بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
على المناطق المتصلة بمنابع نهر بانياس ومسار الحاصباني، أي الروافد العليا لنهر الأردن، وأيضاً يتمسك بطبريا ويريد أن يضع الحدود، كما اقترح في قمة جنيف الأخيرة، على مسافة ما يقرب من مئة متر، في بعض الحالات، وما يصل إلى عشرة أمتار إلى الشمال الشرقي من طبريا، بحيث تكون السيادة له كاملة على مياه بحيرة طبريا، وتكون لـه ممرات أرضية حول هذه البحيرة بالكامل تضعها تحت السيادة الصهيونية؛ ولا "يسمح" لسورية بأن تصل إلى مياهها أو إلى مجالها الحيوي والحياتي بشكل كامل، ويعرض أن يعطي لسورية أو يعيد لسورية الحمة ومنابع الحمة، في مقابل ذلك؟! والعدو يريد ترتيبات أمنية تتصل بحجم القوات السورية والصهيونية في الطرفين، مسافة انسحاب القوات، نوع الأسلحة، وبمرصد جبل الشيخ والإشراف عليه، ومواقع وترتيبات أمنية أخرى يُتَّفق عليها، ويريد أن يضع ، أو يهدد بوضع، ألغام نووية في حال الانسحاب، على منطقة من الحدود تمنع سورية في المستقبل من أي تفكير في مهاجمة "إسرائيل" أو بالتفكير باستعادة أي أرض في حال تغيرت الظروف أو تغير ميزان القوى، أو ما شابه ذلك من احتمالات؛ إضافة إلى هذا، يطلب العدو من سورية تطبيعاً مباشراً للعلاقات بينها وبينه ، ويقترح برنامجاً لذلك ـ وهذا هو موضوع اختلاف وليس موضوع اتفاق، وموضوع مفاوضات وليس موضوع معاهدة، وموضوع مفاوضات طبعاً ـ من هذا البرنامج مثلاً: أن يبدأ موضوع إقامة سفارة للعدو في سورية مع إتمام المرحلة الأولى من الانسحاب عبر الاتفاق، وأن يتم اتفاق في المجال السياحي، في المجال التجاري، في المجال الزراعي وحتى في المجال الثقافي، أي أنه يتطلع إلى تطبيع شامل للعلاقات متدرج ينتهي إلى تمامه بانتهاء الانسحاب إلى تمامه، ويعطي للانسحاب وقت حسب برنامج زمني، وهو يطرح 36 شهراً ويطرح أحياناً أكثر من ذلك. والموضوع موضوع مفاوضات وليس موضوع اتفاق كما هو معروف. في إطار ما يعرض في مسار التفاوض السوري ـ الإسرائيلي على الجغرافية، هناك رفض أو عدم قبول من سورية لوضع مرصد جبل الشيخ، ولما يقدم من حلول لبحيرة طبرية وحدودها، ولأية سيطرة على الأرض ، وأي بقاء للمستعمرين في قرى الجولان، ورفض لكل ما يقدمه المفاوض الصهيوني الذي يأتني بأثواب وهويات غربية متنوعة؛ ونحن لا يأتينا من يفاوض على هذا الملف إلا من هو مسكون بالصهيونية ومحالف لها ومؤيد لمشروعها ومن ثم يلعب دور الوسيط ودور المستعمر ودور الجلاد وأيضاً دور المواسي للضحية في الوقت ذاته، فالقوى في هذا المجال كلها ملغمة، وإذا تذكرنا القائمة من مادلين أولبرايت، إلى صموئيل برغر الذي هو مستشار الأمن القومي إلى وليم كوهين الذي هو وزير الدفاع إلى مارتين ايندك الذي كان متسلماً لهذا الملف ووكيلاً لوزارة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط والآن هو سفير الولايات المتحدة الأميركية في الكيان الصهيوني، إلى دنيس روس وأهرون ميلر إلى.. إلى كل هذه الرزم من الأشخاص الذين يتولون هذا الملف أو هذا الموضوع وهم من اليهود الأمريكيين الذين يتعصبون لمشروعهم الصهيوني ربما أكثر من بعض اليهود الآخرين، ولكنهم يأتون باللسان الأمريكي أو اللسان البريطاني أو اللسان الأوروبي أو سوى ذلك؛ أدركنا في أي فخ نحن، وإذا أضفنا إلى ذلك العرب الوسطاء والعرب الذين يضغطون باتجاه حل " رغبة في توطيد السلام" وقفنا على فداحة المصيبة وقدرنا ما الذي ينتظرنا وما يمكن أن نصل إليه في المدى القريب!؟وسورية ما زالت على المحك وما زالت أحد الخنادق الأخيرة الصامدة. الوضع الوحيد المختلف الذي يعطيه العرب ظهورهم هو لبنان، فقد كان يطالب بتطبيق القرار 425، وكان يعارض بالتوافق والتلازم مع سورية موضوع فصل المسارين السوري واللبناني أحدهما عن الآخر، وكان يطالب بحدود سايكس ـ بيكو، حدود 1923 وقضيته هنا كانت مختلفة عن القضية التي كانت مطروحة للمناقشة بين سورية والكيان الصهيوني؛ القضية مختلفة؛ لأنه بين سورية و (إسرائيل) كان هناك حرب شبه مستمرة بين الجيشين عبر سني الاحتلال. أما في لبنان فكانت الهدنة مستمرة، بعد هذا التاريخ وضعت يدها على سبع قرى لبنانية هي في إقليم العرقوب اللبناني لم تعد بعد؛ وهي أراض لبنانية بموجب الحدود الدولية المخططة في 1923 وبعد ذلك في 1967 وضع الكيان الصهيوني يده أيضاً على مزارع شبعا، وهي منطقة أخرى أخذها، ثم أتى الاجتياح في 1978 واستولى على الشريط الحدودي وبقي فيه، وهو الشريط الممتد في مساحات من (1) كم إلى 25 كم في بعض المواقع، ومن رأس الناقورة إلى آخر الحدود المتصلة أو الزاوية التي تجمع بين فلسطين المحتلة