صمود و انهیار جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

صمود و انهیار - جلد 4

علی عقلة عرسان

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الحدود المصرية فقط ولم يأخذ حدود الرابع
من حزيران. والأردن لم يأخذ الأرض التي كان
فيها في الرابع من حزيران 1967 يوم يوقع
اتفاق وادي عربة الذي أصبح المعاهدة
الأردنية مع الكيان الصهيوني، حتى أنه لم
يأخذ الأرض الأردنية ذاتها ـ وفق من يقول
تلك أرض فلسطينية يفاوض عليها
الفلسطينيون وفق قرارات القمم العربية ـ
فهناك أرض ما زلت تحت السيادة الصهيونية
بحكم " المؤجرة" لتسع وتسعين سنة.
والسلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس عرفات
أنهت المراحل ما قبل النهائية من اتفاق
أوسلو ووصلت إلى الحل الدائم، وفي كل
مرحلة من مراحل التفاوض كانت تتنازل عن
أرض وحق ومواقع ومواقف، والأمثلة أكثر من
أم تحصى؛ وقد وصلت مؤخراً إلى مواضيع منها
: الدولة والحدود وحق العودة والقدس، ولا
أجد ما يسوغ لي ابتلاع كمية من الوهم
تجعلني أعتقد بأن وضع المفاوض الفلسطيني
في مفاوضات كامب ديفيد الثانية على الوضع
الدائم سوف يكون أفضل من وضعه السابق، حتى
لو حشَّد العرب ودار بلاد المسلمين ، ومخر
فضاء الشرق حتى اليابان؛ لأنه سلم منذ
البداية بتبعية سياسية تامة للأميركي
الصهيوني الذي يقوده خطوة خطوة إلى
التسليم والاستسلام، ولأنه وضع الصهيوني
المفاوض فوق العربي الشريك في الهوية
والقضية والمصير، وأراد أن يسابق كل من
يتطلع إلى " تسوية" مع الكيان الصهيوني
لقضية العرب المركزية فلسطين. لا أتوقع أن
يصل هذا المسار إلى شيء يسر القلب وينقذ
الشعب ويحمي المقدسات ، حتى لو اجتمعت
لجنة القدس في الرباط، وركض العرب إلى
مرابط خيلهم في القمة المنتظرة، وهزوا
عنان فرس كلنتون الماضي إلى آخرته وعنان
فرس بوش الابن أو آل غور القادم إلى البيت
الأبيض؛ ذلك لأن المقدمات تشير إلى
النتائج، وأسلو بمجملها مقدمة مخفقة
تماماً ستؤدي إلى نتائج أعظم إخفاقاً وأشد
هزالاً.
وسورية المبدأ والتوجه القومي، التي لم
تعترف في يوم من الأيام بالبعد القومي
النهائي لسورية السياسية المعاصرة، ولا
بالبعد القطري الضيق للقضية الفلسطينية،
وورثت سايكس ـ بيكو بعد الاستقلال لم
تعترف بها بل تعاملت مع نتائجها لأنها لم
تستطع تغييرها، ونظرت إليها على أنها فرض
استعماري، وعملت على نقضها من أجل وحدة
عربية شاملة، ليس فقط في بلاد الشام وإنما
في الوطن العربي بشكل عام؛ سورية هذه لم
تقل بحل ضيق يفصل على مقاسها ويخرجها من
دائرة الالتزام بالمسؤولية القومية عن
القضية الفلسطينية، ولم ترض بأن تأخذ
أرضها وتدير ظهرها للقضية وأهلها ولوطنها
الكبير، وما زال وضعها على المحك ،
والامتحان القاسي فيها وعليها مستمراً .
إنها لم تقبل بحدود 1923 التي رسمها
الاستعمار الفرنسي والبريطاني اللذان
قسَّما سورية إلى دول أربع، ولم تقبل
نتائج أوسلو ووادي عربة وكامب ديفيد
ولكنها اضطرت للتعامل مع تلك النتائج
بديبلوماسية هادئة في كثير من الأحيان.
ولكنها لم تخف تمسكها بالحق القومي للعرب
في فلسطين وعلى رأسها القدس، ولا بالدور
العربي الذي أراد الكيان الصهيوني
حرمانها منه سواء أكان ما يتصل من ذلك
بفلسطين ومقاومة أبنائها ، أو بلبنان
ومقاومة جنوبييه، أو بالعودة المشروعة
للشعب الفلسطيني إلى وطنه وتقرير مصيره
بحرية تامة فوق أرضه؛ وهي بطبيعة الحال
عندما تفاوض على الجولان تفاوض على
جغرافية أرض العرب التي قسمها الاستعمار
ولا تفاوض على التاريخ ولا على الأهداف
العليا للأمة العربية وعلى رأسها مقاومة
الاستعمار وتحرير الأرض المحتلة وحقوق
الشعب الفلسطيني في وطنه والتضامن العربي
وصولاً إلى الوحدة العربية. ومن مبدئيات
التيار القومي المنطلق من سورية أن يرفض
التعامل مع نتائج سايكس ـ بيكو التي أسست
لقيام الكيان الصهيوني أصلاً.
تختلف الحدود الدولية 1923 بين فلسطين
وسورية عن حدود الرابع من حزيران بمساحات
من الأرض أو بشريط من الحدود يتفاوت من
منطقة إلى أخرى ومساحته العامة قد تصل إلى
ما يقرب من 26 كم2 فرق الحدود التي يتم الجدل
حولها، ولكن هذه الـ 26 كيلو متر مربع، هي من
النقاط الحساسة جداً والاستراتيجية جداً،
التي قامت حرب حزيران أصلاً من أجل ما فيها
من نقاط هامة، فقد اعترف /موشيه ديان/ وكتب
في مذكراته أنهم يتحرشون بسورية قبل حرب
حزيران باستمرار من أجل المستوطنين ومن
أجل ضمان أن يتوسع هؤلاء المستوطنون وأن
تزول القوات السورية التي تهددهم وأن
يأخذوا المياه التي تغذي حاجة "إسرائيل"
بنسبة 40% من حاجتها للمياه وهي في المواقع
السورية، وهذه المياه هي منابع الحاصباني
وبانياس وما يشكل نهر الأردن وبحيرة
طبريا، وما يصل إلى نهر الأردن من هذه
المنطقة من روافد سواء عبر اليرموك أو
سواه؛ والعدو يطلب في هذه الحالة السيطرة

/ 359