بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
نعزز بعدها القومي ومسؤوليتها.. ونرى إلى الأمور في ضوء ذلك تستمر على نحو صحيح.. فبسبب من البعد القومي لقضية فلسطين والمسؤولية القومية عنها كان هناك احتلال الجولان واحتلال الضفة الغربية واحتلال لبنان واحتلال سيناء، وكانت هناك مشاحنات وحروب ودماء واستنزاف، وسيبقى هناك صراع هو نوع من صراع الوجود.. لأننا ببساطة لا يمكن أن نلغي الشعب الفلسطيني من وجداننا وتاريخنا، ولا يمكن أن يتنكر هو أو نتنكر نحن لحقه في العودة إلى وطنه، ذلك الحق الذي دونه خرط القتاد، ولا يمكننا أن نلغي حق ذلك الشعب في سيادته التامة على أرضه ومصيره، فالسيادة المنقوصة سيادة زائفة ووجود شكلي. والذين خاضوا غمار حرب بعد حرب، ومقاومة بعد مقاومة، وذاقوا طعم المجد والقهر والمرارة، وقدموا دمهم ومستقبل أجيالهم ودمرت بيوتهم وحقولهم وسلبت أرضهم، ليكون هناك تحرير وانتصار وكرامة، فقد حملوا الهم الوطني والقومي وعتَّقوه سنين، وتعرضوا، من جراء ذلك، لأنواع العذاب والبؤس والمعاناة، وما زال بعضهم في السجون والمعتقلات الصهيونية أو " الوطنية" منذ سنين، وبعضهم في المنافي.. فهؤلاء لا يستطيعون نسيان أرضهم وبيوتهم ومقدساتهم وتضحياتهم والتخلي عن مبدئيتهم وأهدافهم، والاكتفاء من كل ما حملوه طوال حياتهم بالتراجع البائس المذل. وهذا وضع سؤالاً أو يضع سؤالاً لا بد من مواجهته على الصعد والمستويات كافة ونحن نقف على أبواب مراحل تغيير وتهديد بالتدخل المباشر في شؤوننا الداخلية، السيادية منها وغير السيادية، من أجل التغيير، وأمام استحقاقات تحملها موجات إثر موجات من التحريك والتحرك السياسي والإعلامي والثقافي والاجتماعي، داخلياً وعربياً ودولياً، ويدفعها عدونا الصهيوني وحليفه الأميركي في كثير من الأحيان إلى الغرق في مداه العدواني الكريه واستفزازه المهين.. وكل ذلك مما تحمله الأحداث والذكريات وتعيده إلينا يومياً، فتذكرنا بالماضي الاستعماري القريب والبعيد وبأدواته وصنائعه وذرائعه وأساليب تدخله وفتكه بالمعنوي والمادي بكل ما يخصنا، وكل ذلك تؤثر حركته فينا وعلينا، شئنا ذلك أم أبيناه، كما تؤثر في نهج التفكير والتدبير الذي ينبغي أن نختاره أو يكون. ومن يستعيد شريط الأحداث والأيام التي أدت إلى حروب ومقاومة وانتفاضة..إلخ، وتلك التي رافقتها أو تلتها ونتجت عنها، يعرف جيداً أن الذين اتخذوا قرارها واشتعلوا بنارها إنما اتخذوا قرار تحرير وخطوة تقربنا من الحرية والتحرير، ولم يكن أحد منهم يقول للآخر غير ذلك في الظاهر المعلن على الأقل ولا نحكم على السرائر. لقد كان قرار المواجهة، كما فهمه وعمل لـه المناضلون والمقاتلون على حد سواء، قرار تحرير للأرض والإنسان واستعادة للسيادة والكرامة، وليس قرار تحريك لقضية تأتي نتائجه السلبية على كل ما حققته الحرب وما كان يمكن أن تحققه إرادة الإنسان؟! ولم يكن أولئك الذين خاضوا الصراع وما زالوا يخوضونه بأشكال مختلفة أو يرفضون التخلي عن ضرورته، ما زالوا مستعدين لقبول النتائج التي آلت إليها الأمور بعد ذلك، ولا يبدو أنهم على استعداد لقبول ما يراد لهم أن يقبلوه اليوم من توجهات ونتائج يرمي إلى تحقيقها العدوان الأميركي الصهيوني الممنهج على الأرض والعقل والإرادة.. الذي ينشر ظله الأسود هذه الأيام فوق وطننا العربي، ويلفع قضايانا وأهدافنا وأحلامنا الواحد بعد الآخر بذرائع ممجوجة، ويسقط خنادقنا، ويفرق صفوفنا، ويزرع اليأس في نفوسنا حتى من إمكانية أن تعود إلينا نفوسنا ذاتها وأحلامنا المشروعة. ومن يستعيد شريط الأحداث والأيام، ويقوم بقراءة واعية واستقراء موضوعي لما جرى، يدرك جيداً أن التنازل عن الأرض والحق والثوابت والأهداف القومية والدور العربي أو الإقليمي، أمور غير واردة، مهما كانت النتائج والتضحيات، لأنها تأتي على ما تبقى لنا من وجودنا. وعلى العرب جميعاً أن يدافعوا عما تبقى لهم من ذلك الوجود. إن سورية بمساحتها التي تربو على 185 ألف كم2 فقط، وبسكانها الذين يناهز عددهم ثمانية عشر مليوناً، تشكل طرفاً رئيساً في أيّ معادلة سياسية، عربية أو دولية، في هذه المنطقة من العالم، ويصعب على سياسي جاد أن يقفز فوق دورها وحضورها، أو أن يتجاوزها، في أي موضوع يراد لـه أن يولد سليماً وينمو ويستمر ويؤدي إلى استقرار. وهي اليوم آخر ما تبقى من الصمود العربي بوجه العدو الصهيوني الذي يشكل مشروعه المشروع النقيض لأي مشروع عربي بناء في المنطقة، سواء أكان ذلك في الحرب أم في السلم. وينبغي ألا تتنازل سورية عن دورها القومي ولا عن المشروع الذي يحلم به العرب، ولا عن دورها المؤثر في كل ما يتصل