية للقرآن الكريم . وعلى أي حال , فلا ضرورة دائماً إلى البت بالأمر , كأنك تلقي محاضرة في أمور قطعية محددة , أو رياضية غير قابلة للنقاش ., مادام أسلوبنا هذا كافياً في الدفاع ضد الشبهة وللجواب على السؤال . بل أن هذا الأسلوب له عدة مزايا , منها : أولاً :بقاء الباب مفتوحاً لزيادة في لتفلسف والتفكير , كما سبق . فبدلا من ذكر ثلاثة أطروحات مثلا , يمكن - بعد ذلك - طرح خمس أو عشرة , مما لم يتيسر فورياً الالتفاف اليها أو الاعتماد عليها . ثانياُ :الالماع إلي أن الأسئلة المعروضة ضد القرآن الكريم , ليس لها جواب واحد , بل يمكن أن يتحصل عليها عدة أجوبه , ومن جوانب متعدة , الأمر لا يقتضي القناعة بمضمون القرآن وصحته , بل القناعة أيضاً بسقوط السؤال وذلته , وأن السائل من التدني والإهمال , بحيث لم يفهم شيئاً من هذه الأجوبة والاطروحات ولم يلتفت اليها . فيكون مجرد عرض للسؤال مصادقاً لقول الشاعر : إذا كنت لا تدري فتلك مُصيبة أو كنت تدري فالمصيبة أعظمُ . وهذه نتيجة صحيحة ولطيفة , ضد كل المتعصبين ضد الدين من كفار وملحدين وفساق ومعاندين . ثالثاً :أننا - بهذه الطريقة - لا نكون ممن فسر القرآن برأيه لكي نهلك , وانما يكون ذلك لمن بتً بالأمر وجزم بأحد الوجوه . وأما إذ اعرض الأمر في عدة أطروحات ومحتملات , فقد أبرأ ذمته من الجواب وأرشد القارئ إلى الصواب . بدون أن يكون قد تورط في المضاعفات . هذا , وأعتقد أن الأعم الأغلب من أساليب هذا الكتاب هو مما أصطلحنا عليه بالأطروحة , سواء سميناه فعلا, خلال حديثنا هنالك بالأطروحة أم لا . فإذا قلنا مثلا : أن في جواب عدة وجوه أو محتملات أو مناقشات . ففي الحقيقة يصلح كل وجه منها أن يكون أطروحة كافية في بيان الجواب . - 5 - بقي لدينا الآن ضرورة تعريف الأطروحة . وأنها ليست مجرد احتمال مهما كان حاله . ولكنها ذات أهمية معينة . وقد سبق في عدد من أبحاثي أن عرفتها بتعريفين منفصلين .كلاهما صادق , إلا أن الثاني أدق من الأول : فقد عرفتها أولا : بأنها فكرة محتملة , تعرض عادة فيما يتعذر البت فيه من المطالب , ويحاول صاحبها أن يجمع حولها أكبر مقدار ممكن من القرائن والدلائل على صحتها . لكي يرجح بالتدريج على أنها الجواب الصحيح . وعلى هذا , لا يتعين أن تقع الأطروحة في مجال الجواب على السؤال , بل يمكن أن يبين بها الفرد أي شئ يخطر في البال . ولكن لا ينبغي أن ندعي أن كل المحتملات بالتالي أن تكون أطروحة بهذا المعنى , بل ما يصلح لها , هو ما يمكن للفرد تكثير القرائن على صحته وتجميع الدلائل على رجحانه . وإلا لم يكن أطروحة , بل احتمالا .ومن الواضح جداً أنه ليس كل المحتملات على هذا المستوى . وهذا هو معنى الأطروحة الذي سرتُ عليه في كتب موسوعة الإمام المهدي عليه السلام , في ما كان يعنِ من المصاعب التاريخية والعقائدية والحديثية , وغيرها . إلا أنني عرفتها ثانياً : بأنها الاحتمال المسقط للاستدلال المضاد . من باب القاعدة القائلة , إذا دخل الاحتمال بطل الاستدلال . من حيث أن الاستدلال لابد وان يكون قائماً على الجزم ومنتج لليقين بالنتيجة . أذن فأية فكرة طعنت في ذلك استطاعت ازلة اليقين به ,