بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
علي عقلة عرسان صمود و انهيار مسارات التفاوض العربية-الإسرائيلية بعد مؤتمر مدريد انهـــــــيار رمـــــــز العظـمــة نـذيـر بانهـيار الطغـيان - الجزء الرابع - تقديم الصراع العربي -الصهيوني، ومفاصل بارزة من ذلك الصراع، لاسيما على المسار الفلسطيني في انتفاضة الأقصى، هو الإطار الذي يضم مادة الجزء الرابع من كتاب صمود وانهيار- مسارات التفاوض منذ مؤتمر مدريد. وقد نظرت إلى الحرب العدوانية على العراق والاحتلال الأمريكي ـ البريطاني لـه في هذا السياق.. سياق الصراع، لأنني أرى أن ذلك العدوان هو مطلب صهيوني ومصلحة أميركية التقتا وأدّتا إلى تدمير قطر عربي، واحتلاله وإبعاده عن موضوع قضية فلسطين تمهيداً لفرض تصفية صهيونية ـ أميركية على الفلسطينيين والعرب في ظروف ملائمة للعدو بالدرجة الأولى... وأن ذلك الحدث يؤسس لمرحلة جديدة من مراحل الصراع لفرض الهيمنة والنفوذ والمصالح والرؤى السياسية والاستراتيجيات الصهيونية ـ الأميركية ـ البريطانية، على المنطقة، ومن ثم الانطلاق نحو أهداف أبعد وأوسع لا تتوقف عند المصالح المادية بل تتعداها إلى الجغرافية السياسية والثقافة والقيم الروحية. وقد أدرجت مادة هذا الكتاب وفق تسلسلها التاريخي بالدرجة الأولى في متابعة للحدث وتطوراته وارتداده عربياً. ووضعت أبواباً لـه وفق غلبة حدث ما وتطوراته على ما سواه من الأحداث الناتجة أصلاً عن ذلك الصراع والمتصلة به، ضمن الرؤية العامة لـه... مما يشكل محوراً خاصاً ذا تركيز معين في الإطار العام لموضوع الصراع. ولكن ذلك لم يمنع من بروز الحدث الفلسطيني والتركيز عليه في أي محور آخر لأن قضية فلسطين هي الأرض التي تنبت فيها تلك الأحداث وتنمو. وربما عمّقت مركزية قضية فلسطين وهيمنتها على السياسة العربية والفكر العربي والاهتمام العام بالمنطقة من جانب الآخرين، المسار العام لهذه المادة وركّزت صلتها بالموضوع في اعتمادها التسلسل التاريخي للحدث والتفاعل معه. لقد وصلت أحداث المسار الفلسطيني مع الكيان الصهيوني إلى مرحلة حاسمة بتقديم خريطة الطريق بعد سقوط بغداد والاحتلال الأميركي ـ البريطاني للعراق... والتدخل الأميركي المباشر لاستثمار هذا الحدث سياسياً وثقافياً واقتصادياً إلى أبعد الحدود. وما زال المسار السوري- اللبناني مع العدو الصهيوني يراوح في مكانه مع دخول معطيات وعوامل جديدة يتم ترتيبها لتوظيفها من جانب التحالف ضد هذا المسار، الذي سيتم تفعيله بعد قطع مراحل في تنفيذ خريطة الطريق على المسار الفلسطيني. وتحريك المسار السوري اللبناني مع الكيان الصهيوني لا يعني وصوله إلى النهاية باتفاق مريح عادل وشامل يرضي أطراف الصراع ويؤدي إلى نهايته لأن الصراع أبعد من المسار وأكثر تعقيداً. وهذا يعني أن الإطار العام لكتابي الذي يتابع مسارات التفاوض منذ مؤتمر مدريد لم يكتمل بهذا الجزء.. وإذا انتهى الصراع بتوصل المسارات إلى محطات نهائية فإن ذلك لا يشير إلى نهاية الصراع العربي الصهيوني.. لأنه من وجهة نظري صراع وجود وليس نزاعاً على حدود، وهو صراع بين مشروع صهيوني إمبريالي استيطاني ومشروع عربي نهضوي مضاد لـه تماماً، ولأن قضية فلسطين قضية أمة وهي ملك أجيالها والتاريخ الذي سيشهد على حسمها لمصلحة العرب.. طال الزمن أم قصر. وآمل أن يجد القارئ الكريم في هذا الكتاب ما يجعل الحدث حياً، والذاكرة مؤثرة في استنهاض الهمم من أجل متابعة النضال، وما يجعل الأمل أكبر من أشكال الإحباط جميعاً، على الرغم من مرارة الأحداث و قسوة الأوضاع وضعف همة الأمة، وعمق الاختراقات في صفوفها وجسدها. كما آمل أن يجد فيه ما يجعل الحق والقهر يتفاعلان في بوتقة الأصالة العربية ويفعلان فعلاً إيجابياً عميقاً فيها، لكي يساهما في تكوين جيل يقيم وجوده على أسس عميقة من العلم والإيمان والعمل بهما لامتلاك قوة شاملة تحرر وتحمي وتنقذ، ولبلوغ شأو من التقدم في مجالات الحياة والأداء كافة يعيد الثقة للنفوس، والاطمئنان للناس، والحرية والاستقلال والكرامة للوطن.. بعد سنوات وسنوات من الضعف والهزيمة والكساح والتنافر المقيت. وإن ثقتي بتحقيق ذلك تسابق أملي العريض فيه. والله من وراء القصد دمشق في 2/6/2003 د.علي عقلة عرسان
لطفا منتظر باشید ...
