بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
الفجر وطلوع الشمس تقريباً . سؤال : لماذا قيد الإغارة في الصباح ؟ جوابه : لاكثر من وجه : الأول : أنه قيد غالبي يمكن تجريده عن الخصوصية . وتركيز الأهمية عرفاً في هذه القضية على الإغارة لا على وقتها . 1- المفردات مادة " صبح " الثاني : إن وقت الصبح مناسب للإغارة والحرب , من أكثر من ناحية : أولاً : لغفلة العدو فيه ونوم أهله . ثانياً : إنه يبقى للجماعة المغيرة زمان كاف لتنفيذ الهدف , خلال نهار كامل , قبل أن يحجز بينهما ظلام الليل . سؤال : عن معنى قوله تعالى : فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً .فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً . جوابه : النقع والقتير والعتْيرَ والقَتاَمَ , هو الغبار . والخيل حينما تضرب على الأرض الرملية فإنها تثير غباراً كثيراً . قال الشاعر في مدح أمير المؤمنين عليه السلام 1-. جبريل نادى معـــــاناً والنقع ليس بمنجلي والمسلمون قد أحدقوا حول النبــي المرسل لا سيف إلا ذو الفقـــــــار ولا فتـــــى إلا علــــــــي والمراد بالفاعل في الآية : فاثرن - فوسطن - على المشهور : الخيل المهاجم للعدو . ونون النسوة أما ان يعود على العاديات , وهي مؤنث مجازي , أو الى الذات المؤنثة الحقيقية , ويراد بها الخيل . والضمير " به " وقد أعيد مرتين , ويوجد مرجعه احتمالان : أولاً : الضبح , كما في الميزان 1- .وهو نحو من الإسناد المجازي . ثانياً : الصبح , فتكون الباء بمعنى في . ويرد عليه : إن الباء ظاهرها السببية لا الظرفية , وصرفها خلاف الظاهر . فأن قلت : ولكن استعمالها بمعنى في جائز , إما حقيقة أو مجازاً , كما هو مقرر في علم الأصول . قلت : ولكن مع ذلك خلاف الظهور الولي للآية .ظهورها بالسببية أوضح . وعندئذ لا يكون مرجع الضمير هو الصبح بل شيء أخر , كالعَدْو أو القتال . أي بسببه . وإن قلت :إن فهم القتال من السياق , وإن كان ممكناً , الا يحتاج الى نحو من التقدير . قلت : يمكن الاستغناء عن معنى القتال , الى معنى العدو وهو مذكور في الآية في مادة( العاديات ) .والعدو يثير النقع , فيرتفع الإشكال مع حفظ الباء للسبيبية . وقوله تعالى : فَوَسَطْنَ ,أي توسطن في داخل الجمع وخلاله وفي قلبه . والمراد به كتيبة العدو , كما في الميزان 2- . وقال :أو المعنى فتوسطن جمعاً ملابسين للنقع . أقول : على معنى أن تكون " به " قيداً لما بعدها , وهو الجمع لا لما قبلها .فتأمل . قال : 3- وقبل المراد توسط الابال جمع منى . وأنت خبير بأن حمل الآيات الخمس بما لمفرداتها من ظواهر المعاني على أبل الحجاج الذين يفيضون من جمع الى منى , خلاف ظاهرها جداً . أقول : سيأتي عما قليل بعض الكلام عن ذلك , فأنتظر . ولآن لابد من تطبيق معاني الآيات , على المعاني الخمسة للعاديات : بعد أن توضحت لنا تفاصيل المعاني . وذلك كما يلي : المعنى الأول : وهو المشهور جداً بين المفسرين , بما فيهم صاحب الميزان حيث قال 4- :وقيل والمعنى : فاقسم بالخيل الهاجمات على العدو بغتة في وقت الصبح . المعنى الثاني : الإبل الذاهبة الى منى , أو الى أي مكان . ويقترض إنها لا تمشي الهوينا بل تؤمر بالركض وتحث عليه للوصول الى الهدف في أسرع وقت . فنطبق ذلك على تفاصيل الآيات : ( ضَبْحَاً ) :والضبح كما عرفنا , صفة للخيل , ولكن يمكن أن يكون صفة للإبل مجازاً . (فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً) : فأن الإبل ليس فيها نعل لتقدح الأرض . فلابد من حمله على المجاز .لأن القدح بمعنى قدح العود الذي يدل على الحرارة , والسرعة أيضاً تنتج الحرارة . فتكون قابلة للانطباق على الإبل والأفراس معاً (فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً) يمكن تجريدها عن خصوصية الإغارة الحربية الى كل مجئ بهمة وبسرعة , فهو بمنزلة 1- ج20 , ص345. 2- ج20, ص346 . 3- المصدر والصفحة . 4- المصدر والصفحة .