بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
.فهنا نقصد الراكب , وهنا قصدنا المركوب ( وهو الإبل ) . المعنى الرابع : السالكون طريقة الهداية والرحمة . ونطبقه على تفاصيل الآيات : ( ضبَحْاً ) شدة التعب الذي يصيبهم في سبيل الله أو في تركهم الدنيا وتحمل بلاءها وصعوباتها . (فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً) اما أن نقول إن القدح هو العطاء والنور الإلهي .وأما ان نقول :إنه السرعة في السير ولتكامل . (فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً) يعني المقابلات صبحاً أي حين الفجر , وهو مصداق لقوله تعالى : وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ)(آل عمران: من الآية17) ويمكن تفسير الصبح بمن ترك ظلام المطامع الدنيوية , أو بإشراق شمس الهداية والكمال . (فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً) فإن الغبار مما لا مناص منه , من أثر ضغط النفس والعقل والشبهات ولآمال القصيرة . (فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً) إن قلنا إن الجمع جمع الناس . فهو قد توسطهم قبل الوصول الى تلك الدرجة من الكمال . وهو الملأ الأعلى أو نحوه . وأن قلنا إنه أسم لأرض المشعر . فهي الأرض المقدسة أو الرتبة التي يصل اليها الإنسان . المعنى الخامس : للعاديات إانها تنطبق على كل ذي هدف كطالب العلم وطالب الشهرة وطالب المال وأضرابهم .يريد السرعة والهمة في الحصول على نتائجه . وعندما يصل اليها يصدق قوله : فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً . اما قوله : فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً .فهي الموانع والمعوقات عن الوصول الى الهدف كما قال الشاعر :تجري الرياح بما لا تشتهي السفن . بل قد يكون بفعل الفرد نفسه من حيث لا يعلم , أو من نتائج عمله . و( جَمْعاً ) يمكن أن نهف منه الهدف.وكانه يريد المال فاصبح من الأثرياء أو بينهم . الى معانٍ أخرى محتملة للسياق , لا حاجة الى الدخول في تفاصيلها . ولابد أن نلتفت الى إن هذه السورة قد حفظت سياقاً ونسقاً للقسم . وهو يتغير بعد ذلك مباشرة لحكمة ندركها , وهو الإشعار والإشارة الى الاثنينية بين القسم والمقسم له . أو قل : الإشارة إلى النتيجة بعد الانتهاء من المقدمة ثبوتاً أو إثباتاً . سؤال : ما هو معنى كنود , في قوله تعالى : إِنَّ الْأِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ؟ جوابه : قال الراغب في المفردات 2- :قوله تعالى : إِنَّ الْأِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ .أي كفور لنعمته و لقولهم : أرض كنود إذا لم تنبت شيئاً . وأيده صاحب الميزان قال 3- :الكنود الكفور . أقول : وهو أستعمال مجازي لطيف .وأشكاله :إنه حينئذ ينبغي أن يقال : بربه لكنود . لاننا نقول :كفر به لا كفر له . فإن قلت : فإن أستعمال اللام بمعنى الباء مجازاً محتمل . قلت :هو محتمل , ولكنه لا يتعين الا مع الانحصار , وسنبين إنه غير منحصر . فيتعين المعنى الحقيقي للام . 1- الصدر والصفحة . 2- المصدر والصفحة . 3- المفردات مادة " كند " . 4- ج20 , ص 346 .