صمود و انهیار جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

صمود و انهیار - جلد 4

علی عقلة عرسان

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

***
لا يملك أحد أن يفاوض على التاريخ
الصراع العربي -الصهيوني، هل ينتهي
بتوقيع اتفاقيات بين أقطار عربية والكيان
الصهيوني!! وهل هذا الصراع هو نوع من
النزاع بين دولتين أو أكثر من دول مستقرة
في المنطقة لها ولحضورها عمق التاريخ حتى
يؤول أمره إلى سلام حتماً وإلى وفاق
وتعايش كما يحدث بين دول متنازعة خاضت حتى
حروباً عالمية فيما بينها ثم آل أمرها إلى
الوفاق والتصالح والسلام، أم أن الوضع
يختلف اختلافاً بيناً مع العدو الصهيوني
والكيان الذي أقامه بقوة القهر والإرهاب
في فلسطين!‍؟
ما أنا مقتنع به وما أراه حضوراً مستمراً
للتيار القومي بتشعباته، على أرضية هوية:
العروبة جسد والإسلام روح، منذ بداية هذا
الصراع حتى اليوم هو أن هذا الصراع صراع
وجود وأنه لن ينتهي إلا بحسمه لصالح الأمة
أو لصالح عدوها، ولا أرى أنه يمكن أن يحسم
سلماً لصالح الأمة فهذا منطق مغاير لمنطق
التاريخ، ذلك لأن الكيان الصهيوني لا يملك
تاريخياً حقاً مشروعاً مستمراً ووجوداً
مستمراً في هذه الأرض منذ مئات السنين أو
آلاف السنين حتى تكون هناك دولة وشعب
واستقرار لليهود، ومن ثم تؤول الأمور
بينهم وبين العرب إلى سلم وتطبيع وعلاقات
عادية، فالعدو الصهيوني لا يملك إلا
اثنتين وخمسين سنة من التاريخ فرضت بقوة
القهر والتحالفات الاستعمارية، والطبيعي
في هذه الحالة، حتى يسود سلام دائم في
المنطقة، أن لا يكون الكيان الصهيوني
موجوداً.
أما حقيقة أن الوضع المختل عربياً
ودولياً، يفرض منطقاً آخر على الحكومات،
ولا يفرض المنطق ذاته على الشعوب، فذاك
أمر معروف ويحتاج إلى تأكيد وتجديد وإعادة
نقش على ذاكرة شبه مثقوبة مثل الذاكرة
العربية، وهو يملي علينا أن ننظر إلى مسار
المفاوضات منذ مؤتمر مدريد حتى اليوم
بشعبها وتشعباتها، وإلى الاتفاقيات
ونتائجها، منذ كامب ديفيد الأولى حتى آخر
ما يمكن أن تسفر عنه المفاوضات من
اتفاقيات؛ على أنه فعل مفروض على الأمة
العربية تحت تأثير عوامل شتى، وفعل مطلوب
من بعض الأنظمة والشخصيات العربية لأسباب
شتى؛ وهي : الاتفاقيات والمسارات ، لن تقدم
سلاماً حقيقياً ، ولن تقيم عدلاً ، ولن
تكون إلا تزييناً لوجود الاستعمار من جهة
ومحرضاً شعبياً على مقاومة الاستعمار
واجتثاثه من جهة أخرى؛ والصهيونية
العنصرية المتحالفة مع الولايات المتحدة
الأميركية تشكل أبشع أنواع الاستعمار
وتستدعي أرقى أنواع المواجهة وأشدها
عنفاً.
وقبل أن ألج موضوع أسئلة تتصل بالصراع
العربي -الصهيوني ومستقبله، في خضم كامب
ديفيد الثانية وما تنطوي عليه من مخاطر
تؤطِّرها قضية القدس والعودة والدولة،
وتغلفها دعوى الحاخام الشرير عوباديا
يوسيف؛ وعلى مشارف إعلان أحد وزراء باراك
منذ أيام أن الجولان أرض سورية ـ وتلك
حقيقة يصحو عليها الصهاينة من آن لآخر
ويؤكدونها من آن لآخر ويستخدمونها لأغراض
خاصة بهم من آن لآخر أيضاً ـ أود أن أتوقف
عند آخر محطات التفاوض، إن صح التعبير؛
بعد كامب ديفيد الثانية وما أنتجته وما
تحركه من أجواء وأفعال وانفعالات.
العدو الصهيوني يطرح برنامجه على مراحل:
من السلام مقابل السلام، إلى السلام مقابل
الأرض، ومن ثم إقامة علاقات سلم عادية، إلى
سلام : دولة بعلم فوق الأقصى مقابل بناء ما
يسمى " هيكل سليمان" في ساحة الأقصى؛ مع ما
يتخلل ذلك الطرح من مخاتلة وخداع يجسدان
الطبيعة العنصرية ويسعيان للحصول على
الأرض والاعتراف والدولة والقدس والهيمنة
والماء. والعدو في كل هذا الذي يطرحه أو
يفاوض عليه، يعمل وفق أكثر من ازدواجية
فهو يطرح ما يطرح على طاولة المفاوضات وفي
الفضاء السياسي وفي ذهنه وملفاته شيء آخر
على أرضية الجغرافية، ويعلن أو يطلق هذه
المقولة أو تلك كشعارعام، ويريد أن يسبر
ما قد يرضي السياسة العربية وهذا الطرف
العربي أو ذاك على حساب وفاق هذا الطرف
العربي وذاك.وليستطلع ما قد ترضى به أنظمة
العرب أو ما قد تعترض عليه أو تتنازل عنه.
منذ كامب ديفيد الأولى حتى أوسلو بفروعها
وآخرها كامب ديفيد الثانية كان هذا هو
النهج السائد ، وكانت هذه هي الاستجابة
العربية ، باستثناء الاستجابة السورية،
أو الردود السورية على الاستدراج
الصهيوني ـ الأميركي. والكل قدم ولم يأخذ
بالمعني الجوهري الدقيق للأمر، حتى
بالنسبة لمنطوق القرارين: 242 و 338 .
إن السادات لم يستعد، حين وقع اتفاقية
كامب ديفيد، حدود الرابع من حزيران وإنما
استعاد الحدود الدولية بين فلسطين ومصر
وترك أربع عشرة نقطة عسكرية مختلفة كان
متقدماً فيها عن الحدود المصرية، أي داخل
فلسطين، وعندما وقَّع المعاهدة أخذ

/ 359